ألافتِخارُ بِعلامَةِ الصَّليب

القوت اليومي

ألافتِخارُ بِعلامَةِ الصَّليب

لا نَخْجَلُ إذنْ مِنَ الإعتِرافِ بالمَصْلوب، وَلِنَرْسُمْ عَلامَةَ الصَّليبِ بِصَراحَةٍ على جِباهِنا وعلى كُلِّ شَيْء: على الخُبْزِ الذي نَأكُلهُ، وَعلى الكأسِ التي نَشْرَبُها، في دُخولِنا وَخُروجِنا، في رُقادِنا وَيَقظَتِنا، سَواءٌ كُنَّا نَسيرُ في الطَريقِ أو نَسْتَريح.

إنَّها أداةٌ قَوِيَّةٌ لِلوِقايَةِ مِنَ الأذى، مَجَّانِيَّةٌ لِلفُقراءِ وَغَيْرُ مُتعِبَةِ لِلمَرضى. إنَّها نِعْمَةٌ مِنْ عِندِ الله: عَلامَةٌ لِلمُؤمِنينَ وَهَلَعٌ لِلشَّياطين، لأنَّهُ جَرَّدَهُمْ مِنْ سُلطانِهِمْ وَشَهَّرَهُم، إذ سَيَّرَهُمْ في مَوْكِبِهِ الظَّافِر، عِندَما يَرونَ الصَّليبَ يَتَذكَّرونَ المَصْلوب، فَيَرْتَعِدونَ مِنْ ذاكَ الذي سَحَقَ رأسَ التِّنِّين.

لا تَحْتَقِرْ هذِهِ العَلامَةَ لأنَّها مَجَّانِيَّة، بَلْ أكرِمْ بِسَبَبِها الرَّبَّ المُحْسِن.

(الخطبة 13 ، 36) 

القِدِّيسِ كِيرِلـُّسَ الأُورَشَليمي (+387)