ألإنجيلُ والثَّقافَة

القوت اليومي

ألإنجيلُ والثَّقافَة

   

 

 

 

 

بَيْنَ بِشارَةِ الخَلاصِ والثَّقافةِ صِلاتٌ مُتَعَدِّدَة. فالله، إذْ كَشَفَ عَنْ ذاتِهِ لِشَعْبِهِ حتَّى ظُهورِهِ التَّامِ في ابْنِهِ المُتَجَسِّد، تَكَلَّمَ وَفْقاً لِأنْواعِ ثقافَةٍ يَمْتازُ بِها  كُلُّ عَصْرٍ عَنْ غَيْرِه.

 

  وَكذلِكَ الكَنيسَةُ الّتي مَرَّتْ عَبْرَ الأجْيالِ بِأوْضاعٍ حَياتِيَّةٍ مُتَنَوِّعَة، إسْتَعْمَلَتْ مَرافِقَ الثَّقافاتِ المُخْتَلِفَة، لِتَنْشُرَ بِشارَةَ المَسيحِ إلى كُلِّ الأُمَم، وَتَعْرُضَها في مَواعِظِها، لِتَكْشِفَها وَتَتَعَمَّقَ بِها أحْسَنَ مِمَّا كانَتْ عليه، لتُعَبِّرَ عَنْها بِطَريقةٍ أكْمَلَ في الاحْتِفالاتِ الطَّقسِيَّة، وفي حَياةِ جَماعَةِ المُؤمِنينَ المُتَعَدِّدَةِ الأشْكال.

 

وَلَكِنْ بالوَقْتِ نَفْسِهِ، أُرْسِلَتِ الكنيسَةُ إلى كُلِّ الشُّعوبِ في كُلِّ الأزمنَةِ وفي كُلِّ الأماكِن، فهيَ لا تَرْتَبِطُ بِأيِّ عِرْقٍ أوْ أُمَّة، ولا بِأيَّةِ طَريقةِ حياةٍ خاصة، ولا بِأيَّةِ عادَةٍ قديمَةٍ أو حَديثة، إرْتِباطاً لا يَنْفَصِم، وَيَنْفِيَ كُلَّ إرْتِباطٍ آخَر. إنَّها لَتَسْتَطيعُ التَّجاوبَ مَعَ الثَّقافاتِ المُخْتلفة، لِأنَّها أمينَةٌ دائِماً لِتَقْليدِها الخاص، وَتُدْرِكُ تَماماً أنَّ رِسالتَها شامِلة : وَيَنْتُجُ عَنْ ذلِكَ زيادَةٌ في الغِنى الذّاتِيِّ وَغِنى الثَّقافاتِ المُخْتِلِفة.

 

 

 

(دستور راعوي حول الكنيسة في عالم اليوم،58)

 

مِنْ وَثائِقِ المَجْمَعِ المَسْكونيِّ الفاتيكانيِّ الثَّاني