الأربعاء السادس بعد عيد ارتفاع الصليب

الإنجيل

الأربعاء السادس بعد عيد ارتفاع الصليب

 

 

إنجيل اليوم ( متّى 13 / 18 ـ 23)

 

18 قال الربّ يسوع: "اسمعوا أنتم مَثَل الزارع:

 

19 كلّ من يسمع كلمة الملكوت ولا يفهمها، يأتي الشرّير ويخطف ما زُرع في قلبه: هذا هو الذي زُرع إلى جانب الطريق.

 

20 أمّا الذي زُرع في الأرض الصخريّة، فهو الذي يسمع الكلمة، وفي الحال يقبلها بفرح،

 

21 ولكنّه لا أصل له في ذاته وإنّما يثبت إلى حين، فإذا حدث ضيق أو اضطهاد من أجل الكلمة فحالًا يشكّ.

 

22 أمّا الذي زُرع بين الشوك فهو الذي يسمع الكلمة، ولكنّ همّ هذا الدهر وغرور الغنى يخنقان فيه الكلمة، فيبقى بلا ثمر.

 

23 أمّا الذي زُرع في الأرض الجيّدة فهو الذي يسمع الكلمة ويفهمها فيحمل ثمرًا، ويعطي واحد مئة وآخر ستّين، وآخر ثلاثين.

 

 

أوّلًا قراءتي للنصّ

 

1 ـ أُعطيَ لنصّ إنجيل هذا اليوم، في "الترجمة الليتورجيّة"، العنوان التالي "تفسير مَثَل الزارع"؛ لهذا النصّ، نصّ موازٍ  في (مر 4 / 13 ـ 20)، وآخر في (لو 8 / 11 ـ 15).

 

 

2 ـ نرى في شرح يسوع هذا المثل لتلاميذه، أنّ الحَبّ المزروع يعني كلمة الملكوت؛ وتعني الطريق، الذي يسمع كلمة الملكوت، ولا يفهمها، فيأتي الشرّير وينتزعها من قلبه، لئلّا تفعل فيه وتثمر؛ وتعني الصخرة، الذي يسمع الكلمة ويقبلها في الحال بإيمان وفرح، ولكنّها لا تتأصّل فيه، لأنّ ليس له أصلًا  في ذاته؛ لذلك لا يثبت في قبوله لها، بل يعود ويشكّ فيها، في الحال، إذا ما حدث ضيق له أو تجربة من أجلها؛ ويعني الشوك، الذي يسمع كلمة الملكوت ويقبلها؛ ولكن، همّ هذا الدهر، وغرور الغنى لديه، يخنقها ويحول دون نموّها فيه، فلا تثمر؛ وأخيرًا، تعني الأرض الجيّدة، الذي يسمع الكلمة، ويفهمها، فتثمر فيه مئة أو ستّين أو ثلاثين.

 

 

ثانيًا قراءة رعائيّة

 

1 ـ الآية (18)

 

سمع الجمع (الفرّيسيّون) المَثَل بشكل حرفيّ، وفق الطريقة التي اعتادها معلّمو اليهود في تطبيقاتهم العمليّة والأخلاقيّة؛ أمّا هنا، فيسوع يريد أن يسمع تلاميذه المَثَل: "فاسمعوا أنتم..." بطريقة أخرى، بعيدة عن طريقة اليهود المشار إليها أعلاه، فيبيّن لهم أسباب الفشل، لكي يتجنّبوها، ويكونوا أرضًا جيّدة.

 

 

 

2 ـ الفشل الأوّل متسبّب من تدخّل الشرّير في حياة الذي سمع الكلمة، لأنّه لم يفهمها؛ والفشل الثاني متسبّب من كون الكلمة لم تتأصّل، ولم يصبح لها جذور عند الذي سمعها وقبلها، في الحال، وبفرح، وثبت فيها إلى حين حدوث ضيق أو اضطهاد له من أجلها، فعاد وتخلّى عنها بالشكّ؛ والفشل الثالث متسبّب من انشغال الذي يسمع الكلمة بشؤون هذه الدنيا الزمنيّة (همّ هذا الدهر وغرور الغنى)، فتخنق لديه الكلمة، وتحول دون نموّها و إعطائها ثمرًا.

 

الأرض الجيّدة ترمز إلى الذي يسمع الكلمة بأذنه، ويتكلّم عنها بفمه، ويفهمها بقلبه وبعواطفه، ويلتزم بها في حياته، فتنمو وتثمر  100 ، 60، 30 ؛ هذا الانحدار في الثمر قد يدلّ على الكنيسة التي أخذ يخفّ حماسها، مع ابتعادها عن يسوع في الزمن.

 

 

 

 

                                           الأب توما مهنّا