الأربعاء السابع من زمن القيامة

الإنجيل

الأربعاء السابع من زمن القيامة

 

 

 

 

إنجيل اليوم (يو 12: 31-36)

 

 

31 هيَ الآنَ دَينونَةُ هذا العالَم. الآنَ يُطرَدُ سُلطانُ هذا العالَمِ خارِجًا.

 

32 وأَنا إِذا رُفِعتُ عَنِ الأَرض، جَذَبتُ إِلَيَّ الجَميع".

 

33 وقالَ هذا ليدُلَّ على أيِّ مِيتَةٍ كانَ مُزمِعًا أن يَموتَهَا.

 

34 فأَجَابَه الجَمْع: "نَحنُ سَمِعنا مِنَ التَّوراةِ أَنَّ المَسيحَ يَبْقى إلى الأَبَد. فكَيفَ تَقولُ أَنتَ: إِنَّ على ابنِ الإنسانِ أَن يُرفَع؟. مَن هو ابنُ الإِنسانِ هذا؟"

 

35 قالَ يسوع: "النُّورُ باقٍ بَينَكُم زَمَناً قليلاً. سيروا ما دامَ لَكُمُ النُّور، لِئَلاَّ يَدهَمُكُم الظَّلام. فَمَن يَسيرُ في الظَّلام لا يَدْري إِلى أَينَ يَذهَب.

 

36 آمِنوا بِالنُّور، ما دام لكُمُ النُّور، لِتَصيروا أَبناءَ النُّور". قالَ يسوعُ هذا، ومَضى مُتَواريًا عَنهُم.

 

 

 

أوّلًا "قراءتي للنصّ"

 

يسوع في صراع مع سلطان هذا العالم (قوى الشرّ)؛ إنّه ابن الله البارّ الذي أرسله الله الآب إلى العالم ليتمّم عمل الخلاص؛ فرضي أن يحمل خطيئة العالم، التي ألقتها على عاتقه قوى الشرّ ظلمًا، بهدف سحقه؛ لكنّ الله أقامه من بين الأموات، منتصرًا، ومكفِّرًا عن خطايا الإنسان، وجاذبًا إليه الجميع؛ ونصّبه الله الآبُ ديّانًا، في هذه الأزمنة الأخيرة، فيطرد، من هنا وهناك، تلك القوى التي لا تزال تعمل في العالم، وتؤذي الأبرياء فيه.

 

 

تنبّه الجمعُ للعباراة: "رُفِعْتُ عن الأرض" التي قالها يسوع، واعترضوا على ما تعنيه، مستندين إلى التوراة وإلى اعتقادٍ سائدٍ يقول بأنّ المسيح الآتي يبقى إلى الأبد؛ وأتبعوا قولهم هذا بالتساؤل حول هويّة "ابن الإنسان" الذي أشار إليه وإلى مصيره يسوعُ في كلامه.

 

 

يسوع هو النّور في هذا العالم؛ والعالم بدونه ظلام؛ ونحن سائرون في هذا العالم، فمن صالحنا اختيار يسوع - النّور، لكي نؤمّن المسيرة نحو ميناء الخلاص.

 

 

ثانيًا  " قراءة رعائيّة"

 

هي الآن دينونة هذا العالم (31)

 

 جاء في الدّينونة: "هذه هي الدّينونة: جاء النّور إلى العالم، فأحبّ النّاس الظلام أكثر من النّور، لأنّ أعمالهم كانت شرّيرة (3: 19)؛ وجاء في الدّينونة أيضًا: "وأمّا مَن يعمل الحقّ فيقبل إلى النّور، كي تظهر أعماله، لأنّها في الله قد عُمِلَت" (3: 21)؛ هناك تَقابُل بين هذا العالم الذي تسيطر فيه القوى المعادية لسلطة الله، وبين العالم الآتي الذي فيه يملك الله؛ يشخّص قوى هذا العالم إبليس (6: 70؛ 8: 44؛ 13: 2)، أو الشيطان (13: 27)، أو سلطان هذا العالم (14: 30؛ 16: 11)؛ ظنّ الشيطان أنّ موت يسوع على الصّليب هو انتصاره، فكان، على العكس، هزيمته: لقد قهر، وزال سلطانه عن العالم.

 

 

الآية (34)

 

 في الواقع، نحن تجاه التقاليد الشعبيّة التي تعتبر أنّ المسيح لن يموت؛ نسي اليهود أناشيد عبد يهوه (خصوصًا في أش 52: 13- 53: 12).

 

 

الأب توما مهنّا