الأربعاء السابع بعد عيد ارتفاع الصليب

الإنجيل

الأربعاء السابع بعد عيد ارتفاع الصليب

 

 

 

 

 

إنجيل اليوم (متّى 18 / 23 ـ 35)

 

 

23 قال الربّ يسوع: "لذلك يشبه ملكوت السّماوات ملكًا أراد أن يحاسب عبيده

 

24 وبدأ يحاسبهم فأُحضر إليه واحد مديون له بستّين مليون دينار.

 

25 وإذ لم يكن له ما يوفي به دينه، أمر سيّده بأن يُباع هو وزوجته وأولاده وكلّ ما يملك ليوفي الدّين.

 

26 فوقع ذلك العبد ساجدًا له وقال: أمهلني، يا سيّدي، وأنا أوفيك الدّين كلّه.

 

27 فتحنّن سيّد ذلك العبد وأطلقه وأعفاه من الدّين.

 

28 وخرج ذلك العبد فوجد واحدًا من رفاقه مديونًا له بمئة دينار، فقبض عليه وأخذ يخنقه قائلًا: أوفني كلّ ما لي عليك.

 

29 فوقع رفيقه على رجليه يتوسّل إليه ويقول: أمهلني، وأنا أوفيك.

 

30 فأبى ومضى به وطرحه في السّجن، حتّى يوفي دينه.

 

31 ورأى رفاقه ما جرى فحزنوا حزنًا شديدًا، وذهبوا فأخبروا سيّدهم بكلّ ما جرى.

 

31 حينئذٍ دعاه سيّده وقال له: أيّها العبد الشرّير، لقد أعفيتكَ من كلّ ذلك الدّين، لأنّك توسّلت إليّ.

 

32 أما كان عليك أنت أيضًا أن ترحم رفيقك كما رحمتك أنا ؟!

 

34 وغضب سيّده فسلّمه إلى الجلّادين، حتّى يوفي كلّ ما عليه.

 

35 هكذا يفعل بكم أيضًا أبي السماويّ، إن لم تغفروا، كلّ واحد منكم لأخيه من كلّ قلوبكم".

 

 

 

أوّلًا  قراءتي للنصّ

 

 

 

 يصف لنا متّى الإنجيليّ، في الآيات (23 ـ 27) كيف تصرّف ملك مع واحد من عبيده، مديون له بمبلغ باهظ (عشرة آلاف وزنة = ستّين مليون دينار، على أساس الوزنة الواحدة بقيمة ستّة آلاف دينار)، فأخذ بعين الاعتبار وضعه الماليّ المتدنّي، وأصغى إلى توسّلاته، وتحنّن عليه، وأعفاه من دينه، وأطلقه؛ هذا الملك يمثّل الله الآب.

 

 

يصف لنا متّى، في الآيات (28 ـ 30) كيف تصرّف ذلك العبد عينه مع مديون له بمبلغ زهيد (مئة دينار) فقبض عليه، وأخذ يخنقه، وهو يطالبه بإيفائه دينه، ولم يُصغِ إلى توسّلاته ويمهله، بل طرحه في السّجن حتّى يوفي دينه.

 

 

ويصف لنا متّى، في الآيات (31 ـ 35) النتيجة: رأى رفاقهما هذا التصرّف المشين، فاستاؤوا، وذهبوا إلى سيّدهم، الملك، وأخبروه بما جرى؛ فاستاء الملك، بدوره، أشدّ الاستياء، ودعا العبد المذكور، الذي كان قد أعفاه من كلّ دينه، ووبّخه على سوء تصرّفه مع رفيقه، قائلًا له: "أما كان عليك أنت أيضًا أن ترحم رفيقك كما رحمتك أنا؟"، ثمّ أسلمه إلى الجلّادين حتّى يوفي كلّ ما عليه؛ وتأتي الأمثولة: "هكذا يفعل بكم أيضًا أبي السّماويّ، إن لم تغفروا، كلّ واحد منكم لأخيه، من كلّ قلوبكم".

 

 

 

ثانيًا قراءة رعائية

 

 

 

 نرى في "مثل العبد القاسي" أنّ هذا العبد، الذي نال رحمة كبيرة من سيّده، إذ تحنّن عليه وأعفاه من دينه الباهظ، كان بلا رحمة تجاه أخيه ورفيقه، إذ رفض إعفاءه من دينه الزهيد، وطرحه في السّجن؛ لقد ضاع كلّ منطق لديه، وتخلّى عن الرّحمة، بل عن أبسط قواعد اللياقة...؛ فجاءه العقاب قاسيًا (أُسلم إلى الجلّادين حتّى يوفي كلّ ما عليه)؛ هذا المثل تطبيق لما جاء في الآيتين (متّى 18 / 21 ـ 22)، ويختتم خطبة يسوع حول الحياة الجماعيّة (عظة الكنيسة).

 

 

 شرح عبارات وكلمات

 

 

 

 عبيده (23) 

 

لا يعني العبد دومًا مَن هو في الرقّ والعبوديّة، بل من هو مرتبط بسيّد؛ ويمكن أن يعني شخصًا هامًا، كعبيد الملك (1 صم 8 / 11 ؛ 2 مل 5 / 6)، هم وزراؤه  ورجاله الأقربون (راجع متّى 13 /27؛ 25 / 14 ـ 30).

 

 

 يباع (25)

 

تلك كانت العادة في العالم القديم (راجع خر 21 / 22 ؛ لا 25/ 39 ؛ مل 4 / 1 ؛ أش 50 / 1).

 

الآية (35)

 

هنا إعادة لِما جاء في الصّلاة الربّية: "واغفر لنا ذنوبنا كما غفرنا نحن أيضًا للمذنبين إلينا" (متّى 6 / 12)؛ ولكنّ الله هو الذي يبادر ويغفر، فلا يبقى لنا إلّا أن نتشبّه به كالأبناء الأحبّاء (أف 4 /32 ـ 5 /1).

 

 

 

 

 

                                                           الأب توما مهنّا