أربعاء أسبوع تجديد البيعة

الإنجيل

أربعاء أسبوع تجديد البيعة

 

إنجيل اليوم (يو 10/ 11-16)

 

 

11 أنا هو الرّاعيّ الصّالح، والرّاعي الصّالح يبذل نفسه عن الخراف.

 

12 أمّا الأجير، وهو ليس براعٍ، وليست الخراف له، فيرى الذئب مقبلاً، ويترك الخراف ويهرب، فيخطفها الذّئب ويبدّدها؛

 

13 لأنّ الأجير أجير، ولا يبالي بالخراف.

 

14 أنا هو الرّاعي الصّالح. أعرف خرافي وخرافي تعرفني،

 

15 كما أنّ الآب يعرفني وأنا أعرف الآب، وأبذل نفسي عن الخراف.

 

16 ولي خرافٌ أخرى ليست من هذه الحظيرة، عليّ أن آتي بها هي أيضًا. وستسمع صوتي، فتكون رعيّة واحدةٌ وراعٍ واحد.

 

 

أوّلاً قراءتي للنصّ

 

حول نص إنجيل هذا اليوم، نقول، بناءً على ما جاء في كتاب القراءات في القداس (بكركي 2005)، إن يسوع هو الراعي الحق، الذي بذل نفسه مرة، وإلى الأبد، بحريّة ومحبّة كاملتين ليخلّص المؤمنين به، من جميع الشعوب، ويعطيهم، بموته وقيامته، حياة جديدة أبديّة.

 

 

من هو الراعي الصالح؟

 

هو الذي عنده خراف من كل الشعوب، وهبه إياها الله الآب، فهي خرافه، تخصّه كما تخص الآب؛ وهو الذي يعرف خرافه، كل واحد منها، وهي تعرفه؛ ومعرفته لهذه الخراف هي كالمعرفة المتبادلة بينه وبين الله الآب؛ هي معرفة وجدانيّة، تفترض التداخل المتبادل على جميع المستويات، مستوى العقل، ومستوى القلب ومستوى العقل، ومستوى الكيان.

 

وهو الذي يبذل نفسه، قد بذل نفسه، وهو باذلها دائمًا، يبذلها في الحاضر، وإلى منتهى هذا الزمان (الإفخارستيا)؛ هو الراعي؛ لا راعي غيره؛ ويبقى راعيًا إلى الأبد؛ لا يمكن أن يصبح أجيرًا أو غريبًا بالنسبة إلى الخراف؛ وبما أن الراعي الصالح هو الراعي الوحيد، فلا بدّ من أن تكون الرعيّة، بالنهاية، رعيّة واحدة، تحت رعايته.

 

 

 

من هو الأجير؟

 

ليس براعٍ؛ وليست الخراف له؛ ولا يبالي بها؛ لذلك، إذا ما رأى الذئب مقبلاً، فإنه لا يخاطر ويتصدّى له، بل يهرب من الذئب، ويترك الخراف فريسة له، فيخطف منها ويبدّدها.

 

 

استنتاج

 

كل راعٍ، غير يسوع الراعي الصالح، هو راعٍ، وهو أجير، في الوقت عينه؛ هو راعٍ معرّض لبعض التقصير في رعايته؛ وهذا التقصير يعود إلى كونه يتصرّف كأجير في بعض الأحيان؛ لذلك، عليه دائمًا أن ينمّى الراعي، ويضعف الأجير، فيه، وذلك بالسهر وبذل الذات على مثال الراعي الحقيقيّ.

 

فإذا لم يتنبّه إلى ذلك، كل يوم، يتعرّض إلى أن يصبح أجيرًا بالفعل وراعيًا بالقول؛ يتشكّى الربّ من تسليم الخراف إلى من يتّصف بما يتصف به الأجير؛ ويتشكّى الرب أيضًا من خطف الخراف وتبديدها، بسبب هرب الأجير، وتركه الخراف في قبضة الذئب؛ وإذا ما تسلّم الأجير الخراف، فإنه لا يصبح صالحًا إلا بقدر ما يتخطّى ما يتّصف به الأجير كونه أجيرًا، ويتحوّل، شيئًا فشيئًا، إلى راعٍ بصفاته وتصرفاته.

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

الآيات (11-13)

 

 

أمام الأخطار العديدة: أخطار الوحوش الضاريّة واللصوص، يبرز الفرق بين الراعي والأجير: الأول يضحّي بحياته، والثاني يهرب؛ الأول يهتمّ بخرافه، هذا ما فعله يسوع بالنسبة إلى التلاميذ، فما هلك منهم أحد (17: 12)، أما الأجير فيهتّم بأجرته.

 

 

 

الآية (14)

 

هي معرفة متبادلة بين يسوع وخرافه (تلاميذه والمؤمنين به)؛ ينبوع هذه المعرفة هو في المحبة التي تربط الآب والابن (15).

 

 

الآية (16)

 

آمن بعض اليهود بيسوع، مع أنه أراد أن يؤمن جميعهم به؛ وفي بداية الكنيسة، كان المؤمنون، اليهود واليونانيون، معًا، في حظيرة واحدة؛ وبعد ذلك، تشتّت الكنيسة بانقساماتها...؛ لذلك، فهي تنظر إلى رأسها، يسوع، ملتمسة صلاته من أجل وحدتها (يو 17: 21-22).

 

 

 

الأب توما مهنّا