إنجيل متى (1/ 18-25).
أحد البيان ليوسف
أَمَّا مِيلادُ يَسُوعَ المَسِيحِ فَكانَ هكَذَا: لَمَّا كانَتْ أُمُّهُ مَرْيَمُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُف، وقَبْلَ أَنْ يَسْكُنَا مَعًا، وُجِدَتْ حَامِلاً مِنَ الرُّوحِ القُدُس.
ولَمَّا كَانَ يُوسُفُ رَجُلُها بَارًّا، ولا يُرِيدُ أَنْ يُشَهِّرَ بِهَا، قَرَّرَ أَنْ يُطَلِّقَهَا سِرًّا.
ومَا إِنْ فَكَّرَ في هذَا حَتَّى تَرَاءَى لَهُ مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلْمِ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ بنَ دَاوُد، لا تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ ٱمْرَأَتَكَ، فَٱلمَوْلُودُ فِيهَا إِنَّمَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس.
وسَوْفَ تَلِدُ ٱبْنًا، فَسَمِّهِ يَسُوع، لأَنَّهُ هُوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُم».
وحَدَثَ هذَا كُلُّهُ لِيَتِمَّ مَا قَالَهُ الرَّبُّ بِالنَّبِيّ:
هَا إِنَّ العَذْرَاءَ تَحْمِلُ وتَلِدُ ٱبْنًا، ويُدْعَى ٱسْمُهُ عِمَّانُوئِيل، أَي ٱللهُ مَعَنَا.
ولَمَّا قَامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْم، فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاكُ الرَّبِّ وأَخَذَ ٱمْرَأَتَهُ.
ولَمْ يَعْرِفْهَا، فَوَلَدَتِ ٱبْنًا، وسَمَّاهُ يَسُوع.
تأمل: (لمزيد من الإستنارة الروحيّة قراءته طوال الأسبوع بتمهّل).
يُطلعُنا أحد البيان ليوسف على سِرِّ عمَّانوئيل "الله معنا" المتجسّد من العذراء مريم في تاريخنا البشريّ: "كانت مريم مخطوبة لرجلٍ من بيت دواد اسمه يوسف" (لو27/1). هذا كلّ ما يقوله لنا الإنجيليّ لوقا عن يوسف. أمّا الإنجيليّ متّى، فيتمحور كلامه حول رجلٍ صدّيقٍ شديد الإضطراب.
لذلك يلخّص متّى موقف يوسف من حبل مريم بكلمات قليلة. فهو البارُّ أي المُحافظ على شريعة الرّبّ، لا يَحِقُّ له أن يتخطّى هذه الشّريعة. فإنَّ مريم المَخطوبة ليوسفَ لا تزال في بيتها الوالديّ. وقد بان حَملها البَتوليّ ويوسُف لا يعرفُ بِسِرِّها. فلم يشأ أنْ يظنَّ فيها سوءًا ولا أنْ يشكوَها، فحال بِرُّهُ دون أخذِها إلى بيتِه كزوجة.
الزواج اليهوديّ: كان الزواجُ في العُرفِ اليَهوديّ يتمُّ على ثلاثةِ مراحل هامّة: المرحلة الأولى الخطوبة: كانت تتمّ بِموافقة الأسرتين أهلِ العروس وأهلِ العريس. ثمّ المرحلة الثانية: وهي إذاعة الأمر علناً، في هذه المرحلة يصبح العروسان مرتبطين برباط لا ينفصم إلاّ بالطلاق والموت، هذا الإرتباط يدعوه الإنجيل خطبة ولا يُسمح فيه بالعلاقات الجنسيّة إلاّ بعد إتمام الزواج. المرحلة الثالثة: مرحلة إتمام الزواج. ولأنّ مريم ويوسف كانا خطيبين، فإن ما بدا خيانة من مريم، اعتُبر وصمة عار شنيعة في المجتمع اليهوديّ.
حصلت المُشكلة للقدّيس يوسف وهُوَ في المرحلةِ الثانية من الزواج وهي مرحلة الخطوبة. كان ليوسف الحقّ بأنْ يُطلـِّقَ مريم بحسب القانون المَدنيّ اليَهوديّ. وكان يمكنُ لِلسُلطات اليَهوديَّة بأنْ تَرجَمَها حتّى المَوت، هذا ما نَصَّ عليه سِفرُ تَثنيَةِ الإشتراع: "وإذا كانت فتاةٌ عذراءُ مخطوبةً لرجلٍ فصادفها رجلٌ في المدينة فضاجعها، فأخرجوهما كليهما إلى باب تلك المدينة وارجموهما بالحجارة حتى الموت" (تث22 /23-24).
لقد واجَهَ يوسف مَوقفـًا صعباً بعد أن اكتشف حبل مريم. لذلك كان يوسف أمام خيارين فقط. إمّا أنْ يُطلّق مريم بهدوءٍ وبطريقةٍ سريَّةٍ دون ضجّةٍ وتَشهير، وإمّا أنْ يُسَلّمها إلى السُلطاتِ اليَهوديَّة لتُرْجَمَ حتّى المَوت. إلاّ أنَّ يوسف عزمَ على تَخليتها سِرّاً لأنّه كان رجلاً بارًّا: "فلم يُرِدْ أنْ يَشهَرَ أمْرَها". لكِنّ الله كان لديه بَديلٌ ثالث: وهو أن يَتزوّج يوسف مريم ويَأخذها إلى بيته. هكذا يتدخل الله في تاريخ يوسف ومريم وكلّ إنسان ويضع الأمور في سياقها الإلهيّ.
إنَّ موقفَ يوسف يعبّرُ عن المحافظةِ على الشريعَةِ من جِهّة وعَنْ نُبلٍ إنسانيّ عظيمٍ من جهّة ثانية. فهو لا يناقش ولا يطلب تفاسير أخرى. يوسف أراد أن ينسحبَ سِرًّا كي لا يُعَرْقِلَ تدبيرَ الله. يوسُف يُقرِّرُ في وسَطِ الألم والاضطراب أنْ يَنْسَحِبَ احترامًا لسِرِّ الله في مريم، ولسِرِّ مريم في الله.
لقد أظهرَ له الله إرادَتَهُ وهذا كان كافيًا. لذلك قام يوسفُ مِن النَومِ وتَخلـَّصَ من قلقِهِ وحيرتِهِ وتردّده، وتراجعَ عن قرارِهِ عامِلاً بما أمرَهُ ملاكُ الرَّبّ. يوسف احترمَ أمومَة مريمَ لِلمسيح الآتي، وسمّى الطفل يَسوع أي "المخلّص"، كما قالَ لهُ المَلاك. إنَّ أكبرَ العَظائِمِ في التّاريخِ هُوَ أنَّ الله يَختارُ الدّروبَ الأكثرَ تواضُعاً لكي يَصْنَعَ أعظمَ الأمور.
عَمِلَ يوسفُ بِصَمْتٍ وتَواضُعٍ وهُدوءٍ كُلـِّي وطاعةٍ كاملةٍ لله. يوسفُ دخلَ في تفكيرِ الله وأدركَ لغة التواضُعِ والصَّمْتِ وأبدى ثقة ً لا حدَّ لها، بأنَّ الله سوفَ يُنقذه: "البارُّ كثيرةٌ مصائبُه والرَّبُّ من جميعِها ينقذه" (مز34 /20). هذا ما نحن مدعوُّون إليه، عندما نَغوصُ في ظلمَةِ المِحَنِ وليلِ الإيمان. يوسفُ يَدعونا لكي نَنتَظِرَ خلاصَ الله، الذي لا يتأخّر فإنَّ خلاصَ الله يتمُّ في حينه. هوَ المُخلّصُ الذي جاءَ لكي يتجَسَّدَ في ضِعفِنا وفشلِنا وفي عُمْقِ جِراحِ بَشرّيَتِنا.
يُعْرَفُ الإنسانُ الكبيرُ والعظيمُ عندَ المَحنَة وأمامَ صدمةٍ كبيرة، وبخاصَّةٍ إذا كان قد تسبَّبَ بِها أحَبُّ النّاسِ إليه. إنَّ النُبْلَ الإنسانيَّ والمَوقِفَ الإيمانيَّ يَتَجَلـَّيانِ في رَدَّةِ فعلهِ والقرارِ الذي يَتَّخِذّه. المَنطقُ البَشَريُّ وَحْدُهُ لا يكفي، أحياناً كثيرةً لا ندرِكُ كيف نبني أحكامَنا وتَصرُّفاتِنا. لذلك نحن بحاجةٍ إلى إلهاماتِ الرّوحِ القُدُس، فهل نصلّي ونسأل الله ليمدَّنا بِوَحيِهِ ويُنيرَ عقولنا وقلوبنا، قبل أنْ نُقيِّمَ الآخرين ونَحْكُمَ عليهم؟ عامِلين حَسَبَ مَشورَةِ بولس الرّسول: "فلا تدينوا أحدًا قبل الأوان..." (1 قور 4/ 5).
إنَّ الإنسان يَموتُ مَرَّتين: عِندَما يُقتَلُ بِسُمعَتِهِ وعندما يَموت. ونحنُ كمْ مَرَّةٍ نَحكمُ على بعضِنا بعضًا دون أنْ نغفر. فنشهِّرَ بِسمعَةِ الآخر، دون أنْ نَتلـَّمَسَ أيَّ شيءٍ يُثبت ذلك. لذلك يقولُ المُثلُ في العلومِ الخُلقُية: "الخير يُفتَرَضُ دائِمًا وأمَّا الشَرُّ فيُبَرْهَنُ عَنه". نحنُ البشرُ نَحْكُمُ على الشيءِ الذي نَراه، أمَّا اللهُ فيحْكُمُ على ما لا نراه: "كثيرون سَقطوا بِحَدِّ السَّيفِ لكِنّهُم ليسوا كالسَّاقِطين بِحَدِّ اللّسان" (سير28/ 18). الغفرانُ لِلحُبِّ هوَ بِمَثابَةِ الدَّمِ لِلجَسَد، عِندما يتوقفُ الدَّمُ يَموتُ الجَسد، وعندما يتوقفُ الغفرانُ يموتُ الحُبُّ ويولدُ البُغضُ والحِقد.
إنَّ الغُفران الحَقيقيَّ يُقيمُ علاقة ً زوجيَة ً مِن المَوت. عندَما نغفِرُ نَبدأ بِعلاقةٍ جديدةٍ معَ الآخر. تلك هيَ أعجوبَة الغُفران، وأعجوبَة حُبِّ اللهِ ورحمتَه. لذلك فالحياةُ الزوجيَّة لا تُبنى إلاّ على تـُربَةِ التضحيَةِ والغُفرانِ والمُسامَحَة. الغفرانُ هوَ حَقٌّ بشريّ لأنّنا غير كاملين، والله عالم بِجَبلتِنا: "...من كان مِنكُم بِلا خَطيئة، فليكن أوَّلَ مَن يَرميها بَحَجر" (يو8/ 7).
إنَّ ما يُنقذ علاقة زوجيَّة تحْتضِرُ ويُعيدُ إليها بهاءَها هو طلبٌ إنجيليٌّ بَسيط: "هل لك أن تُسامِحَني؟" العدلُ هُوَ أنْ تُعطي كُلَّ ذي حَقٍّ حَقّهُ، أمَّا في الحياةِ المَسيحِيَّةِ فنتخطـَّى هذا المَفهوم، فنتنازَلُ عَنْ حَقّنا ونُعْطيهِ للآخر. لِذا لا يُمكنُ لِلحياةِ الزوجيَّةِ أنْ تسْتمِرَّ دون التضحيَةِ والغُفرانِ والحُبّ. هذا ما يتطّلبُهُ مَنطِقُ الحُبّ، وهذا ما يؤكّدُهُ الفيلسوفُ نيتشه: "مَن أرادَ الحُبَّ رَضِيَ بالمَوت".
يُعلّمُنا القدّيس يوسفُ أنَّ الحياةَ الزوجيَّة لا يُمكِنُ أنْ تسْتمِرَّ دون التّنازلِ والتضحيَة. إنَّ التضحيَة هِيَ مِن المُسَلّماتِ الأساسيَّةِ في الحياةِ المَسيحيّة. مَنْ ليسَ لهُ الإيمانُ لا يُمكِنُهُ أنْ يَفهَم هذا البُعد، ويُقدِمَ على هذا العمل الخُلقيّ. الشخصُ المُؤمِنُ وَحْدَهُ يَستطيعُ أنْ يَفعَلَ ذلك. لِذا فالإنسانُ الضَّعيفُ لا يُمْكِنهُ الإقدامُ على هذا التّنازل، هُوَ يَخافُ أنْ يَخسَرَ هَوّيَتهُ لأنَّهُ لا يُدرِكُ ذاتهُ وبُعْدَ هَوِّيتهُ المَسيحيّة.
هذا ما باتَ يعيشهُ عالمنا اليوم على صَعيدِ الحياةِ الإجتماعيّةِ وخاصة ً الحياةِ الزوجيَّة. عندما تكونُ هناك مُشكلة ٌ بين الزّوج والزّوجة، تتكلّمُ مع الرَّجُلِ والمَرأة كُلُّ واحدٍ على إنفراد، تجدُ كُلاً مِنهُما وكأنَّه يملِكُ الحقيقة الكامِلة. عندَها لمْ يَعُدْ بِوِسْعِ الطرَفينِ أنْ يُقدِّما التنازل. وهذا ما ينحسِبُ على الحياة السياسيَّةِ في وَطنِنا، بين كافةِ الفرقاءِ السِّياسيِّين، مُتمَسِّكٌ كُلٌّ مِنهُم بِمَوقِفِهِ وَيَدَّعيَ أنّهُ وَحْدَهُ يَملكُ الحقيقة. هذه الظاهرةُ كادت تُدَمِّرُ وَطنَنا. فعندَما يتنازلُ كُلُّ واحدٍ عن مَوقفِه، تسيرُ الحُلولُ في الطريقِ الصَّحيح. هذا ما يُشكّلُ مَخرَجًا خلاصيًّا يقودُ وَطنَنا إلى الخلاص، لذلك تبقى التضحيَة مَمَرًّا حَتميًّا لِسُنّةِ الحَياة.
مِنْ أخطرِ أمراضِ العَلاقاتِ بين البَشرِ هُوَ الشكُّ وَسوءُ الظنِّ بالآخر. يقول مثلٌ بين المُحامين: "ضلك شِك بالآخر حتى يُبرهِن لك العَكس" فإن انطلقتْ علاقتـُنا بالآخر من الشكّ، حتّى ولو بَرهَن لنا عَكسَ ذلك، نظلُّ نَشُكُّ ونَظنُّ أنَّهُ يَغُشُّ ويَحتالُ علينا. وبذلك لا نَسمَحُ لهُ بأنْ يَتغيَّرَ ويَرجِعَ عَن خطَئِه.
أمَّا إذا كانت نظرتُنا للآخرِ نظرَة ثقةٍ ومَحبَّة، فالمثلُ يُصبِح: "ضلّك ثِق بالآخر حتّى ولو بَرهَن لك العَكس"، فبذلك تُعْطيهِ مَجالاً ليَبْني ذاتَهُ ويَعودَ عَن خَطَئِه. الشكُّ يَهْدُمُ لأنّه مِن المُجَرِّبِ أيْ الشيطان، أمَّا الثقة ُ فتَبْني لأنّها مِن الإيمان.
فليضَعِ الأزواجُ المَسيحيّون ذواتهُم بِبَساطةٍ كليّة وبوضوحٍ تامٍّ وبسلامٍ كامِلٍ أمامَ يوسفَ ومَريَمَ ولينظروا إلى زواجِهِم على هذا النّور. ولندع الله ينظر إلينا، ولِنوكِلَ إليه أمرَ الاهتمامِ بذواتِنا وبوَطَنِنا، كما أوكلـَـتْ مريم أمْرَها في فترةِ حَمْلِها بسلامٍ إلى يوسفَ وعَبر يوسفَ إلى الله.
كان أحدُ القُضاةِ يُمارِسُ مِهْنَتَهُ منذ خمسين سنة، وفجأةً ترَكَ مِهْنَة القضاءِ ولزِمَ بيته، إلى أنْ جاءَ زميله وقالَ لهُ لِما فعلتَ هذا وأنتَ قاضٍ ناجِحٌ في وظيفتك؟ أجابَه القاضي منذ خمسين سنة وأنا قاضٍ على النّاس. لذلك وجبَ عليّ أنْ ألتزِمَ بيتي وأعملَ قاضيًا على ذاتي. هذا ما يَدعونا إليه بيانُ يوسف، أنْ نكون قُضاةً على ذواتِنا وليسَ على الآخرين. مُتأمِّلين قولَ الرّسولِ بولس: "فلا عُذرَ لك أيًّا كنتَ، يا مَنْ تدينُ، لأنّك وأنتَ تدينُ غَيرَك تحْكُمُ على نَفسِك فإنّك تعمَلُ عَمَلهُ..." (روم 2/ 1).
أسئلة للتأمل والتفكير
- هلاّ تصرّفنا مثل يوسف فلا نتسرّع ونحكم أو ندين غيرنا، بل نحاول أن نجد حلولاً تحفظ كرامة الآخرين وتترك مجالاً لجلاء الحقيقة؟
- كيف أعيش الغفران والمصالحة في حياتي؟ هل لديَّ شجاعة الإقدام على الغفران والمسامحة؟ ماذا أستصعب في عيش المصالحة والغفران؟ ماذا أفعل في الشدائد، هل أتكل عفويًّا على المسيح وإلهامات الرُّوح القدس؟
- كيف أعيش المسامحة؟ هل تنتصر المسامحة في حياتي على العدالة والمطالبة؟ هل عندي طاقة للمسامحة ولنسيان الذات ولتخطّي المحن؟
صلاة:
أيّها المُخلّصُ العجيب، يا مَنْ أتيتَ لكي تتجسَّدَ في جراحِ إنسانيتنا العميقة، وتكتبَ خلاصَك في أسطرِ حياتِنا المُلتوية. أدخِل نِعمَتك إلى قلوبنا من خلالِ جراحاتِنا التي سببّتها خطايانا. يا مَنْ اخترتَ الطرُق البشريَّة الأكثر تواضُعًا لكي تصنَعَ أعظمَ الأمور. كما جئتَ تُبدِّدُ قلقَ يوسف، بَدِّدْ ظلمة عالمِنا، جَدِّدْ غُفرانَك ومَحبَّـتك في عِيالِنا وفي وَطَنِنا، بشفاعةِ صَفيّك يوسف، آمين.
الأب نبيل حبشي ر.م.م.