اليوم العالمي للشباب 2013:

أضواء

اليوم العالمي للشباب 2013:

زار قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء مزار سيّدة آباريسيدا شفيعة البرازيل حيث ترأس الذبيحة الإلهية بحضور عدد كبير من المؤمنين وألقى عظة استهلها بالقول: كم يسعدني أن أزور بيت أم كل برازيلي مزار العذراء سيّدة آباريسيدا. لقد أردت أن آتي اليوم إلى هنا لأطلب من مريم أمنا نجاح اليوم العالمي للشباب وأضع عند قدميها حياة شعب أميركا اللاتينية، وأضاف عندما تبحث الكنيسة عن المسيح فهي تقرع دائمًا باب بيت الأم وتطلب منها: "أرنا يسوع". منها نتعلم التتلمذ الحقيقي، ولذلك عندما تنطلق الكنيسة للرسالة فهي تسير على خطى مريم.

 تابع البابا فرنسيس يقول: اليوم عندما أنظر إلى اليوم العالمي للشباب الذي حملني إلى البرازيل، آتي أنا أيضًا لأقرع باب بيت مريم التي أحبّت وربّت يسوع، لكي تساعدنا جميعًا رعاة وشعب الله، أهلاً ومربّين لننقل لشبابنا القيم التي تجعلهم بناة لأمة وعالم أكثر عدالة وتماسك وأخوّة.

بعدها توقف الأب الأقدس في عظته عند ثلاث نقاط انطلاقًا من القراءات التي تقدمها لنا الليتورجيّة اليوم وقال النقطة الأولى هي الحفاظ على الرجاء: تقدم لنا القراءة الثانية مشهد امرأة – صورة مريم والكنيسة – وهي تُضطهد من قبل تنين – الشيطان – الذي يريد أن يلتهم ابنها. ولكن المشهد ليس مشهد موت بل حياة لأن الله يتدخل ويأخذ الطفل إلى مكان آمن. كم من الصعوبات نواجهها في حياة كل منا، في حياة شعبنا وجماعاتنا ولكن بقدر ما قد تبدو لنا كبيرة فالله لا يسمح لها أبدًا بأن تُغرقنا.

 وأمام الإحباط الذي يمكن أن نجده في حياة من يعمل في حمل البشارة أو من يجتهد في عيش الإيمان كأب أو أمّ فأنا أقول لهم: ليكن في قلبكم دائمًا هذا اليقين: الله يسير بقربكم ولا يترككم أبدًا! لا نَفقدَنَّ الرجاء أبدًا ولا نُطفئنَّ أبدًا شعلته في قلبنا! أضاف الحبر الأعظم يقول: إخوتي وأخواتي الأعزاء، لنكن أنوار رجاء! ولنتحلى بنظرة إيجابيّة للواقع! لنشجّع السخاء الذي يتميّز به الشباب ولنرافقهم ليصبحوا بناة لعالم أفضل!

تابع البابا فرنسيس يقول أما النقطة الثانية فهي أن نسمح لله بأن يُدهشنا. فرجل أو امرأة الرجاء – الرجاء الكبير الذي يعطينا إياه الإيمان – يعرف حتى في وسط الصعوبات أن الله يعمل ويدهشنا، وقصة هذا المزار هي المثال لذلك: ثلاثة صيادين، وبعد يوم من الصيد غير المثمر إذ لم يتمكنوا من أن يصطادوا شيئٍا عثروا في مياه نهر بارناييبا على تمثال للعذراء سيّدة الحبل بلا دنس. من كان ليتوقع أن مكان الصيد غير المثمر هذا قد يصبح المكان الذي يمكن فيه لكل البرازيليّين أن يشعروا بأنهم أبناء للأم عينها. الله يدهشنا دائمًا، تماما كالخمر الجديدة التي سمعنا عنها في إنجيل اليوم، فالله يحتفظ لنا دائمًا بالأفضل، لكنه يطلب منا أن نسمح له بأن يدهشنا بحبه ونقبل مفاجآته. لنثق إذًا بالله! بعيدًا عنه تنفذ خمر الفرح والرجاء، لكن إن اقتربنا منه وبقينا معه، يتحول كل ما يبدو ماءً باردًا أي كل صعوبة وخطيئة إلى خمر صداقة جديدة معه.

أما النقطة الثالثة فهي العيش بفرح. أصدقائي الأعزاء، تابع البابا يقول إذا سرنا بالرجاء وسمحنا للخمرة الجديدة التي يقدمها لنا يسوع أن تدهشنا، يمتلئ قلبنا بالفرح ولا يمكننا إلا أن نشهد لهذا الفرح. المسيحي هو شخص فرح لا يحزن أبدًا. الله يرافقنا ولدينا أم تتشفع دائما لحياة أبنائها. لقد أظهر لنا يسوع أن وجه الله هو وجه أب يحبّنا. وإن كنا نحب المسيح حقًا ونشعر بحبّه لنا عندها سـ"يتّقد" قلبنا بفرح يُعدي الذين يعيشون بقربنا، كما قال بندكتس السادس عشر: "التلميذ يدرك أنه بدون المسيح ليس هناك نور ولا رجاء، ليس هناك حب ولا مستقبل".

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول أصدقائي الأعزاء لقد أتينا لنقرع باب بيت مريم، وهي فتحت لنا وأدخلتنا وأرتنا ابنها والآن تطلب منا: "إفعلوا ما يأمركم به". نعم يا أمنا سنلتزم بعمل ما يقوله لنا يسوع! وسنعمله برجاء واثقين بمفاجآت الله وممتلئين بالفرح.

إذاعة الفاتيكان