الباب المقدس

أضواء

الباب المقدس



الباب المقدس


اليوبيل، ما هو؟


يقوم مفهوم اليوبيل بشكلٍ عامّ على مغفرة الخطايا. يُخبرنا القدّيس لوقا (4: 16-30) أنّ يسوع دخل المجمع في الناصرة وقرأ من سفر أشعيا (61: 1-2): "روح الربِّ عليَّ لأنّه مسحني وأرسلني لأبشّر المساكين وأجبر كسيري القلوب، وأدعو لسنة رضى للربّ". سنة الرضى كانت تحلّ عند اليهود كلّ خمسين عاماً، تعاد فيها الممتلكات إلى أصحابها وتستريح الأراضي من الفلاحة، ويُطلق الأسرى ويحرّر العبيد، يحيث تظهر رحمة الله بشكل جليّ.


بدأ البابا بونيفاسيوس الثامن بإعلان سنة مقدّسة عام 1300م، وكانت نيّته أن تُعلن كلّ مئة سنة. ولكن منذ عام 1475م نشأت فكرة بناءّة مفادها أن يستفيد كلّ جيل من المؤمنين من سنة يوبيل، فأصبحت "السّنة المقدّسة" تعلن كلّ 25 عاماً. ومع الوقت، وجد البابوات أن مناسبات فريدة كانت تقضي بإعلان سنوات يوبيل استثنائيّة: مثلاً أعلن القدّيس البابا يوحنّا بولس الثاني عام 1983 سنة مقدّسة بمناسبة مرور 1950 عاماً على الفداء. وكانت آخر سنة مقدّسة عام 2000 بمناسبة بداية الألفيّة الثالثة لميلاد السيّد المسيح في الجسد. وهكذا يكون عدد السنوات المقدّسة ستاً وعشرين قبل هذه الأخيرة التي أعلنها البابا فرنسيس.


تقترن السّنة اليوبيليّة بالباب المقدّس. والباب يوحي بالعبور الذي يدعى إلى تحقيقه كلّ مسيحيّ، من حال الخطيئة إلى حال النّعمة. يقول السيّد المسيح: "أنا الباب" (يو 10: 7). ليس هناك سوى باب واحد يُفتح على مِصرَعيه للدّخول إلى حياة الشّركة مع الله، وهذا الباب هو يسوع، الطريق الوحيد والمُطلق المؤدّي إلى الخلاص.


وكعلامة أكثر وضوحًا يتمّ فتح أبواب مقدّسة ترمز إلى المسؤوليّة التي تقع على كلّ مؤمن في اجتياز العتبة، ويعني أنّ العبور منها اعتراف بأنّ يسوع المسيح هو السيّد. وكما يردّد صاحب المزامير "افتحوا لي أبواب البِرّ. فأدخل وأحمد الرّبّ" (مز 118: 19).


ومن خلال البوابة المقدّسة، يُدخلنا المسيح بشكلٍ أعمق في الكنيسة، جسده السرّي وعروسه. من هنا نُدرك المعنى العميق الذي يذكّر به قول القدّيس بطرس، وهو يكتب عن اتّحادنا بالمسيح حيث نصبح نحن أيضًا: "كشأن الحجارة الحيّة، تُبنَونَ بيتًا روحيًّا، فتكونون جماعة كهنوتيّة مقدّسة، كيّما تُقربوا ذبائح روحيةً يقبلها الله عن يد يسوع المسيح" (1 بطرس 2: 5).


تبدأ السنة اليوبيليّة رسميّاً بفتح الباب المقدّس في بازيليك القدّيس بطرس في الفاتيكان، ويليه فتح الأبواب المقدّسة في الكاتدرائيّات البابويّة الثلاث في روما: بازيليك القدّيس يوحنّا في اللاتران، وبازليك القدّيسة مريم الكبرى، وبازليك القدّيس بولس خارج الأسوار. وجاء افتتاح الأبرشيّات حول العالم لباب الرّحمة كعلامة على أنّ اليوبيل لا يقتصر على روما فقط، بل يمتد كعلامة واضحة على اتّحاد الكنائس فيما بينها.


موقع أبونا.