البؤس والرحمة

أضواء

البؤس والرحمة

 

 

 

 

 

تخيلوها هناك، في الباحة [أمام بازيليك القديس بطرس]. كان يسوع يعلّم الشعب، أتاه الكتبة والفريسيّون بامرأة أُخِذت في زنى. وهكذا وجدت تلك المرأة نفسها في الوسط، بين يسوع والجمع ( آية 3)، بين رحمة ابن الله وعنف وسخط مُتَّهميها. في الحقيقة، هؤلاء لم يأتوا إلى المعلّم ليسألوه رأيه –إنهم أشخاص أشرار- وإنما لينصبوا له فخًا.

 

في الواقع، إذا طبّق يسوع قساوة الشريعة، موافقًا على رجم هذه المرأة، فسيخسر سمعة وداعته وطيبته التي تجذب الناس؛ أما إذا أراد أن يكون رحيمًا فيجب أن يتصرّف بعكس الشريعة، وقد قال بنفسه أنه لم يأتِ ليبطلها وإنما ليكمّلها ( متى 5، 17). وُضِعَ يسوع في هذا الموقف.

 

كانت تختبئ هذه النية السيئة وراء السؤال الذي طرحوه على يسوع: "وأنت ماذا تقول؟" (آية 5). لكن يسوع لم يجب، بقي صامتًا وقام بأمر غريب: "انحنَى يَخُطُّ بِإِصبَعِه في الأَرض" (آية 7). ربما كان يرسم، وبعضهم يقول بأنه كان يكتب خطايا الفريسيّين ... كان يكتب، كما لو كان "في مكان آخر".

 

 

 

للمزيد....إضغط هنا