هل أتوقّف لأصغي إلى كلمة الله؟

متفرقات

هل أتوقّف لأصغي إلى كلمة الله؟

 

 

 

 

 

 

"ينبغي علينا أن نصغي إلى كلمة الله لنتحاشى خطر أن يتصلّب قلبنا" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الخميس في كابلة بيت القديسة مرتا وأكّد أننا عندما نبتعد عن الله نصم آذاننا عن كلمته.

 

قال البابا فرنسيس عندما لا يصغي الشعب إلى صوت الله، يدير له ظهره وفي النهاية يبتعد عنه. استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من سفر النبي إرميا (7 / 23 -28) ليتوقف في تأمّله الصباحي عند الإصغاء إلى كلمة الله وقال عندما لا نتوقّف للإصغاء لكلمة الله نبتعد عنه وندير له ظهرنا، وعندما لا نصغي إلى صوت الله نبدأ بالإصغاء إلى الأصوات الأخرى. وفي النهاية، نصم آذاننا عن كلمة الله.

 

 إن توقفنا اليوم ونظرنا إلى قلوبنا فسنرى كم من المرات قد أغلقنا آذاننا وأصبحنا صُمًّا؛ وعندما يغلق شعب أو جماعة ولنقل أيضًا جماعة مسيحيّة أو رعية أو أبرشية آذانهم ويصبحون صُمًّا على كلمة الله يبحثون عن أصوات أخرى وأسياد آخرين والأصنام الذين يقدّمهم العالم والمجتمع؛ ويبتعدون عن الإله الحيّ. وعندما نبتعد عن الله تتصلّب قلوبنا، لأنّه عندما نكف عن الإصغاء تصبح قلوبنا قاسية وتنغلق على ذاتها وتصبح غير قادرة على نوال أي شيء، فنعيش عندها في جو لا يساعدنا أبدًا لا بل يُبعدنا يوميًّا أكثر فأكثر عن الله.

 

وهذا الأمران: عدم الإصغاء لكلمة الله والقلب القاسي والمنغلق يجعلاننا نفقد الأمانة و"يذهب عنا الحق"  لأننا فقدنا كل مرجعيّة إلى محبّة الله الحيّ. فعدم الإصغاء يجعل قلوبنا تتصلب ويحملنا على درب الخيانة وعدم الأمانة.

 

 كيف نملأ عدم الأمانة هذا؟ نملؤه بالإضطراب والارتباك فنخلط الله بالشيطان وأشار الحبر الأعظم في هذا السياق إلى إنجيل القديس لوقا (11/ 14 -23) والذي يخبرنا فيه عن طرد يسوع لشيطان أخرس وقال إن يسوع يجترح الآيات ويقوم بأمور كثيرة من أجل خلاص الناس ولكنّهم كانوا يقولون: "إِنَّه بِبَعلَ زَبولَ سَيِّدِ الشَّياطين يَطرُدُ الشَّياطين"، وهذا هو التجديف. والتجديف هو المرحلة الأخيرة من هذه المسيرة التي تبدأ بعدم الإصغاء الذي يقسّي القلب ويحمل على الاضطراب الذي يجعلك تخون الأمانة ويدفعك في النهاية على التجديف. ولكن الويل لذاك الشعب الذي ينسى دهشة اللقاء الأول بيسوع.

 

 يمكن لكل شخص منّا أن يسأل نفسه: هل أتوقّف لأصغي إلى كلمة الله، هل آخذ الكتاب المقدس وأسمح لله بأن يكلّمني؟ هل تصلّب قلبي وأصبح قاسيًا؟ هل ابتعدت عن الرّبّ؟ هل خنت أمانتي للرّبّ وأعيش مع الأصنام الذين يقدّمهم لي عالم اليوم؟ هل فقدت فرح دهشة اللقاء الأول بيسوع؟ اليوم هو يوم للإصغاء. لقد صلّينا في المزمور: "لَعَلَّكُم اليَومَ صَوتَهُ تَسمَعون يَقولُ: "لا تُقَسّوا قُلوبَكُم". لنطلب اليوم هذه النعمة: نعمة الإصغاء لكي لا تتصلّب قلوبنا!

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.