ندوة حول الرحمة الإلهيّة

متفرقات

ندوة حول الرحمة الإلهيّة

 

 

 

 

 

 

عقدت قبل ظهر يوم الخميس 23 آذار 2017 ندوة صحفية في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، حول “الرحمة الإلهيّة”، وللإعلان عن “المؤتمر الرسولي الأول للرحمة الإلهية في منطقة الشرق الأوسط تحت عنوان “الرحمة، هي دعوتنا ورسالتنا في الشرق الأوسط”، برعاية الرهبنة الفرنسيسكانية في مصر، ويضم الأردن، العراق، فلسطين، لبنان وسوريا، من 20 إلى 23 نيسان (ابريل) 2017، في القاهرة، ويختتم في يوم عيد الرحمة الإلهية لهذه السنة.

 

شارك فيها مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، عن جماعات الرحمة الإلهية في لبنان: المرشد الروحي الأب ميلاد السقيّم، أمينة السر الآنسة روزي شعنين، المسؤولة عن العلاقات العامّة ومنسّقة الإعلام السيّدة مايا شاكر نبّوت، وحضرها الاب سامر حداد من الأردن وعدد من الإعلاميين والمهتمين.

 

 

 

ثم رحب الخوري عبده أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر:

 لقد زرنا معاً دير القديسة فوستينا في بولندا ورأينا كيف عاشت حياتها، وكل يوم عند الساعة الثالثة بعد الظهر تتلى مسبحة الرحمة الإلهية.

 

نلتقي اليوم حول ندوةٍ عنوانها “الرحمة الإلهية”، مع مجموعة من الأصدقاء والأحباء الذين كرّسوا حياتهم لنشر سرّ الرحمة الإلهية المتجسّدة في صورة المسيح المتألم والقائم من الموت لأجل خلاصنا.

 

إن سيدنا يسوع المسيح عاش الرحمة طيلة حياته على هذه الأرض، وعلّمنا أن الرحمة هي أساس الحياة المسيحيّة، فمن منا لا يتذكّر يوم الدينونة الذي ظهّره لنا السيد المسيح في إنجيل الأبرار والصديقين. كنت جائعاً فأطعمتوني، وعطشاناً فسيقيتموني ومريضاً فزرتموني وعرياناً فكسوتموني… فكل ما فعلتمون لإخوتي هؤلاء الصغار فلي فعلتموه.

 

وبالمناسبة ونحن في أيّام الصوم، نسأل أنفسنا عن عيش الرحمة في حياتنا، فأنت لا يمكن أن تكون مسيحي إن لم تكن رحوم، وأنت لا تستطيع أن تكون مكرساً لخدمة الناس وتفتقر إلى عيش الرحمة معهم، في أدق الظروف، والأوقات الصعبة التي يحتاجونك أن تكون إلى جانبهم، في الرعايا، والمدارس والمستشفيات والجامعات لنتذكر السامري الصالح، ووالد الإبن الضال، الأم القديسة تريزا دي كلكوتا. ولنفحص ضمائرنا عن عمل الرحمة في حياتنا، قبل أن يحين الفحص الأخير، أمام الديان العادل، الذي طالبنا، أن نكون رحماء لنستحق معه الملكوت السماوي.

 

 

 

ثم عرّفت السيدة مايا شاكر نبوت عن بداية الرحمة في لبنان وعن الجماعات ونشاطها في لبنان فقالت:

“بدأ نشرعبادة الرحمة الإلهية في لبنان على مستوى عائلي في قرية بيت مري تحت رعاية الخوري فرنسيس الخوري سنة 1996، وذلك من خلال صلاة مسبحة الرحمة والتساعية وتكريم ايقونة الرحمة وبخاصة من خلال ترجمة وطباعة وتوزيع كتّيب الرحمة في لبنان اولاً ومن ثم في كل دول العالم حيث يتكلمون العربية. وبالتالي بدأت تتأسس جماعات صلاة للرحمة في لبنان أولاً ومن ثم في الدول العربية المجاورة وعلى سبيل المثال لا الحصر، في مصر والأردن وسوريا.

 

ومنذ سنة 2004، وبمبادرة ابوية من المطران جورج اسكندر مطران زحلة والبقاع سابقاً، ورئيس المجلس الرسولي العلماني وقتها، بدأت الجماعات تلتقي للتعارف والتعاون وبهذا تكوّنت جماعات الرحمة الإلهية في لبنان.

 

من نشاطات جماعات الرحمة، الرياضات واللقاءات الروحية  الشهرية، الزيارات بين الجماعات بهدف التعارف والمشاركة بالصلاة، الإحتفال بعيد الرحمة الإلهية الموّحد في الأحد الأول بعد الفصح وطبعاً الإجتماعات الدورية مع المرشد وراعي الجماعات. بالإضافة الى المحطّة السنوية مع غبطة ابينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي من خلال التنشئة المسيحية التي يخّص بها جماعتنا، كما وأننا على مدى سنتين كان الإحتفال بعيد الرحمة الإلهية في كنيسة القيامة في الصرح البطريركي.

 

سنة 2014 كانت محاولة لمؤتمر مصّغر للرحمة الإلهية في لبنان بحضور ومشاركة السكرتير العام لمؤتمرات الرحمة العالمية الأب باتريس شوشولسكي.

 

 

 

ثم تحدث الأب ميلاد السقيّم عن عيد الرحمة الإلهية، الاحتفالات في لبنان، وعن قديسو الرحمة فقال:

 

“الرحمة الإلهية وبداياتها مع القديسة فوستينا كوفالسكا، هي راهبة من راهبات سيدة الرحمة في بولندا. دخلت الدير في سنة 1924 وابرزت نذورها المؤبدة بسنة 1933 وبعد 3 سنوات اي في سنة 1936 مرضت الأخت فوستين بمرض السل الرئوي والأمعائي وقد عانت منه آلاما مريرة تحملتها بصمت وقداسة الى أن فارقت الحياة في 5 تشرين الأول 1938 عن عمر 33 سنة.

 

قدّمت دعوى تطويبها بسنة 1966، وفي سنة 1993 طوّبها البابا يوحنا بولس الثاني وفي سنة اليوبيل  أعلنها قديسة يوم عيد الرحمة الإلهية الواقع فيه 30 نيسان 2000. وكانت حياتها الديرية بسيطة جداً ولكن كانت لقاءً يومياً حميماً مع الرب يسوع الذي اطلق عليها لقب “أمينة سرّه” وقد سلّمها عبادة الرحمة الإلهية والتي تلّخصها هي بحسب ما كتب الأنجيلي يوحنا “الله محّبة”.

 

في 22 شباط 1931، ظَهَرَ يسوع لأوّلِ مرّة للأخت فوستين وقد رأته يرتدي رداءً أبيض، يده اليُمنى مرفوعة تُبارك ويده اليُسرى تُلامِسُ رِداءَهُ، على صَدْرِهِ مِنْ جهةِ القلب، ومن الفُسحَةِ يَسطعُ شُعاعان، الأوّل أحمر والثاني أبيض. وقال لها الرب يسوع: “أرسمي لوحةً بما تَرَيْنَ، وضَعي عليها الكتابة الآتية: “يا يسوع، أنا أثقُ بكَ“، إنّي أرغبُ في أن تُكَرَّم هذه الصورة في كنيستِكِ أوّلاً، ومِنْ ثَمَّ في العالم أجمع”.

 

 طلب الرب من القديسة فوستينا “إنّي أرغبُ في أن يُقام احتفالٌ كبيرٌ في الأحد الذي يلي عيد الفصح. إنّ عيد الرحمة فاضَ من قلبي لتعزية العالم أجمع. في هذا اليوم تكون أبواب رحمتي مفتوحة، وأسكب فيضاً من النِعَمِ على النفوس التي تقترب من نبع رحمتي. كلّ نفس تتقدّم من سرّ الاعتراف وتتناول جسدي تنال غُفراناً كاملاً لخطاياها وعفواً عن عِقابها”. ففي بداية الألفية الثالثة، أي في سنة 2000 أعلن البابا يوحنا بولس الثاني ماريا فوستينا قديسة، وأسس عيد الرحمة في الكنيسة الكاثوليكية في الأحد الأول بعد الفصح كما طلب الرب يسوع منها.

 

لقد عُرفَ البابا يوحنا بولس الثاني ب “بابا الرحمة”، ونعلم بأنه انتقل من هذه الحياة ليلة عيد الرحمة سنة 2005،  وسنة 2011 ولحظة تطويبه كانت تُدّشَن أول كابيلا في العالم على إسمه  في بزمار، رعية الصليب – كسروان.  وبعناية وأرادة الهية، حصلنا عام 2015 في لبنان على ذخائر قديسَو الرحمة وهي عبارة عن جزء من عظام القديسة ماريا فوستينا، نقطة من دم القديس البابا يوحنا بولس الثاني ، وعظمة من عظام الطوباوي الأب مايكل سوبوتشكو المرشد الروحي للقديسة فوستينا الذي بدأ بنشر صورة الرحمة الإلهية ومسبحتها بعد موتها.

 

تحتفل جماعات الرحمة الإلهية في لبنان بالعيد هذه السنة بالقداس الإلهي الساعة العاشرة صباحاً في بازيليك سيدة لبنان – حريصا في 23 نيسان 2017،  والدعوة عامة ومفتوحة للجميع، كذلك تحتفل كل جماعة في رعيّتها. ودعا الجميع للمشاركة في خلوة روحية في 26 آذار الحالي في كابيلا القديس يوحنا بولس الثاني في بزمار من التاسعة والنصف صباحاً حتى الرابعة بعد الظهر.

 

 

ثم تحدثت الآنسة روزي شعنين عن العلاقات والنشاطات الدولية والمؤتمرات العالمية WACOM فقالت:

 

بدأت العلاقات الدولية بالتحديد مع مصر والأردن وسوريا على مستوى شخصي من خلال توزيع كتّيب الرحمة ويوميات القديسة فوستينا. والعلاقات الرسمية ما بين جماعات الرحمة الإلهية في لبنان ومصر بدأت سنة 2014،  بهدف نشر عبادة الرحمة على نطاق اوسع، فكان الإتصال المباشر مع الرهبنة الفرنسيسكانية بشخص الأب مايكل سليم الذي زار لبنان بهدف التعرّف على جماعات الرحمة وللقاء راعيها، سيادة المطران جورج اسكندر. وتمت ايضاً زيارة مصر للتعّرف على الخادم الأقليمي للرهبنة الفرنسيسكانية الأب كمال لبيب الذي ابدى كل اهتمام ووسّع الآفاق ما بين لبنان ومصر ومنذ ذلك الحين بدأ التعاون الحثيث بين البلدين بهدف نشر عبادة الرحمة والتحضير لأول مؤتمر للرحمة اللإلهية في الشرق.

 

هذه الزيارة فتحت المجال لدعوةٍ من مطران كرسي طيبة والأقصر، عمانوئيل عيّاد لزيارة الذخائر لمنطقة الأقصر واسوان في صعيد مصر، فكانت الزيارة في شهر تشرين الأول 2016 بإطار رتبة توبة وقد تكلّلت بنجاح كبير، اذ اقبل المؤمنين لسر المصالحة لغاية ساعة متقدمة من الليل. وهذا الجوّ من الصلاة والتعاون وببركة سماوية، حضّر ارض مصر لتستقبل المؤتمر الرسولي الأول  MECOM 1للرحمة اللإلهية لمنطقة الشرق الأوسط.

 

لقد نشأت المؤتمرات العالمية WACOMعلى عقب سؤال طرحه البابا يوحنا بولس الثاني في سنة 2000 خلال تدشين بازيليك الرحمة في كراكوفيا في بولندا، “هل ستتركون هذه الشعلة تنطفىء؟ ” وقد استند البابا القديس الى كلام الرب يسوع للقديسة فوستينا قائلاً لها:” من هنا (أي بولندا) ستنطلق الشرارة التي ستقود الكنيسة الى الألفية الثالثة”. هذا السؤال جعل الكرادلة الموجودين وعلى رأسهم الكاردينال شونبورن يفكرون بالمؤتمرات العالمية  World Apostolic Congress on Mercy – WACOM للرحمة. فكان المؤتمر الأول في روما سنة  2008، و الثاني كان في كراكوفيا سنة  2011، والثالث كان في بوغوتا، كولومبيا سنة ،2014 والمؤتمر الرابع كان مؤخراً في مانيلا، الفيلّبين سنة 2017،  وفي ختامه أعلن عن المؤتمر العالمي للرحمة في جزيرة ساموا سنة 2020، والأهم من ذلك الإعلان عن تبني الفاتيكان لهذه المؤتمرات برعاية المجلس الحبري للأنجلة الجديدة. 

 

ببركة رئيس المؤتمرات العالمية للرحمة، الكاردينال شونبورن وراعي جماعات الرحمة الإلهية في لبنان المطران جورج اسكندر والخادم الإقليمي لرهبنة الفرنسيسكان في مصر الأب كمال لبيب، حُدّد موعد المؤتمر الرسولي الأول للرحمة في الشرق الأوسط، لمصر ولبنان وسوريا والعراق والأردن وفلسطين من 20 لغاية 23 نيسان 2017 في دير السيدة للفرنسيسكان في المقّطم، القاهرة بعنوان : "الرحمة، هي دعوتُنا ورسالتُنا في الشرق الأوسط"

 

لقد اخترنا هذا العنوان انطلاقاً من أننا منذ البدء شعب مختار ومدعو للشهادة بإيماننا ولدينا رسالةً مقدّسة وقد أكّدها لنا البابا القديس يوحنا بولس الثاني، “لبنان هو أكثر من بلد، إنه رسالة” وهدفنا بهذا المؤتمر أن نوّحد الرسالة والصلوات مع اخوتنا في البلدان الأخرى لكي نُحيط المنطقة بالرحمة الإلهية بمواجهة الحقد المتفَّشّي، والقتل والتهجير. لقد حان الوقت لإيقاف مُعانات الشعوب العربية، ولكي يحاول كلُ واحدٍ منّا أن يعيش الرحمة فيُصبح شاهداً لعظمة رحمة الله، وبالتالي نعيش كلنا بتناغمٍ وفرحٍ وسلامٍ ومحبة.

يشارك في المؤتمر من فرنسا الأب باتريس شوشولسكي سكرتير المؤتمرات العالمية للرحمة، من المجلس الحبري للأنجلة الجديدة في الفاتيكان مونسينيور سيلفا، واسقفين من نيجيريا- افريقيا.

 

وبرنامج المؤتمر يتضمن:

 

اليوم الأول 20 نيسان 2017: افتتاح المؤتمر وإضاءة شعلة المؤتمر، كلمة المطران عادل ذكي، مطران اللاتين، كلمة الأب كمال لبيب، الخادم الأقليمي للفرنسيسكان، كلمة الأب باتريس شوشوليكي، وكلمة المنسينيور سيلفا.

 

اليوم الثاني 21 نيسان 2017:

 

“الرحمة الإلهية ودعوة الشعب في منطقة الشرق الأوسط في العهدين القديم”؛ “جغرافية المنطقة في العهدين وجغرافيتها في عالم اليوم والتوزيع  الديموغرافي”؛  “الرحمة الإلهية في المسيحية والأسلام واليهودية (ما هي الرحمة بحسب هذه الديانات وأوجه التشابه..)”؛“تحدّيات ودور الكنيسة والرحمة في التاريخ المعاصر”–امثولة حياة ونمط عيش نتبناه  – مداخلة الأب مارون مبارك م.ل. وسهرة فولكلورية وعشاء.

 

اليوم الثالث 22 نيسان 2017: يوم خبرة الصحراء في الأنافورا، يستضيف المؤتمر راهبتان بولونيتان، سوف يغنوننا بموضوعين “ما هي الرحمة بحسب القديسة ماريا فوستينا / من هي القديسة فوستينا”؟ و ما هي الرحمة بحسب القديس البابا يوحنا بولس الثاني”؛ ويستضيف المؤتمر ايضاً مطران نيجيريا، وله مداخلة بعنوان:”خبرتي مع الرحمة” “كيف التقي بالمسيح وخبرة الصحراء”

 

 اليوم الرابع 23 نيسان 2017: عيد الرحمة الإلهية وختام المؤتمر، “الكنيسة بتنوّع فئاتها، هي خادمة وشاهدة للرحمة الإلهية” مداخلة الخوري جوزف العنداري؛ القداس الختامي للمؤتمريحتفل به سيادة المطران عمانوئيل عيّاد مطران كرسي طيبة والأقصر للأقباط الكاثوليك  ختام  المؤتمر والأرسال مع الشعلة.”

 

والختام “زوادة الإرسال والرسالة أن ” يسوع هو وجه رحمة الآب ونحن نعكس وجه يسوع الرحيم لأخوتنا” “لا تخافوا، أنا غلبت العالم ! “ وعلى أمل أن يحمل كل واحد منا بذار الرحمة هذه الى بلاده وان ينمّيها لكي يكون لكل بلدٍ مؤتمره الخاص للرحمة الإلهية بحيث ينبض كلُ قلبٍ بالحُّب الرحيم، لمجد الله.”

 

 

مركز الكاثوليكي للإعلام.