استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في القصر الرّسوليّ في الفاتيكان أعضاء "United Bible Societies Relations Committee" وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال نحن خدّام كلمة الخلاص التي لا تعود إلى الرَّبِّ فارغة، لذلك من الضروريّ أن نسمح للكلمة أن تجرحنا لكي نعبّر بالشّفاه عمّا يفيض في القلب. إنّ كلمة الله في الواقع: "َتنفُذُ إِلى ما بَينَ النَّفسِ والرُّوحِ، وما بَينَ الأَوصالِ والمِخاخ، وبِوُسعِها أَن تحكُمَ على خَواطِرِ القَلبِ وأَفكارِه".
نحن خدّام كلمة الحياة الأبديّة ونؤمن أن ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكلِّ كلمة تخرج من فمِّ الله. وبالتالي بمساعدة الرّوح القدس علينا أن نتغذّى من مائدة الكلمة بواسطة القراءة والإصغاء والدراسة وشهادة الحياة. نحن نكرِّس وقتًا للذين نحبّهم والأمر يتعلّق هنا بمحبّة الله الذي أراد أن يكلّمنا ويقدّم لنا كلمات حياة أبديّة.
نحن خدّام كلمة مصالحة حتى بين المسيحيِّين ونرغب من كلّ قلبنا في أن "تتابع كلمة الله جريها وتُمجَّد"، وبالتالي يحقُّ لنا أن ننتظر دفعًا جديدًا للحياة الرّوحيّة بفضل الإكرام المتزايد لكلمة الله. نحن خدّام الكلمة الذي "خرج" من الله "وصار جسدًا". إنّه لأمر حيويّ أن تخرج الكنيسة اليوم كي تعلن الإنجيل للجميع وفي جميع الأماكن والمناسبات بدون إبطاء ولا خوف. ونحن نقوم بذلك طاعة لوصيّة الرَّب الإرساليّة مُدركين أنّه حاضر معنا حتى انقضاء العالم.
نحن خدّام كلمة الحقيقة. نحن مقتنعون أنَّ "الوحدة التي يريدها الله لا يُمكن أن تتحقّق إلاّ بالانضمام الشّامل إلى كامل محتوى الإيمان الملهم. وعلى صعيد الإيمان، تتناقض التسوية والله الذي هو الحقيقة. في جسد المسيح الذي هو "الطريق والحقّ والحياة" من يمكن أن يعتبرها شرعيّة مصالحة تمّت على حساب الحقيقة؟" (الرسالة العامة ليكونوا واحدًا، عدد 18).
نحن خدّام كلمة الله القويّة التي تنير وتحمي وتدافع وتشفي وتحرِّر. إنَّ "كَلِمَةَ اللهِ لَيسَت مُقيّدَة" (2 تيم 2، 9). وبسببها كثيرون من إخوتنا وأخواتنا سجنوا وكثيرون سفكوا دمهم كشهادة لإيمانهم بيسوع الرَّبّ.
لنسر معًا لكي تنتشر الكلمة؛ ولنصلِّ معًا لكي "تتمَّ مشيئة الآب"؛ ولنعمل معًا لكي يتمّ فينا ما قاله الرَّبّ. أشكركم على زيارتكم، ولنبقَ في شركة أخويّة ولنصلِّ من أجل بعضنا البعض.
إذاعة الفاتيكان.