مقابلة حصرية مع البابا فرنسيس

متفرقات

مقابلة حصرية مع البابا فرنسيس

 

 

 

 

 

 

نشرت صحيفة إيل باييس الإسبانية نص مقابلة أجرتها مع البابا فرنسيس في العشرين من الشهر الجاري وتم التطرق خلالها إلى عدة مواضيع تتعلق بالأوضاع في العالم والكنيسة.

 

وأكد البابا أنه يخشى أن تبتعد الكنيسة عن الناس، لتقتصر على طبقة رجال الدين وحسب معتبرًا أن هذا هو أسوأ ما يمكن أن يحل بالكنيسة في زماننا الراهن، وأكد أن الكنيسة التي لا تكون قريبة من الناس ليست كنيسة، يمكن أن تكون منظمة غير حكومية أو جمعية خيرية، تلتئم من أجل احتساء الشاي والقيام بأعمال خيرية، فقط لا غير.

 

وفي معرض حديثه عن الفساد في دوائر الكوريا الرومانية قال البابا فرنسيس إن الفساد موجود، لكن هناك العديد من الأشخاص القديسين، من أمضوا حياتهم بكاملها يخدمون الناس بعيدًا عن الأضواء، لافتًا إلى أن أبطال الكنيسة الحقيقيين هم القديسون، من ضحوا بحياتهم كي يُعاش الإنجيل بطريقة ملموسة.

 

وأكد البابا أن هذه هي الثورة الحقيقية، إنها ثورة القديسين، وهم أيضا الآباء والأمهات والأجداد الذين يعملون كل يوم بكرامة.

 

بعدها نفى البابا صحة الأنباء الحاكية عن قيامه بثورة داخل الكنيسة كما يدعي بعض التقليديين الذين ينظرون إلى أي تغيير على أنه خيانة لعقيدة الكنيسة الكاثوليكية. وأكد فرنسيس أن جل ما يفعل دفع رسالة الإنجيل إلى الأمام داعيًّا الأشخاص الذين لا يتفقون معه إلى الحوار.

 

في سياق آخر عاد البابا ليؤكد أننا نعيش اليوم حربًا عالمية ثالثة مجزّأة، مذكرًا بأن هناك من تحدث مؤخرًا عن إمكانية اللجوء إلى الأسلحة النووية وكأن الأمر لعبة. وعبّر أيضًا عن قلقه حيال انعدام التوازن الاقتصادي في العالم، مشيرًا إلى أن مجموعة صغيرة من البشر تسيطر على نسبة ثمانين بالمائة من الثروات وهذا الأمر يعني أن إله المال موضوع في محور المنظومة الاقتصادية، لا الرجل والمرأة، كما أننا نعيش اليوم في ظل اقتصاد قاتل يخلق ثقافة الإقصاء.

 

في رد على سؤال بشأن نظرته إلى الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب قال البابا إنه يفضل الانتظار عوضًا عن إطلاق الأحكام المسبقة. أما فيما يتعلق بأزمة المهاجرين واللاجئين ذكّر البابا بأن البحر الأبيض المتوسط تحول إلى مقبرة بالنسبة للعديد من هؤلاء الأشخاص وهذا الأمر لا بد أن يحملنا على التفكير والتأمل، وتوجه بالشكر إلى الدولة الإيطالية التي – وعلى الرغم من كل المشاكل الناتجة عن الهزات الأرضية الأخيرة – ما تزال تستقبل المهاجرين، مشيرًا إلى أن هؤلاء هم رجال ونساء وأطفال يهربون من الجوع والحروب. وقال إنه يحق لكل بلد أن يراقب حدوده لكن لا يحق لأي بلد أن يمنع مواطنيه من الحوار مع جيرانهم، لافتا إلى التزام الكنيسة الصامت في مجال مساعدة المهاجرين واللاجئين.

 

 

وفي ختام المقابلة مع صحيفة إيل باييس الإسبانية تطرق البابا فرنسيس إلى أهمية العمل على بناء الجسور لا الجدران وقال إن دبلوماسية الكرسي الرسولي تسعي إلى بناء الجسور وهو يبذل جهود الوساطة من أجل تسوية الصراعات والخلافات مشيرًا إلى أن الكنيسة تفعل هذا الأمر ليس لمصلحتها الشخصية بل من أجل خير وصالح الشعوب كافة. 

 

 

إذاعة الفاتيكان.