للمرة الأولى في تاريخ الكنيسة وبدعوة من مجموعة تيلي لوميار نورسات إنعقد مؤتمر الإعلام المسيحي في الشرق بعنوان قضية واحدة ورؤية موحّدة، في دير سيدة البير في الثالث والعشرين والرابع والعشرين من أيلول 2016 تحت رعاية أصحاب الغبطة بطاركة الشرق.
مؤتمر إلتقت فيه وسائل إعلامية مسيحية عاملة في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين والأردن والأراضي المقدّسة ومصر. حضره شخصيات رسمية وسياسية وروحية وإعلامية وأكاديمية.
أبعاد المؤتمر ثلاثية: مناقشة واقع الإعلام المسيحي وحاضره ورؤيته المستقبلية، وضع شرعة إعلامية تنبثق عن المؤتمرين، تعكس روح الإنجيل في مرآة العصر وترسم أطر الحركة الإعلامية المسيحية في الشرق، تأسيس مركز إعلامي جامع يحتضنه وطن الأرز يكون منبرًا للإعلام المسيحيّ والإعلاميين والناشطين في فلكه.
في جلسة الافتتاح الكلمة الأولى لماري تريز الباشا حنين مديرة البرامج في نور الشرق ومنسّقة المؤتمر شرحت فيه رسالة محطة نور الشرق الجامعة كل المذاهب المسيحية والمعبرة عن رؤيتهم وأوضحت الهدف الرئيسي للمؤتمر وهو السعي إلى تحقيق اتحاد للإعلام المسيحي في الشرق.
ثم تحدّث السيّد جاك كلاسي رئيس مجموعة تيلي لوميار ونورسات. بعد لمحة تاريخية عرض فيها للتحولات الكبرى في العالم، توقف عند “حرب جديدة سلاحها وسائل الإعلام” تضع البشر أمام خيارين: إمّا الإذعان للثقافة الواحدة المزيلة للحضارات وإما تبنّي ثقافة المشاركة وهو الخيار الذي اختارته الوسائل الإعلامية المسيحية في الشرق المدعوة كي تلتقي حول قضية واحدة ورؤية موحّدة، وهو محور هذا المؤتمر الهادف إلى التفكير معًا وتصويب الأمور سوية والتفاعل البناء لتكوين منبر ثقافة حرّة يتعاطى في كل الملفات التي لها علاقة بالهوية والثقافة والتقاليد والطقوس والعبادات والآداب والمسرح والموسيقى وحقوق الإنسان.
وإذ شدد على الإيمان المسيحي المشترك، وضع القيمين على وسائل الإعلام المسيحي أمام مسؤولية تتطلب “الاهتمام والعناية بكل كائن بشري”، وحذّر من تحوّل الإعلام إلى وسيلة حصرية لصالح مجموعات خاصة، مطالبًا بإعلام يعمل لخلاص الإنسان في هذا الكون ويلتزم الرسالة التي من أجلها وُجد، لأن “الحرف يقتل أمّا الروح فيحيي”. وتساءل “ما قيمة الشمعة دون الشعلة وما قيمة الإعلام إن لم يكن للإنسان؟”
في كلمته، وجد النقيب رمزي جريج وزير الإعلام، في وصية المسيح لتلاميذه “إذهبوا وبشروا كل الأمم” الدعوة الاولى إلى اعتماد الإعلام منصة لنشر التعاليم المسيحية. وان الكنيسة منذ نشأتها لم تعتمد إلا الكلمة مِنهجًا للتبشير والحوار. وأن النكسات التي أصابت الكنيسة في سعيها الحواري لم تمنعها عن متابعة هذه المسيرة.
رأى أن الإعلام الديني استفاد من تطور تكنولوجيا الإتصالات في نقله بالصوت والصورة الثقافة المسيحية المنفتحة على سائر الثقافات. ولفت إلى أن الإعلام المسيحي يتصدى للمسألة الإجتماعية ويعالج القضايا الحياتية للإنسان المعاصر من منظور إيماني، رافضًّا أن يتحوّل إلى منبر لزرع التفرقة. بل على العكس أن يتبنى قواعد الحوار بين الأديان والحضارات.
إلى أصالة الحضور المسيحي في الشرق ذكّر بالدور الذي أدّاه المسيحيون وإسهاماتهم في مختلف جوانب الحضارة الإسلامية وفي مشاركتهم في صنع مستقبل الشرق الأوسط وأيّد الدعوة إلى انخراط المسيحيين في الحياة الوطنية. داعيًا الإعلام المسيحي إلى عدم السكوت على انهيار المؤسسات الدستورية في لبنان وعلى الفساد وانتهاك حقوق الإنسان والحريات العامة.
إلى كلمة المطران بولس مطر رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام ممثلاً البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، حيث ذكّر بالتَّوجيهاتِ الأخيرة للبابا فرنسيس، الَّتي يُحمِّل فيها الإعلاميِّين، لا مسؤوليَّةَ نقلِ الحقيقةِ وخدمَتِها صافيةً وموضوعيَّةً وحسب، بلْ أيضًا وبخاصَّةٍ مسؤولية بناءِ هذا العالَمِ، وَبناءِ ملكوت الله عن طريقِ المُصالحةِ والمحبَّةِ والدَّعوةِ إليهما، واعتبر مطر أنَّ لا إعلامَ مسيحيًّا إنْ لم يكن إعلامًا عن المسيحِ، وأننا نحنُ في هذا الشَّرقِ قُتِلنَا وَاضطُهِدنَا أحيانًا كثيرةً، ولا نزالُ نُقتلُ. لكنَّنا نعملُ من أجل إِيقافِ الظُّلمِ وضمان الحقوق لنا ولجميعِ النَّاسِ، وَنشهِرُ رَايةَ الحُبِّ. وإنَّ من علاماتِ الرَّجاءِ في أيَّامِنَا ما تَقومُ به تيلي لوميار من خدمةٍ تُظهرُ يومًا بعدَ يومٍ إنَّها خدمةُ جميعِ المسيحيِّينَ لجميعِ النَّاسِ دُونَ تَفرقةٍ ولا تَمييزٍ.
ترأس الجلسة الأولى المطران كوستا كيّال ممثلاً بطريرك الروم الأورثذكس يوحنا العاشر، وأدارها البروفسور باسكال مونان، ومحورها الإعلام المسيحي في الشرق قول أم فعل؟
في كلمته تناول مونان الحرية الإعلامية التي باتت دون حدود تقريبًا مع هذا الفيض في المعلومات حيث العمل الإعلامي يكاد يشمل كل كائن بشري. وركّز على التحديات التي يواجهها الإعلام لاسيما التضييق على حرية التعبير والضغوط الاقتصادية وتخلّف القوانين. وانتقد خضوع الترخيص لوسائل الإعلام لامتيازات جامدة ولشروط غير علمية.
البحث الأول قدّمه النائب اللبناني غسان مخيبر بعنوان حرية التعبير في لبنان متماسكة أم ممسوكة، فحدّد المعوقات أمام الإعلام بالرقابة المسبقة واللاحقة والقضائية وسياسات المؤسسات الإعلامية. وذكّر بالمواد 18 و19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ليضع حرية التفكير والدين والضمير والإعلام في أساس هذه الحقوق. ولفت إلى التعاون بين مجلس النواب وجمعية مهارات الذي وسّع مساحة الحريات الإعلامية. واقترح توسيع مروحة الحريات عبر وسائل الإعلام وتطوير القانون لحماية الحقوق وصونها وإعادة لبنان إلى صورته التقليدية منارة للحرية والحق.
البحث الثاني عرض له د. رامي عطا رئيس قسم الإعلام في معهد الدراسات القبطية بعنوان “الإعلام المسيحي في مصر: أيّ دور؟ أي حدود؟”، منطلقًا في قراءة تاريخية لنشأة الإعلام المسيحي في مصر التي بدأت في الظهور منذ تسعينيات القرن التاسع عشر على يد الأقباط الاورثذكس والبروتستانت والكاثوليك في جو من الحرية الدينية والمساواة بين الأقباط والمسلمين.
ثم انتقل إلى عالم الفضائيات حيث دخله الأقباط منذ تسعينيات القرن العشرين يوم أبصرت النور قناة SAT7 في العام 1995، تبعتها ولادة مجموعة قنوات تعبر عن الكنيسة القبطية بتراثها وتاريخها. وفي العامين 2009 بدأ البث عبر القمر الصناعي المصري نايل سات. ثم أشار إلى عدد من القنوات المسيحية التي تبث من الخارج، وأضاء على مواقع إلكترونية أسسها الأقباط إلى جانب عدد من صفحات التواصل الإجتماعي ذات الاهتمام بالشأن القبطي المسيحي وهي مواقع يزداد عددها يومًا بعد يوم.
ثم تناول مزايا الوسائل الإعلامية القبطية، من حيث إسهاماتها في التوعية الدينية ونشر الرسالة المسيحية وتغطية اخبار الكنيسة والإحتفالات الدينية وتسليط الضوء على حقوق الأقباط وقضاياهم وهمومهم، ولفت إلى قصور في عمل الوسائل الإعلامية المسيحية القبطية حيث رأى ضعفًا في المهنية وعدم التعاون فيما بينها ومحدودية الرؤية في مناقشة بعض القضايا مع الافتقاد للجرأة والصراحة والوضوح مع تكرار البرامج على نفس الوتيرة والمنهج والعجز في مواكبة الأحداث وندرة وجود شبكات المراسلين مع ضعف التمويل المادي وتحول بعض البرامج السياسية إلى أبواق للسلطة.
ثم تناول التحديات التي يواجهها الإعلام المسيحي من ضعف الإمكانيات المادية والفنية وضيق المجال العام والعمل تحت ضغوط متنوعة وعدم القدرة على الدعاية والترويج والخضوع لرقابة امنية من قبل مؤسسات الدولة وصعوبة في توسيع دائرة المشاهدين وعدم تجديد دماء الإدارة. واختتم كلمته بعرض لبعض ما يتمناه في حقل الإعلام المسيحي حيث طالب بقنوات مسيحية متخصصة للشباب والاطفال وبإعداد كوادر إعلامية كفوءة ومحترفة وبالإنفتاح على الكنائس الأخرى وعلى المجتمع والعلم، متمنيًا الوصول إلى قاعدة جماهيرية مسيحية كبيرة، ووضع قوانين لتنظيم الإعلام ومد الدولة يد العون لدعم وسائله، والإستفادة من التجارب الاجنبية وشدد على الجرأة في طرح القضايا والمهنية والموضوعية وطالب بتوفير الدعم المالي.
ثم أعطت الإعلامية د. باسمة سمعان مديرة مكتب نورسات في الأردن شهادة إعلامية، فاعتبرت الدعوة إلى هذا المؤتمر “مبادرة تنطوي على الوعي المجتمعي بالمكوّن المسيحي كبعد من أبعاد الثقافة العربية وحضارة البلاد. وشددت على أن جدلية الحضور المسيحي في الشرق ليست متعلقة بالمسيحية كدين للعرب وكمكون ثقافي ساهم في بناء الثقافة العربية العريقة على مر العصور.
وإذ أكدت أنّه من واجب وحق المسيحيين في الشرق الأوسط المشاركة التامة في حياة الوطن، تمسّكت بحقهم في التمتع بالمواطنة الكاملة وعدم التعامل معهم كمواطنين من درجة ثانية. وجهت الدعوة إلى الإعلام كي يعمل على إثبات الوجود المسيحي كمكون ثقافي عربي. ثم عددت التحديات التي يواجهها الوجود المسيحي من هجرة واضطهاد ونزوح وارتفاع صوت خطاب الكراهية والتطرف واستهداف الشباب، وحذّرت من تلاشي المكون المسيحي كجزء من الثقافة العربية الأصيلة والشراكة في حضارتها وتقدّمها. وإذ أشادت بالتجربة الأردنية واعتبرتها نموذجًا نادرًا من المواطنة الصالحة الكريمة والعيش المشترك، حيث الخطاب العربي الإسلامي المسيحي خطاب جامع، دعت الإعلام المسيحي إلى نشر الإيمان والتربية الدينية وثقافة السلام والشهادة للمسيح وللمبادئ المسيحية. وشددت على تعزيز القيم السامية وتفعيل ثقافة الحوار.
تمحورت كلمات الجلسة الثانية حول الإجابة عن السؤال “هل الأخلاقيات في الإعلام نظرية قابلة للتطبيق؟ ترأس الجلسة الأرشمندريت إيلي أبو شعيا ممثلاً البطريرك غريغوريوس الثالث للروم الملكيين الكاثوليك وأدارها الإعلامي والأستاذ الجامعي شربل مارون.
لفت الأرشمندريت إيلي أبو شعيا إلى أن الإعلام يعكس اخلاق مجتمعه، محددًا وظيفته بارتكازها اولاً على أخلاقيات كل من المؤسسة الإعلامية والأشخاص العاملين فيها. ورأى في انعكاس مشاكل الإعلاميين الأخلاقية وخروجهم على القيم والمثل السليمة تشويهًا لوظيفة الإعلام، محذرًا من الانحدار على هذا الصعيد ومعتبرًا أن الأخلاق في الإعلام تؤدي دورًا يضاهي دور التربية البيتية والمدرسية والجامعية فهي تهدف إلى بناء مجتمع ملتزم اخلاقيًا ومتطور فكريًا.
من جهته، وصف د. شربل مارون الإنجيليين الأربعة بالإعلاميين الأوائل الذين “حملوا نشرة الأخبار الأكثر تأثيرًا ووقعًا في تاريخ البشرية ووضعوا خريطة طريق للممارسة الإنسانية الأخلاقية”. واعتبر الكتاب المقدّس “شرعة شاملة للأخلاقيات… لجميع الناس”.
وصوّر عالمنا بـ”الصحراء التي نعيش فيها، حيث الحقيقة غالبًا ممنوعة من الصرف، وحيث أدوات النهي عاطلة عن العمل”. وتساءل “في زمن سقوط الدساتير والقوانين والأعراف في مجتمعاتنا… هل من مكان لشرعات ومواثيق أخلاقية خالية من دسم العقوبة؟ وفي زمن الجنون والحرائق والموت الشامل هل يبقى مكان للأخلاق والأخلاقيات؟”
في كلمتها تساءلت الدكتورة كلوديا أبي نادر رئيسة مجلس الفكر، ما إذا كان التمويل المحرك الرئيس للإعلام مجرد هبة وهل هو بريء لا ينتتظر أي مقابل؟ ثم أشادت بروح محطة تيلي لوميار ورأت فيها علامة لوجود أمل في إعلام موضوعي غير مسيس.
أعطى د. جورج صدقه مداخلة شدد فيها على اهمية التزام وسائل الاعلام والاتصال بمبادئ اخلاقية، ولفت إلى ما زخر به القرن العشرون من شرعات اخلاقية ومواثيق شرف للإعلاميين والمؤسسات الإعلامية من أجل تعزيز المسؤولية الإجتماعية لوسائل الإعلام.
الكنيسة في لبنان اطلقت مؤسسات إعلامية تحمل رسالة البشارة، لكنّها أيضًا حددت في نصوص المجمع البطريركي الماروني 2004 مبادئ لمناقبية إعلامية هي بمثابة المفاهيم الأخلاقية المسيحية. ثم أجرى تقييمًا للإعلام الخاص منتقدًا بعض برامجه وأدائه وضيق مساحة المسؤولية الأخلاقية فيه، وتوقف أمام سيطرة رأس المال على المؤسسات الاعلامية وتراجع دور الخدمة العامة التي هي في الأساس رسالة وسائل الإعلام. وعدّد بعض المعوقات أمام نمو الإعلام، مقترحًا باقة من الحلول، داعيًا المجتمع المدني إلى القيام بدور رقابي نقدي.
بعدها قدّم الإعلامي ماجد بو هدير شهادة إعلامية أشار فيها إلى رسالة روحية مطلوبة لدى الإعلاميين من منطلق ترسيخ التوازن في عصر النكسات، وأن يكونوا شهودًا لا شهداء للخنوع والتسويف والمواربة. وتوقف عند شمولية الرسالة المسيحية التي تسعى للشهادة الحقة بأن الله المحبة الواحد الأوحد يريد لكل أبنائه أن يتلاقوا. وفي تأمل بشخصية الأم تريزا دو كالكوتا واسترجاع لقول مأثور لليونارد سويدلر في أن السبب الرئيس لعدم وجود السلام بين الناس هو الخوف الذي ينشأ أساسًا من عدم معرفة الشخص وبعد تذكير بما قاله البابا فرنسيس من أننا في حالة حرب لكن ليست دينية، دعا بو هدير الإعلاميين إلى رفع الصوت بالصاد عساه يعطي مفعول السوط بالسين.
أما الجلسة الثالثة فمحورها “كيف يبني الإعلام الرجاء والسلام؟ ترأسها المطران جورج صليبا وأدارها د. سهيل مطر نائب رئيس جامعة سيدة اللويزة، وتناوب على الكلام كل من: المطران ميشال عون راعي أبرشية جبيل المارونية متناولاً موقع الرجاء والسلام في المسيحية، فالأب ميشال خضرا ومداخلته “أي قضية للإعلام المسيحي اليوم؟، ثم د. أنطوان سعد الأمين العام لجامعة الحكمة وعنوان كلمته “أي رجاء يصنعه الإعلام في زمن التحولات؟
أما الختام فمع شهادة إعلامية قدمتها حدّاد مدير محطة SAT7 في لبنان.
في كلمته، رأى المطران صليبا أن الإعلام سيف ذو حدّين يعمّر ويدمّر في آن معًا وأن سهولة الاتصالات والإعلام جعلت العالم في متناول الجميع وبأقل جهد. وأشار إلى أن الكنيسة ترتقي بقدر ما تعير الإعلام اهتمامًا وأهمية لافتًا إلى أنّه لم تعد هناك غربة لإنسان في هذه الأرض لأنه بمقدوره أن يتصل ويعلم بل ويعلن ما يكتنزه أو يختزنه في عقله وقلبه من معارف وأخبار ومعلومات. ولفت إلى أن الإعلام بحاجة إلى من ينشره ورسالة الكنيسة “تقديم المسيح للأمم وزرع كلمة الخلاص للقريبين والبعيدين في كل الأرض.
تحدّث د. أنطوان سعد عن دور للإعلام مطلوب في خضم الحروب والمعارك وفي التحولات الكبرى التي تصيب الدول والمجتمعات والجماعات وقسم الإعلام إلى فئتين الأولى تلتزم خطًا أو فريقًا معينًا وثانية تعيش الإرسال رسالة وهي فئة يتضاءل وجودها لأن لا سلطة سياسية تريدها أو تهتم بها ولا قوة مالية تدعم بقاءها واستمراريتها. وتناول هنا الإعلام المسيحي كإعلام ملتزم بدعوته لا بسواها ومنتم إلى خط الإنجيل لا إلى سواه، يعمل على ترسيخ إيمان المؤمنين وعلى التبشير بالرجاء.
وتحدث عن بعد نبوي للعمل الإعلامي المسيحي يدعونا إلى حسن قراءة علامات الأزمنة. وشبّه الإعلام المسيحي المشرقي بمريم وسط الرسل الخائفين تنتظر معهم في تلك العلّية حلول الروح المقوي والمعزي. ودور الإعلام المسيحي في خضم المخاطر والمفاجآت أن يعطي شعبه القوة. وأشار إلى أن الإعلام المسيحي له أن ينير ويشير محاولاً تخطي العوائق والسدود وهو مسؤول عن هذا الإرث المتراكم وعن واقع كنيسة اليوم الحيّة بشبابها ومسؤوليته تتخطى نقل الحدث إلى المساهمة في صناعته والعمل على تحسينه وتحصينه كي يليق بصورة السيد وبهائها. وحددّ الإعلام المسيحي بإعلام القيم والإنسان قدر ما هو إعلام الله وكلمته، وهذا ما يلخّص تجربة تيلي لوميار والفضائيات التي تدور في فلكها.
إستأنف المؤتمر أعماله يوم السبت الواقع فيه الرابع والعشرون من أيلول.
حاول المؤتمرون في الجلسة الأولى الإجابة عن السؤال “هل الإعلام المسيحي في خطر؟ وقد ترأسها القس فادي داغر ممثلاً القس سليم صهيوني وأدارها النقيب أنطوان قليموس رئيس الرابطة المارونية
الكلمة الأولى ألقاها فؤاد دعبول مدير تحرير جريدة الأنوار وأمين سر المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع تناول فيها التحديات المهنية أمام الإعلام المسيحي في الشرق.
الكلمة الثانية للأب ميشال جلخ الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الاوسط عرض خلالها للتحديات الدينية أمام الإعلام المسيحي في الشرق في حين استعرض التحديات الاقتصادية طوني مخايل رئيس مجلس إدارة IND للتوزيع والبث التلفزيوني.
ثم كانت شهادة إعلامية للشماس صبحي مخّول مدير مركز الإعلام المسيحي في الأراضي المقدسة.
مداخلات الجلسة الثانية أجابت عن السؤال “كيف تقيم وسائل الإعلام المسيحية رؤية موحّدة”. ترأس الجلسة المطران جورج يغيايان ممثلاً البطريرك كريكور بيدروس العشرين للأرمن الكاثوليك وأدارها ميشال توما رئيس تحرير جريدة لوريان لو جور
البحث الأول قدّمه المونسنيور جورج يغيايان بعنوان “أي رسالة مطلوبة في الإعلام المسيحي في الشرق؟
البحث الثاني ألقاه د. رامي عطا رئيس قسم الإعلام في معهد الدراسات القبطية وعنوانه “أي فرص ومجالات للتعاون بين وسائل الإعلام المسيحية في الحاضر والمستقبل
البحث الثالث مع ماري تريز كريدي مديرة برامج نورسات بعنوان “واقع الإعلام المسيحي: أين الإنجازات؟ أين الإخفاقات؟
ثم أعطت الإعلامية ميساء سلّوم من سوريا شهادة إعلامية.
“كيف يواكب الإعلام المسيحي التقنيات الحديثة برسالة حديثة؟ محور الجلسة الثالثة من المؤتمر التي ترأسها الأرشمندريت هوسيك مارديروسيان ممثلاً الكاثوليكوس آرام الأول للأرمن الأورثذكس وأدارها الخوري عبدو أبو كسم مدير المركز الكاثوليكي للإعلام.
الكلمة الأولى ألقاها شكر الله عساف محللاً كيف غيّر الإعلام الجديد عمل وسائل الإعلام المسيحية في الشرق وتناولت كاتيا ريّا كيفية توظيف التقنيات الحديثة في نشر كلمة المسيح، والكلمة الثالثة قدّمها آلان منصور بحث فيها مسألة التقارب بين وسائل الإعلام المسيحية والجمهور من خلال التقنيات الحديثة قبل أن يطرح المونسنيور بيوس قاشا شهادته الإعلامية.
أما جلسة الختام فافتتحت بكلمة د. جرجس صالح ممثلاً بابا الأقباط الأورثذكس الأنبا تواضروس الثاني تلتها كلمة المطران يوحنا جهاد بطّاح النائب البطريركي لأبرشية بيروت للسريان الكاثوليك فكلمة المونسنيور روفائيل طرابلسي ممثلاً البطريرك لويس الأول ساكو للكلدان. وفي الختام أعلنت تلمؤتمر والشرعة الإعلامية.
موقع زينيت.