لقاء البابا مع موظفي الكرسي الرسولي لتبادل التهاني عيد الميلاد

متفرقات

لقاء البابا مع موظفي الكرسي الرسولي لتبادل التهاني عيد الميلاد

 

 

 

 

 

 

التقى قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الخميس في قاعة بولس السّادس بالفاتيكان موظفيّ الكرسيّ الرسوليّ وحاكميّة دولة حاضرة الفاتيكان لتبادل التهاني لمناسبة عيد الميلاد، وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة قال فيها:

 

نلتقي مجدّدًا لهذه اللّحظة العائليّة الجميلة لنتبادل التهاني بمناسبة عيد الميلاد.

 

 أريد قبل كلِّ شيء أن أشكر الرّبّ معكم على جميع عطاياه، صحيح أنّنا نفكّر خلال هذه الأيّام بهدايا الميلاد ولكن من يقدِّم الهديّة الحقيقيّة بالفعل هو أبانا الذي يُعطينا يسوع. وبالتالي ينبغي على هدايانا أن تكون انعكاسًا للعطيّة الوحيدة التي هي ابنه الذي صار إنسانًا وولد من العذراء مريم.

 

واليوم نريد أن نشكر الله أوّلاً على عطيّة العمل. إن العمل مهمٌّ جدًّا إن كان بالنسبة للشخص الذي يعمل وإن كان بالنسبة لعائلته. وفيما نشكر الله نصلّي من أجل الأشخاص والعائلات، في إيطاليا وفي العالم بأسره، الذين ليس لديهم عملاً أو يقومون بأعمال غير لائقة ولا تلقى أجرًا ملائمًا ومُضرّة بالصحّة.

 

علينا أن نشكر الرّبَّ دائمًا على العمل وينبغي علينا أن نلتزم، كلٌّ بحسب مسؤوليّته لكي يكون العمل كريمًا وعادلاً ويحترم الشّخص والعائلة. وهنا في الفاتيكان لدينا دافعًا إضافيًّا لنقوم بذلك، لدينا الإنجيل وينبغي علينا إتباع توجيهات العقيدة الاجتماعيّة للكنيسة.

 

 نشكر الرّبّ جميعًا ولكن من جهَّتي أريد أن أشكركم على عملكم. أشكر كلّ فردٍ منكم على الالتزام الذي يظهره يوميًّا في إتمامه لعمله والسّعي لإتمامه على أفضل وجه حتى عندما لا يكون مرتاحًا وهناك ما يقلقه في العائلة...

 

ما هو جميل في الفاتيكان هو إمكانيّة رؤيته بمجمله على تنوّع المهام التي تشكِّل الكلّ، وكلّ واحدة منها مهمّة في ذاتها، على الرّغم من أنّه واقع محدود. إن مختلف قطاعات العمل قريبة ومترابطة ويعرف الجميع بعضهم البعض وبالتالي يشعر المرء بالرضى لرؤية نظام معيّن وبأن الأمور تسير بشكل جيّد بالرغم من جميع المحدوديّات ولذلك أرغب في أن أشكركم.

 

 لقد شكّلت السّنة التي عشناها سنة مميّزة: لقد كانت السنة المقدّسة للرّحمة، وقد احتفلنا نحن أيضًا بيوبيلنا الخاصّ. لقد أفاض الرّبّ علينا رحمته خلال هذه السنة ولكن هذه النعمة لم تنتهِ مع انتهاء اليوبيل! هذه النعمة هي في داخلنا لكي نجعلها تثمر يوميًّا في العائلة والعمل وفي كلِّ مكان، وهذا ما يذكّرنا به الميلاد: "فقَد ظَهَرَت نِعمَةُ الله، يَنبوعُ الخَلاصِ لِجَميعِ النَّاس، وهي تُعَلِّمُنا أن نَنبِذَ الكُفْرَ وشَهَواتِ الدُّنْيا لِنَعيشَ في هذا الدَّهرِ بِرَزانةٍ وعَدلٍ وتَقوى" (طيطس 2، 11- 12) هكذا يقول لنا القدِّيس بولس.

 

إنَّ نعمة الله قد ظهرت في يسوع، محبّة الله المتجسّدة، بفضل عمل الرّوح القدس. وهذا الرّوح عينه قد نلناه في المعموديّة والتثبيت وينبغي علينا أن نطلبه يوميًّا لنوقظ عمله فنعيش في "هذا الدَّهرِ بِرَزانةٍ وعَدلٍ وتَقوى".

 

 أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، فيما أشكركم أسألكم أن تحملوا سلامي الخاصّ إلى الأطفال والمسنّين في عائلاتكم: إنّهم مهمّون جدًّا؛ وسلامًا مصحوبًا بالصّلاة للمرضى. لتكن قلوبكم مليئةً بالرّحمة وبنعمة اليوبيل التي يأتي يسوع ليضرمها فينا مُجدّدًا. ليبارككم الرَّبّ ولتحفظكم العذراء وتذكّروا أن تصلّوا من أجلي أمام المغارة! 

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.