كيف كانت حياتي؟

متفرقات

كيف كانت حياتي؟

 

 

كيف كانت حياتي؟

 

 

"على المسيحي أن يتذكّر على الدوام الأساليب والأوضاع التي ظهر فيها حضور الله في حياته لأن هذا الأمر يُعزِّز مسيرة إيمانه" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الخميس في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

 

 

قال البابا فرنسيس:

 

الإيمان مسيرة ينبغي أن نتذكّر خلالها على الدوام كيف تمّت، فالله قد صنع لنا أمورًا جميلة خلال هذه المسيرة بالرغم من أننا واجهنا أيضًا بعض العوائق والرفض، لأن الله يسير معنا على الدوام ولا يخاف من سيئاتنا.

 

استهلّ الحبر الأعظم عظته انطلاقًا من كتاب أعمال الرسل( 13/ 13 -25) والتي تخبرنا عن بولس الذي وبعد أن وصل إلى أنطاكية، دخل المجمع يوم السبت وبَعدَ تِلاوةٍ منَ الشَّريعَةِ والأَنبِياء، قام وشرع يعظ ويعلن الإنجيل بدء من بدايات شعب إسرائيل الشعب المختار، مرورًا بإبراهيم وموسى والعبوديّة في مصر والخروج نحو أرض الميعاد وصولاً إلى يسوع.

 

لقد كانت عظة تاريخيّة وهذا الأسلوب الذي استعمله القديس بولس في الوعظ هو أساسيّ لأنه سمح بتذكّر اللحظات الجوهريّة وعلامات حضور الله في حياة الإنسان.

 

 ينبغي علينا أن نعود إلى الوراء لنرى كيف خلّصنا الله ونسير مجدّدًا – بالقلب والعقل – تلك الدرب في الذاكرة لنصل إلى يسوع. فيسوع نفسه وفي اللحظة الأعظم في حياته – يوم خميس الأسرار وفي العشاء الأخير – أعطانا جسده ودمه وقال لنا: "اصنعوا هذا لذكري". وبالتالي ينبغي علينا على الدوام أن نتذكّر يسوع ونتذكّر كيف خلّصنا الله.

 

 لذلك تسمي الكنيسة سرّ الإفخارستيا: "تذكار الرّبّ"، تمامًا كما يسمّي الكتاب المقدّس سفر تثنية الاشتراع: "كتاب ذكرى إسرائيل". وبالتالي علينا نحن أيضًا أن نفعل الأمر نفسه في حياتنا الشخصيّة، لأن كل منّا قد قام بمسيرة معيّنة رافقه فيها الله وكان قريبًا منه أو ربما أيضًا ابتعد خلاله عنه.

 

إن القلب المسيحي يستفيد بتذكّر مسيرته: كيف قادني الرب إلى هنا، وكيف أمسكني بيدي؛ والمرات التي قلت فيها للرب: "لا أريدك ابتعد عني!" فاحترم الرب موقفي! من الأهميّة بمكان إذًا أن نتذكّر حياتنا ومسيرتنا ولمرات عديدة ونفكّر: "في ذلك الوقت منحني الرّبّ تلك النعمة وأنا أجبت عليها بهذه الطريقة وفعلت كذا وكذا... لقد رافقني الرب وكان معي..." وهكذا نصل إلى لقاء جديد، إلى لقاء الامتنان.

 

 ينبغي أن تولد من قلوبنا كلمة شكر ليسوع الذي يسير في تاريخنا على الدوام. كم من مرّة أغلقنا الأبواب في وجهه، وكم من مرّة تظاهرنا بأننا لا نراه وبأننا لا نؤمن بأنه موجود معنا.

 

وكم من مرّة أنكرنا خلاصه... لكنه كان هناك حاضرًا. إن الذكرى تقرّبنا من الرّبّ. فتذكار ما صنعه الرّبّ فينا ومعنا، ذلك الخلق الجديد يعيدنا إلى بهاء بشريتنا الأوّل.

 

لذلك أنصحكم بكل بساطة بأن تتذكروا! كيف كانت حياتي؟ كيف كان نهاري؟ وكيف كانت هذه السنة التي مضت؟ كيف كانت علاقتي مع الرّبّ؟ لنتذكّر الأمور الجميلة والعظيمة التي فعلها الرّبّ في حياة كل فرد منا!          

 

إذاعة الفاتيكان.