"في الأوقات السيّئة وأوقات الحزن والألم، حتى إزاء الإهانات ينبغي علينا أن نختار على الدوام درب الصلاة والصبر والرجاء بالله بدون السقوط في شباك الكبرياء والغرور" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.
قال الأب الأقدس لا يجب أن نسمح لجمال الكبرياء "المتخفّي" أن يخدعنا بل ينبغي علينا أن نسمح أن يدخل إلى قلبنا ذاك الفرح الذي يعطيه الله ونشكر الرب على الخلاص الذي يمنحنا إياه. استهلّ الأب الأقدس عظته انطلاقًا من سفر طوبيا (11/ 5 -17) وقال يمكننا أن نرى في هذه القراءة حياة شخصين عاديين وبالتالي كيف يقود الرب تاريخ وحياة الأشخاص وحياتنا أيضًا. في الواقع كان طوبيا وحنّة يعيشان أوقاتًا سيّئة وأوقاتًا جميلة، لقد كانت امرأته تستهزئ به أحيانًا ولكنها لم تكن شرّيرة وإنما كان عليها أن تعمل لكي تعيله لأنّه كان أعمى، وحنّة أيضًا كانت تتعرّض للاستهزاء، كلاهما في تلك اللحظات – عندما كان كل شيء مظلمًا – قد فكرا أن الموت أفضل.
جميعنا قد عشنا لحظات سيّئة وقويّة، ربما ليست بقوّة ما عاشاه طوبيا وحنّة ولكننا نعرف هذا الشعور في اللحظات المظلمة والأليمة وفي الصعوبات. ولكن الموقف الذي يخلّصنا في الأوقات الصعبة هو الصلاة والصبر على الألم والرجاء بأن الله سيصغي إلينا وسيجعلنا نتخطّى هذه الأوقات الصعبة. فلا تنسوا أبدًا الصلاة والصبر والرجاء في الأوقات المظلمة. ولكن هناك أيضًا الأوقات الجميلة، ولكنها ليست النهايات السعيدة التي نجدها في الروايات.
بعد المحنة التي عاشاها اقترب الرب منهما وخلّصهما. هناك لحظات جميلة حقيقيّة كهذه ولكن هناك أيضًا لحظات مُصطنعة. وماذا فعل طوبيا وحنّة في اللحظات الجميلة التي عاشاها؟ مجّدا الله ورفعا صلاة شكر! وبالتالي حث الحبر الأعظم في هذا السياق على أن نتساءل إن كنا قادرين في مختلف لحظات حياتنا على تمييز ما يحصل داخل نفوسنا وفهم أن اللحظات السيّئة هي الصليب ومن الضروري أن نصلّي ونتحلّى بالصبر وبالقليل من الرجاء، وأن نتحاشى السقوط في الكبرياء لأنَّ الرب يقترب منا على الدوام عندما نتوجَّه إليه بالصلاة ونشكره على الفرح الذي يمنحنا إياه.
فيما نقرأ هذا السفر في نهاية هذا الأسبوع لنطلب نعمة أن نعرف كيف نميّز ما يحصل في اللحظات السيئة من حياتنا ونسير قدمًا ونميّز ما يحصل في اللحظات الجميلة بدون أن نسمح للكبرياء أن يخدعنا.
إذاعة الفاتيكان.