علينا أن نفتح عيوننا على حزن الآخرين

متفرقات

علينا أن نفتح عيوننا على حزن الآخرين

 

 

 

 

 

تستمرّ الرياضة الروحية لزمن الصوم للأب الأقدس وأعضاء الـ "كوريا" الرومانية في بيت المعلّم الإلهي في أريتشا والتي يقدِّمها هذا العام الكاهن الفرنسيسكاني جوليو ميكيليني تحت عنوان "آلام وموت وقيامة يسوع بحسب إنجيل متى"، وقد قدّم الأب ميكيليني عصر أمس الثلاثاء تأمّله الرابع تحت عنوان "الصلاة في الجتسماني واعتقال يسوع".

 

استهلّ الأب جوليو ميكيليني تأمّله انطلاقًا من المقارنة بين صلاة يسوع في بستان الزيتون وصلاته على جبل طابور في الجليل، وقال حالتان نجد فيهما تشابهات مؤثِّرة: ففي الحالتين نجد حياة يسوع مُمتحنة في الحالة الأولى لأن بطرس والآخرين لم يفهموا معنى الإعلان الأول ليسوع عن موته في أورشليم؛ أما في الحالة الثانية فلأنَّ يسوع أعلن أن هناك من سيُسلمه. وفي كلتي الحالتين يدعو يسوع تلاميذه: بطرس ويعقوب ويوحنا وهؤلاء لم يفهموا بشكل كامل ما كان يحصل ليسوع. ولكن هناك ما يفصل المشهدين: على جبل طابور نسمع صوت الآب الذي يُعزّي الابن؛ أما في الجتسماني فلا نسمع أي صوت.

 

تابع الأب ميكيليني يقول ولكننا نجد يسوع الذي يتوجّه إلى الآب ويقبل أن تتمَّ مشيئته المقدّسة، تلك المشيئة التي لا تريد موت الابن وإنما خلاصنا، كما كتب رومانو غوارديني: يسوع قد جاء ليفتدي شعبه والعالم، وكان ينبغي أن يتم ذلك من خلال تكرّسهم للإيمان والمحبّة ولكن لأنهم لم يبقوا أمناء، بقيت رسالة الآب ولكن تغيّر شكلها، وبالتالي كان الموت نتيجة لهذا الرفض، وأصبح الشكل الجديد للفداء. حتى مثل الكرّامين القتلة يقدِّم لنا أبًا يرسل ابنه ويقول: "سيَهابونَ، ابني"، لكن إعلان يسوع وشخصه لم يتمَّ قبولهما وبالتالي مرّ الملكوت عبر طريق آخر، ذاك الذي دُعي يسوع لقبوله في الجتسماني.

 

أضاف الأب جوليو ميكيليني يقول لقد حث يسوع تلاميذه كي يتشبّهوا به من خلال تطبيق الـ "Shemà" أي صلاة شعب إسرائيل وهي أن يحبّوا الله من كل قلبهم وبكل قوّتهم حتى بذل حياتهم. وفي ختام تأمّله طرح الأب جوليو ميكيليني على الحاضرين بعض الأسئلة وقال: ما هو موقفنا أمام حزن القريب؟ هل نفتح عيوننا على حزنه ونصلّي أم ننام كما فعل التلاميذ؟ هل نفهم مشيئة الآب كـ "نزوة" أي كشيء ينبغي فعله لأنّ شخصًا ما قد قرّر ذلك أم أنني أرى فيها مشيئة مقدّسة لخير الجميع؟ وإن كان بإمكان الله أن يغيّر رأيه – كما نقرأ في سفر يونان – فكيف يمكننا أن نبقى متمسّكين بقساوتنا؟ 

 

 

إذاعة الفاتيكان.