"إنَّهُ قَدْ قَام" (مر6:16)
1. عندما جاءَتِ النِّسوةُ صباح الأحد باكرًا، حاملاتٍ طُيوبًا ليُحَنِّطنَ جسَدَ يسوع وجَدنَ الحجَرَ قد دُحرِجَ عن بابِ القبر، وتفاجَأنَ بشابٍّ لابسٍ أبيض جالسٍ عن اليمين، فقال لهنَّ: "لا تخَفْنَ! أنتنَّ تطلُبنَ يسوع المصلوب! إنَّه قد قام وليس هَهُنا" (مر16: 5-6).
هذا هو أساس إيماننا المسيحيّ أنَّ المسيحَ الذي ماتَ من أجلِ فداء خطايانا وخطايا كلِّ الجِنس البشريّ، قامَ ليُبرِّرَنا جميعًا، ويَبعثُ فينا وفي كلِّ إنسانٍ الحياة الجديدة، حياةَ القيامة. هذا ما عناهُ بولُسُ الرَّسول بقوله: "لو لم يقُمِ المسيح، لكانت كِرازتُنا باطلةً، وإيمانُنا باطلاً أيضًا، وما زِلنا في خطايانا" (1كور15: 14 و 17).
2. وكونُ المسيحِ الرَّبِّ قامَ مِن الموت منتَصِرًا على الألم والخطيئة والموت، فقَدْ زرَعَ السَّلامَ في القُلُوب والنُّفُوس، بدءًا من تلاميذه، وصولاً إلينا، وإلى كلِّ إنسانٍ من جيلٍ إلى جيل.
ولهذا نحتفل برُتبَةِ السَّلام في ليتورجيَّا العيد، لنتقبَّلَهُ ونحمِلَه كرسالةٍ من الله إلى عائلاتنا ومجتمعاتنا وأوطاننا. نتقبَّلُه مع البركة فيما نُبارِك بالصَّليب جِهاتِ الأرضِ الأربع ، ونقول: "فليَكُن سلامُ الآب، وأمانُ الإبن، وشركةُ الرُّوحِ القدس، معَنا وبيننا جميع أيَّام حياتنا".
3. كانت العادة أن يُشارِك معنا في قُدَّاس العيد فخامةُ رئيس الجمهوريَّة لكنَّه أراد أن يلتزم بقرار التَّعبئة العامَّة والحجر المنزليّ. فاستعاض صباح اليوم بالاتِّصال الهاتفيّ مشكورً مقدِّمًا التَّهنئة بالعيد. فيَطيبُ لي مع إخواني السَّادة المطارنة والآباء وأُسرَة الكرسيّ البطريركيّ أن نُبادله التَّهاني والتَّمنّيات راجين له النَّجاح في قيادة سفينة الوطن. كما نشكر ونبادل هذه التَّهاني والتَّمنِّيات كلاًّ من دولة رئيس مجلس النُّوَّاب ودولة رئيس مجلس الوزراء ونبادلها مع السَّادة المطارنة والشَّخصيات المدنيَّة. ونُهنِّئ بالعيد جميع المسيحيِّين ومواطنينا من مُسلِمين وسواهم في لبنان والنِّطاق البطريركيّ وبلدان الانتشار. نُصلِّي كي يتكاتف جميع المسؤولين في عمليَّةِ النُّهوض بلبنان اقتصاديًّا وماليًّا ومعيشيًّا وإصلاحيًّا، مُتفانِين في البناء، مُوحَّدِين في بَذل الجهود، مُبتعِدين عن التَّشكيك والمَوَاقفِ السَّلبيَّة. ونُناشِدُ الشَّعبَ اللُّبنانيَّ الالتزام بقرار التَّعبئة العامَّة والحجْرِ المنزليّ من أجل منعِ انتشار فيروس كورونا وزواله. وفي المناسبة، نصلِّي من أجل شفاء المُصابين وحماية المُعتَنين بهم من أطبَّاء ومُمرِّضيبن وممرِّضات وأهالي.
4. على صخرة حقيقة موت المسيح لتحريرنا من الخطيئة، وقيامته لإدخالنا في مسيرة حياةٍ جديدة، نبني سلامنا ورجاءنا وتضامننا. فنتجاوز صعوبات الحياة ونعمل على بناء مجتمعٍ أفضل وعالمٍ سلاميّ لمجد الآب والابن والرُّوح القدس، آمين.
المسيح قام! حقًّا قام!
موقع بكركي