شجاعة، صلاة وتواضع

متفرقات

شجاعة، صلاة وتواضع

 

 

 

 

 

 

 

"شجاعة، صلاة وتواضع هذه هي الصفات التي تميّز الرسل الذين ساعدوا في نمو الكنيسة في العالم والذين ساهموا في عملها الرسولي" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الثلاثاء في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان بمناسبة عيد القديسَين كيرلُّس وميتوديوس شفيعَي أوروبا.

 

قال البابا فرنسيس نحن بحاجة لأشخاص يزرعون الكلمة ومرسلين ورسل حقيقيين لتنشئة شعب الله على مثال القدّيسَين كيرلُّس وميتوديوس اللذين عزّزا أوروبا. بهذه الكلمات استهلّ الأب الأقدس تأمّله الصباحي ليتابع متحدثًا عن الجوانب الثلاثة لشخصيّة المُرسل الذي يعلن كلمة الله من كتاب أعمال الرسل من خلال شخصيّتي بولس وبرنابا وإنجيل القديس لوقا الذي يحدّثنا عن التلاميذ الاثنَينِ والسبعينَ الذين أرسلهم يسوع اثنَينِ اثنَينِ يتَقَدَّمونَه إِلى كُلِّ مَدينَةٍ أَو مَكانٍ أَوشَكَ هو أَن يَذهَبَ إِلَيه.

(لو 10/ 1-12)

 

 إن الميزة الأولى للمرسل هي الصدق والذي يتضمّن أيضًا القوّة والشجاعة؛ إذ لا يمكننا أن نحمل كلمة الله كاقتراح أو كفكرة فلسفيّة أو أخلاقيّة صالحة. علينا أن نقدّمها بصدق وقوّة لكي تدخل الكلمة إلى العمق كما يقول القديس بولس.

 

علينا أن نعلن كلمة الله بهذا الصدق وبهذه القوّة وبشجاعة. إن الشخص الذي لا يتحلى بالشجاعة الروحيّة والشجاعة في قلبه ولا يحب يسوع يمكنه أن يقول أشياء مهمّة وأخلاقية وأشياء تفيدنا ولكنّه لن يحمل كلمة الله. وبالتالي تبقى الكلمات التي حملها غير قادرة على تنشئة شعب الله. إن كلمة الله المُعلنة فقط بصدق وشجاعة يمكنها أن تنشئ شعب الله.

 

 أما إنجيل القديس لوقا فيقدّم لنا الميزتين الأُخريين لرسول كلمة الله. إنه إنجيل غنيّ بالعناصر حول البشارة، يقول يسوع: "الحَصادُ كثيرٌ ولكِنَّ العَمَلَةَ قَليلون، فاسأَلوا رَبَّ الحَصَاد أَن يُرسِلَ عَمَلَةً إِلى حَصادِه" (لو 10/ 2)، وهكذا هو الأمر فبالإضافة إلى الشجاعة يحتاج المرسلون للصلاة. إن كلمة الله تُعلن أيضًا بالصلاة. بدون الصلاة يمكنك أن تقدّم محاضرة جيّدة أو تعليمًا جميلاً ولكن لن يكون كلمة الله. إن كلمة الله تخرج فقط من القلب المصلّي، بالصلاة يرافق الرب زراعة الكلمة ويسقيها لكي تفرخ. وبالتالي فكلمة الله تُعلَن بالصلاة: صلاة من يعلنها!

 

 نجد في الإنجيل أيضًا ميزة ثالثة، يرسل الرّبّ التلاميذ كالحملان بين الذئاب (لو 10/ 3). إن المبشّر الحقيقي هو الذي يعرف بأنّه ضعيف وأنّه لا يمكنه الدفاع عن نفسه لوحده؛ إنّ الرّبّ يقول لك: "إذهب كحمل بين الذئاب" قد يكون جوابك: "ولكن يا رب قد ينهشونني!" لكنّه يكرّر لك: "إذهب لأنّ هذا هو الطريق!" وأعتقد أن القديس يوحنا فم الذهب قد كتب تأملاً عميقًا حول هذا الموضوع إذ يقول إن لم تذهب كحمل بين الذئاب، بل كذئب بين الذئاب فالرب لن يحميك وينبغي عليك أن تدافع عن نفسك.

 

وبالتالي فعندما يعتبر المبشِّر نفسه ذكيًّا جدًّا أو عندما توكل إليه مسؤوليّة حمل كلمة الله للآخرين ويحاول أن يتصرّف بدهاء فستكون نهايته وخيمة أو أنّه سيُضطر للمساومة على كلمة الله مع المقتدرين والمتكبّرين. ولكن عندما يحمل المبشّر كلمة الله كالحمل فالرّبّ سيدافع عنه. 

 

إن الرسل العظام الذين زرعوا وساعدوا في نمو الكنيسة في العالم كانوا أشخاصًا شجعانًا ورجال صلاة متواضعين. ليساعدنا القديسان كيرلُّس وميتوديوس لنعلن كلمة الله على مثالهما بحسب هذه المعايير.  

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.