في الخامس من شهر نيسان 2017، عقد أصحاب السيادة المطارنة الموارنة إجتماعهم الشهري في الكرسي البطريركي في بكركي، برئاسة صاحب الغبطة والنيافة مار بشاره بطرس الراعي الكلِّي الطوبى، ومشاركة الآباء العامّين للرهبانيّات المارونيّة، وتدارسوا شؤونًا كنسيّة ووطنيّة. وفي ختام الإجتماع أصدروا البيان التالي:
1. يرحّب الآباء بالمشهد والخطاب الجامعَين، اللَّذَين برزا خلال مشاركة وفد لبنان في القمّة العربيّة الثامنة والعشرين في المملكة الأردنيّة الهاشميّة، برئاسة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ومشاركة دولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الحريري، وعدد من الوزراء، ما أعاد لبنان إلى موقعه الفاعل في الأسرتَين العربيّة والدوليّة، وأكّد أنّ قوّته هي في وحدة أبنائه وتضامنهم. وفيما يثمّنون الموقف العربي الداعم للبنان، يأملون أن يكون كلّ ذلك تحفيزًا للّبنانيّين على المضي قدمًا في اتّخاذ القرارات المؤاتية في شأن ملفّات أساسيّة، وفي طليعتها سنّ قانون انتخاب جديد يؤمِّن عدالة التمثيل لجميع المواطنين على قاعدة العيش المشترك والديموقراطيّة التي تميّز نظامنا السياسي، على أن يتمّ ذلك قبل فوات المهل الدستوريّة.
2. يهنِّئ الآباء الجيش اللّبناني وسائر المؤسّسات العسكريّة والأمنيّة، بقائد الجيش الجديد ورؤساء الأجهزة الأخرى. وهم يثمّنون الجهود التي بذلتها وتبذلها هذه المؤسّسات، والتضحيات التي يقومون بها، من أجل الحفاظ على أمن لبنان واستقراره. ويتمنّون للقادة الجدد كلّ الخير والتوفيق في مهامهم الجديدة. ويتطلّعون إلى ملء الشواغر الديبلوماسيّة والإداريّة.
3. يحيّي الأباء الخطوة المنتظَرة طويلًا التي اتّخذتها الحكومة في بتّ الموازنة، ووضع خطّة مرحليّة لحلّ قضيّة الكهرباء. لكنّ التجاذبات التي حدثت في شأن الموازنة والخطّة، أظهرت بعضًا من التعاطي بملفّات دقيقة وشائكة بصيغة الأمر الواقع، وفي بعض الأحيان على قاعدة استنسابيّة. من هذا القبيل وسواه، يحتاج لبنان إلى إصلاحات وتخطيط طويل الأمد، وإلى تشارك بين القطاع العامّ والقطاع الخاصّ، حتى تتكوَّن عندنا ثقافة الخير العام والمسؤوليّة المشتركة. ويبقى في مقدّمة الاهتمامات مكافحة الفساد ولاسيّما هدر المال العام والتهرّب من دفع الضرائب اللّذَين ينخَران الدولة بشكل فاضح وممنهج من قِبل الذين يستبيحون حقوق المواطنين من دون رادع. إنّ القضاء على الفساد والهدر والتهرّب هو المدخل الأساسي لكلّ إصلاح في الدولة.
4. يتابع الآباء بقلق شديد استمرار الحروب في سوريا، في العراق، وسواها، ويحزنهم بصورة خاصّة سقوط المئات من المدنيّين الأبرياء، كبارًا وصغارًا، وتهجير مئات الألوف. وهذا ما حدث مؤخّرًا في غربي مدينة الموصل حيث يحاصر كذلك أكثر من نصف مليون مواطن يعيشون أوضاعًا مقلقة وفي غاية من العوز. ويضمّ الآباء صوتهم الى صوت قداسة البابا فرنسيس لدعوة المتحاربين لالتزام واجب القانون والضمير، سائلين الله أن يرحم شعوب هذه المنطقة، ويجعلهم ينعمون قريبًا بالأمن والسلام.
5. عشيّة الدخول في أسبوع الالآم والاحتفال بالفصح المجيد، يدعو الآباء أبناءهم الى الإستعداد لهذه المناسبة المقدّسة بالصوم والصلاة والتوبة وأعمال المحبة. وهم يتطلّعون إلى الإنسان الجديد الذي يولد من سرّ موت المسيح وقيامته، متمنّين للجميع أعيادًا فصحيّة مباركة، مردّدين قاعدة إيمانهم: المسيحُ قام! حقًّا قام!
موقع بكركي.