بندكتس السادس عشر معلّم في "لاهوت الركوع"

متفرقات

بندكتس السادس عشر معلّم في "لاهوت الركوع"

 

 

بندكتس السادس عشر معلّم في "لاهوت الركوع"

 

 

 

"بندكتس السادس عشر، أو المثال الأكبر لما يعني "لاهوت الركوع" بهذه الكلمات وبسلسلة من الإعتبارات الأخرى عن الشهادة التي قدّمها البابا بندكتس السادس عشر حول قيمة الصلاة وقّع البابا فرنسيس مقدّمة كتاب البابا الفخري والذي يحمل عنوان "تعليم وتعلُّم محبة الله".

 

كتب الأب الأقدس إن "العنصر الأساسي" لرجل يتكرّس لله في الكهنوت، هو الركوع للصلاة من أجل الآخرين وبدون توقّف، وأن يكون المرء غائصًا في الله بشكل دائم وقلبه موجّه إليه كحبيب يفكّر في كل لحظة بمحبوبه، لأن الكاهن يملك حقيقة خدمته في تجسيد حضور المسيح بين الناس، وما خلا ذلك يصبح كل شيء روتينًا ويتحول الكاهن إلى مجرّد موظّف وتصبح الكنيسة مجرّد منظّمة غير حكوميّة.

 

بصراحته التي اعتدنا عليها، يشيد البابا فرنسيس ببندكتس السادس عشر كقدوة في الكهنوت ولاسيما من خلال الشهادة المنيرة التي قدّمها خلال السنوات الثلاثة الأخيرة إذ وعندما شرح أسباب تخلّيه عن خدمته الرسولية كخليفة القديس بطرس أكّد أنّه يشعر بأنه مدعوٌّ ليصعد إلى الجبل ليكرّس ذاته للصلاة والتأمُّل.

 

ويكتب البابا فرنسيس يمكننا أن نرى بوضوح عندما يكون المرء مؤمنًا حقيقيًّا، وعندما يصلّي حقًّا، كما ويظهر لنا جليًّا أيضًا عندما يجسّد هذا المرء القداسة ويكون رجل الله ورجل سلام، فبدون هذا التجذّر بالله يصبح الذكاء والسلطة والقدرات التنظيميّة كلها بدون فائدة. في البابا بندكتس السادس عشر، تابع البابا فرنسيس، نلمس جوهر العيش الكهنوتي، ومن خلال حياته يقدّم لنا بشكل بديهي أحد أعظم الدروس في لاهوت الركوع.

 

ويتابع البابا فرنسيس إن الصلاة الحقيقية التي يُظهرها البابا بندكتس من خلال شهادته ليست مجرّد اهتمام بعض الأشخاص الأتقياء والذين يُعتبرون غير ملائمين لحلِّ المشاكل العمليّة، كما وليست لأوقات الفراغ كما يعتبرها الأشخاص الفاعلون والناشطون، ولا مجرّد "ممارسة جيّدة" للحصول على القليل من السلام والسكينة أو أداة تقوى لنطلب من الله ما نحن بحاجة إليه.

 

لا! فالصلاة، تابع البابا فرنسيس هي "العنصر الأساسي" والشفاعة التي يحتاج إليها العالم والكنيسة بشكل لم يسبق له مثيل لاسيما في مرحلة التغيير هذه، لأنّه بدون العلاقة مع الله نصبح مجرّد أقمار اصطناعيّة فقدت مسارها وسقطت في الفراغ، ولا تضرُّ بنفسها وحسب وإنما تهدّد الآخرين أيضًا.

 

 

إذاعة الفاتيكان.