تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. وتوقف البابا في كلمته عند إنجيل هذا الأحد من القديس لوقا (16/ 1-13) وقال يحملنا يسوع اليوم للتأمُّل حول أسلوبين متناقضين لعيش الحياة: الأسلوب الدنيوي وأسلوب الإنجيل، وذلك من خلال رواية مثل الوكيل الخائن والفاسد الذي يُثني يسوع على تصرّفه بالرغم من خيانته. فهذا الرجل الذي شُكي به إلى سيّده بأنه يبذِّر أمواله، وقبل أن يتمّ إِبعاده، يحاول بحنكة أن يستميلَ مَديني سَيِّدِهِ ويعفيهم من جزء من دينهم ليؤمن لنفسه مستقبلاً.
أمام هذه الفطنة نحن مدعوون للإجابة بواسطة الفطنة المسيحية وهي عطيّة من الروح القدس. لذلك ينبغي علينا أن نبتعد عن روح العالم وقيمه التي تُعجب الشيطان لنعيش بحسب الإنجيل. إن روح العالم يظهر من خلال تصرفات الفساد والخداع وأما روح الإنجيل فيتطلّب أسلوب حياة جدّي ومُلتزم مطبوع بالصدق والفضيلة واحترام الآخرين وكرامتهم. هذه هي الفطنة المسيحيّة!
تتطلب مسيرة الحياة اختيارًا بين دربين: بين الصدق والخداع، بين الأمانة وعدم الأمانة، بين الأنانيّة ومحبّة الآخرين، بين الخير والشر. من الأهميّة بمكان أن نختار الاتجاه الذي نريد اتخاذه، ومن ثمَّ، وبعد أن نقوم بالخيار الصحيح، ينبغي علينا أن نسير بدفع وثبات مُتّكلين على نعمة الرب وعضد روحه.
يحثنا يسوع اليوم لنقوم بخيار واضح بينه وبين روح العالم، بين منطق الفساد والجشع ومنطق النزاهة والمقاسمة؛ وعندما نختار المنطق الإنجيلي للإستقامة والوضوح في النوايا والتصرفات نُصبح صانعي عدالة ونفتح آفاق رجاء للبشريّة. لتساعدنا العذراء مريم لنختار في كل مناسبة، ومهما كان الثمن، الدرب الصحيح ونجد الشجاعة للسير بعكس التيار لإتباع يسوع وإنجيله.
أمس في كودرونجانوس تم تطويب إليزابيتا سنّا، أمٌّ أرملة، كرّست حياتها بالكامل للصلاة وخدمة المرضى والفقراء. إن شهادتها هي مثال للمحبة الإنجيليّة التي يحرّكها الإيمان.
اليوم في جنوى يُختتم المؤتمر القرباني الوطني. أوجّه تحية خاصة لجميع المؤمنين المُجتمعين هناك وأتمنى أن ينعش حدث النعمة هذا، في الشعب الإيطالي، الإيمان بسرّ الافخارستيا المقدّس الذي نعبد من خلاله المسيح مصدر الحياة والرجاء لكل إنسان.
يوم الثلاثاء المقبل سأزور أسيزي بمناسبة لقاء الصلاة من أجل السلام، بعد مرور ثلاثين سنة على ذلك اللقاء التاريخي الذي دعا إليه القديس يوحنا بولس الثاني. أدعو الرعايا والمنظمات الكنسيّة والمؤمنين في العالم بأسره ليعيشوا هذا اليوم كيوم للصلاة من أجل السلام.
اليوم وأكثر من أي وقت مضى نحن بحاجة للسلام وسط هذه الحرب المنتشرة في جميع أنحاء العالم. لنصلِّ من أجل السلام! على مثال القديس فرنسيس، رجل الأخوّة والوداعة، نحن مدعوون جميعًا لنقدّم للعالم شهادة قويّة لالتزامنا المشترك من أجل السلام والمصالحة بين الشعوب. وهكذا سنتّحد جميعًا بالصلاة يوم الثلاثاء، وليُخصّص كل منكم وقتًا، على قدر استطاعته، للصلاة من أجل السلام.
إذاعة الفاتيكان.