العقيدة الحقيقيّة تجمع أما الإيديولوجيّة فتقسِّم

متفرقات

العقيدة الحقيقيّة تجمع أما الإيديولوجيّة فتقسِّم

 

 

 

 

 

 

العقيدة الحقيقيّة تجمع أما الإيديولوجيّة فتقسِّم

 

 

"العقيدة الحقيقيّة تجمع أمّا الإيديولوجيّة فتقسِّم" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان والتي تمحورت حول ما يُعرف بمجمع أورشليم الذي عُقد عام 49 وأقرّ أنّه لا ينبغي على الوثنيين الذين يهتدون إلى المسيحيّة أن يختتنوا بحسب ما كانت تقتضيه شريعة موسى.

 

استهل الأب الاقدس عظته انطلاقًا من كتاب أعمال الرسل (15/ 22- 31) مشيرًا إلى أنّه حتى في الجماعة المسيحيّة الأولى وُجد بين الأفراد غيرة وكفاح للسلطة وبالتالي فهذه المشاكل قد وجدت دائمًا لأننا بشر وخطأة ونواجه الصعوبات دائمًا حتى داخل الكنيسة ولكن كوننا خطأة يحملنا على التواضع والاقتراب من الربّ كمخلّصنا من خطايانا.

 

أمّا فيما يتعلّق بالوثنيين الذين دعاهم الروح القدس ليصبحوا مسيحيين ذكّر الحبر الأعظم أن القراءة لأعمال الرسل تخبرنا بأن الرُّسُل وَالشُّيوخ قد اختاروا بعضًا منهم وأرسلوهم إِلى أَنطاكِية معَ بولُسَ وبَرنابا، وتشير إلى مجموعتين من الأشخاص: أولئك الذين كانوا يتناقشون بقوّة وإنما بروح طيّب وأولئك الذين كانوا يُثيرون الإضطراب.

 

 كانت مجموعة الرسل تسعى لمناقشة المشكلة أمّا الآخرون فكانوا يزرعون المشاكل وقسموا الكنيسة قائلين أنّ ما يبشرّ به الرسل ليس الحقيقة وليس ما بشّر به يسوع، لذلك تحاور الرسل فيما بينهم ووصلوا إلى اتفاق، لم يكن هذا الاتفاق سياسيًّا وإنما وحيًا من الروح القدس الذي حملهم على القول أنّه ما من متطلبات تجاه الإِخوَةِ المُهتَدينَ إلا اجتِنابُ ذَبائحِ الأَصنامِ والدَّمِ والميتَةِ والزِّنى.

 

 

وسلّط البابا الضوء في هذا السياق على حريّة الروح القدس الذي يزرع الوفاق وقال هكذا أصبح بإمكان الوثنيين الدخول إلى الكنيسة بدون أن يختتنوا. لقد كان هذا أول مجمع في الكنيسة اجتمع فيه الروح القدس مع الرسل، الأب الأقدس والأساقفة، ليوضحوا العقيدة وقد تبعه عبر العصور مجامع أخرى كمجمع أفسس على سبيل المثال والمجمع الفاتيكاني الثاني المسكوني ذلك لأنّه من واجب الكنيسة أن توضّح العقيدة لكي نفهم جيدًا ما قاله يسوع في الأناجيل وما هو روح الأناجيل.

 

لكن، لقد وجد على الدوام أشخاص بدون أي مسؤوليّة كانوا يذهبون لزرع القلق والاضطراب في الجماعة المسيحيّة من خلال خطابات تهزُّ النفوس، وغالبًا ما يكونون متعصّبين ومتطرّفين في أمور غير واضحة كأولئك الذين زرعوا الخلاف ليقسِّموا الجماعة المسيحيّة.

 

وهذه هي المشكلة: عندما تصبح مجرّد إيديولوجيّة عقيدة الكنيسة التي تأتي من الإنجيل والتي أوحى بها الروح القدس كما قال لنا يسوع: "الروح القدس سيعلّمكم ويذكّركم بما علّمتكم به". وهذا كان خطأ هؤلاء الأشخاص.

 

هؤلاء الأشخاص لم يكونوا مؤمنين بل إيديولوجيين، لقد كانوا يتبعون إيدولوجيّة أغلقت قلوبهم على عمل الروح القدس، أمّا الرّسل وبالرغم من النقاش الحاد الذي دار بينهم لم يكونوا إيديولوجيين لأنّ قلوبهم كانت منفتحة على ما يقوله الروح القدس ولذلك أقرّوا بعد النقاش قائلين: "حَسُنَ لَدى الرُّوحِ القُدُسِ ولَدَينا..."

 

وخلص البابا فرنسيس إلى القول إن الكنيسة تملك تعليمها وهو تعليم البابا والأساقفة والمجامع وينبغي علينا أن نسير على هذه الدرب التي تأتي من بشارة يسوع والتعليم ومساعدة الروح القدس والتي تبقى على الدوام منفتحة وحرّة لأنّ العقيدة تجمع والمجامع تجمع الجماعة المسيحيّة أمّا الإيديولوجيات فتقسِّمها.  

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.