الذكرى المئويّة الثانية على تأسيس الدَّرك الفاتيكاني

متفرقات

الذكرى المئويّة الثانية على تأسيس الدَّرك الفاتيكاني

 

 

الذكرى المئويّة الثانية على تأسيس الدرك الفاتيكاني

 

 

 

ترأس قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأحد القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس بمناسبة الذكرى المئويّة الثانية على تأسيس الدَّرك الفاتيكاني وللمناسبة ألقى الأب الأقدس عظة قال فيها تقدّم لنا القراءات الليتورجية اليوم ثلاثة أنواع من الأشخاص: الاستغلالي والمخادع والرجل الأمين.

 

 الاستغلالي هو الشخص الذي يحدثنا عنه النبي عاموس (8 4- 7): إنه الشخص الذي يحرّكه هوس الربح لدرجة أنّه ينزعج من أيام الراحة التي تقتضيها الشريعة لأنها توقف وتيرة التجارة. إلهه الوحيد هو المال والاستغلال والاحتيال يسيطران على تصرّفه. للأسف هذا النوع من الأشخاص نجده في كل حقبة، حتى في يومنا هذا.

 

 أما المخادع فهو الرجل غير الأمين، ويحدّثنا عنه إنجيل لو (16/ 1-13) في مثل الوكيل الخائن. كيف توصّل هذا الوكيل إلى استغلال سيّده وسرقته؟ بين ليلة وضحاها؟ لا، وإنما شيئًا فشيئٍا! في المثل يُثني ٱلسَّيِّدُ عَلى الوَكيلِ ٱلخائِن، لأنَّهُ كانَ فَطِنًا في تَصَرُّفِهِ، إنها فطنة دنيويّة وتقود إلى الخطيئة، ولكن هناك أيضًا فطنة مسيحيّة في التصرّف وهي صادقة وليست مطبوعة بروح العالم. إنها الفطنة التي يدعونا يسوع للتحلي بها عندما يدعونا لنكون حكماء كالحيات وودعاء كالحمام: إنها نعمة من الروح القدس أن نتمكّن من وضع هذين البعدين معًا وينبغي علينا أن نطلبها.

 

 أما الثالث فهو الرجل الأمين ويمكننا أن نجد صورته رسالة القدّيس بولس الأولى إلى طيموتاوس

(2/ 1-8)؛ في الواقع هو الذي يتبع يسوع الذي جاد بنفسه فداء لجميع الناس وقدّم شهادته بحسب مشيئة الآب. الرجل الأمين هو رجل صلاة يصلّي من أجل الآخرين ويثق بصلاة الآخرين من أجله ليحيا "حَياةً سالِمَةً مُطمَئِنَّةً بِكُلِّ تَقوى وَكَرامَة". يحدثنا الإنجيل أيضًا عن الرجل الأمين ويقول لنا: مَن كانَ أَمينًا عَلى ٱلقَليل، كانَ أَمينًا عَلى ٱلكَثيرِ أَيضًا. وبالتالي تقودنا كلمة الله نحو خيار نهائي: "ما مِن خادِمٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَين، لأنَّهُ إِمّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما وَيُحِبَّ ٱلآخَر، وَإِمّا أَن يَلَزمَ أَحَدَهُما وَيَزدَرِيَ الآخَر".

 

 أيّها الإخوة الأعزّاء ما هي مهمّتكم اليوم أنتم الذين تحتفلون بالذكرى المئويّة الثانية في الخدمة ضد المخادعين والاستغلاليين... يمكننا أن نقول بكلمات القديس بولس: "أَن يَخلُصَ جَميعُ ٱلنّاسِ وَيَبلُغوا إِلى مَعرِفَةَ ٱلحَقّ"، أي أن تعملوا على تحاشي الأعمال السيئة كأعمال الاستغلالي والمخادع وتدافعوا عن الصدق وتعزِّزوه.

 

أشكركم على دعوتكم وأشكركم على العمل الذي تقومون به. أشكركم على خدمتكم التي تقومون بها منذ قرنين وأتمنى أن يعترف الجميع بخدمتكم، كخدمة تحرس وتسعى ليس فقط لأن تأخذ الأمور مسارها الصحيح وإنما أيضًا كخدمة تقومون بها بمحبّة وحنان مُخاطرين أيضًا بحياتكم أحيانًا. ليبارككم الرب على هذا كلّه!  

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.