الذكرى السبعين على تأسيس مركز الناصرة

متفرقات

الذكرى السبعين على تأسيس مركز الناصرة

 

 الذكرى السبعين على تأسيس مركز الناصرة

 

 

 

 

قيمة الشهادة للإنجيل، استشهاد المسيحيين في الشرق الأوسط والمصداقيّة في عالم المساومات، الشكّ الذي يرافق حياة الإيمان هذه هي بعض المواضيع التي تمحورت حولها كلمة الأب الأقدس الذي ألقاها خلال زيارته لجماعة مركز الناصرة لمناسبة الذكرى السبعين على تأسيسها.

 

استهل الأب الأقدس كلمته بالحديث عن الشهادة المسيحيّة وحثّ الجميع على التحلّي بشفقة السامري الصالح الذي يلتزم مع الفقير والمهمّش وعلى تمييز الشهادات السيئة كشهادة الكاهن ومعلّم الشريعة؛ وقال: ليحررنا الرّبّ من اللصوص والذين هم كثر في أيامنا هذه، ليحرّرنا أيضًا من الكهنة الذين هم على عجلة ولا وقت لديهم ليصغوا أو ينظروا لأنّهم منشغلون بأمورهم وليحررنا الرّبّ أيضًا من علماء الشريعة الذين يقدّمون لنا الإيمان بيسوع المسيح كقساوة حسابات، وليعلّمنا حكمة الإنجيل بأن نتوقف ونلتزم مع الآخرين وحاجاتهم.

 

بعدها أجاب الأب الأقدس على بعض الأسئلة فتحدّث عن قيمة شهادة "الصفعة" التي يبحث عنها العديد من الشباب وقال تشكّل "الصفعة" شهادة يوميّة جميلة. نحن رجال ونساء مواقف في الحياة فكيف يمكننا أن نوقظ مجدّدًا في ذواتنا الشجاعة وانطلاقات القلب لنواجه التحديات التربوية والعاطفيّة؟ إن الذي لا يخاطر لا يسير قدمًا، قد يقول لي أحدكم: "وماذا إن أخطأت؟" أقول لكم "تخطئ أكثر إن راوحت مكانك، وهنا يكمن الخطأ في هذا الإنغلاق وبالتالي خاطر وسرّ إلى الأمام.

 

تابع الحبر الأعظم متحدثًا عن شجاعة الإيمان الحقيقي والشهادة الصادقة للمسيح القائم من الموت وذكّر في هذا السياق بالشهادة التي قدّمها المسيحيّون الأقباط الذين ذُبحوا على شاطئ ليبيا وقال لا يعجبني استعمال كلمة مجازر المسيحيين في الشرق الأوسط لأن هذه الكلمة تُنقِّص من معنى هذه الشهادة لأن الحقيقة هي اضطهاد يحمل المسيحيين على تقديم شهادة أمينة وصادقة لإيمانهم.

 

لكن استشهاد الدم ليس الأسلوب الوحيد للشهادة للمسيح إذ هناك أيضًا الاستشهاد اليومي الصامت كاستشهاد الصدق والمصداقية في عالم المساومات، نعم هناك استشهاد يوميّ... استشهاد الصدق واستشهاد الصبر في تربية الأبناء واستشهاد الأمانة في الحب...

 

أضاف الأب الأقدس يقول تقوم المصداقيّة المسيحية على الاعتراف بأننا خطأة شفاهم المسيح أو يسيرون في درب الشفاء: إنه عكس الاختيال والتباهي وأن نعتبر أنفسنا كاملين. وفي هذا السياق أكّد البابا أنه بدوره قد اختبر أيضًا الشك والضعف في الإيمان وقال إن المسيحي الذي لم يختبر هذه الأمور، أي ما يجعله يختبر أزمة الإيمان، هو مسيحي ينقصه شيء بالتأكيد ويكتفي بالقليل من الأمور الدنيويّة ليسير في حياته.

 

تابع الحبر الأعظم يقول إن لغة الله هي المجانيّة وبالتالي نحن مدعوون لنتعلّمها لاسيما في عالم يسيطر عليه منطق المنفعيّة وحيث يحمل مبدأ المتعة والفردانيّة إلى الظلم واللامبالاة. كما نحن مدعوون أيضًا لنقدّم حسابًا بالوزنات والمواهب التي منحنا الله إيّاها، وإحدى هذه الوزنات هي الاستقبال في حضارة منغلقة، ولذلك فالاستقبال هو الباب للدرب المسيحي، والكنيسة ذات الأبواب المغلقة تعني أن تلك الجماعة المسيحية قلبها مغلق وهي منغلقة على نفسها، فيما ينبغي علينا أن نستعيد معنى الاستقبال الحقيقي.

 

ثم انتقل الأب الأقدس للحديث حول قيمة التزام الأزواج المسيحيين في ثقافة المؤقت المعاصرة والتي غالبًا ما تتجاهل عدم انحلال الزواج. ولذلك ينبغي على الكنيسة أن تجتهد في تحضير الخُطّاب لكي لا يعيشوا سرّ الزواج كمجرَّد واقع اجتماعي.

 

وختم البابا فرنسيس كلمته متوجّهًا إلى الأزواج قائلاً لا تنسوا أبدًا أن تتحلوا بمواقف حنان تجاه بعضكم البعض، لأن الحنان هو لغة الزواج المقدّسة، ومن خلاله يمكن للزوجين أن يحافظا على قوّة هذا السرّ على مثال الرّبّ الذي يلمس بحنان الكنيسة عروسته.

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.