الخدمة هي علامة مسيحيّة

متفرقات

الخدمة هي علامة مسيحيّة

 

 

الخدمة هي علامة مسيحيّة

 

 

"إن تعلّمنا الخدمة والذَّهاب للقاء الآخرين فكم سيتغيّر العالم" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القدَّاس الإلهيّ صباح اليوم الثلاثاء في كابلة بيت القدِّيسة مرتا بالفاتيكان، هذا وقد توقـَّف الأب الأقدس في تأمّله الصباحيّ عند صورة العذراء مريم في ختام الشَّهر المريميّ وقال إنَّ الخدمة واللقاء يجعلاننا نختبر فرحًا يملأ الحياة.

 

شجاعة نسائيَّة وقدرة على الذَّهاب للقاء الآخرين، يدٌ ممدودة كعلامة للمساعدة والاهتمام، ولاسيَّما فرح يملأ القلب ويعطي معنى للحياة ووجهة جديدة. يخبرنا القدِّيس لوقا (1/ 39 -56) عن زيارة مريم لأليصابات، والذي مع القراءة الأولى من النبيّ صفنيا (3 14-17) كلّها ليتورجيّة مليئة بالفرح تصل إلينا كنفحة هواء عليل يملأ حياتنا.

 

 كم هو فظيع أن نرى مسيحيِّين بوجوه تعيسة. إنَّه أمر فظيع حقـًّا، ولكن هؤلاء ليسوا مسيحيِّين بالكامل. يعتقدون أنّهم مسيحيِّين ولكنَّهم ليسوا كذلك. الفرح هو الرِّسالة المسيحيَّة، وفي هذا الجوِّ من الفرح تقدّم لنا الليتورجيّة اليوم هديّتين أريد أن أتوقـَّف عندهما الأولى هي موقف والثانية هي واقع.

 

الموقف هو الخدمة. إنّها خدمة مريم التي تقوم بها بدون تردّد، يخبرنا الإنجيل أنَّ مريم "قامت فمَضَت مُسرِعَةً" بالرغم من أنّها كانت حبلى وبالرغم من المخاطر التي قد تواجهها خلال الطريق. هذه الصبيَّة شجاعة جدًّا قامت ومضت بدون أعذار.

 

 شجاعة المرأة، إنَّ النساء الشجاعات الحاضرات في الكنيسة هنّ كالعذراء مريم. هؤلاء النساء يحملن قدمًا مسيرة عائلاتهن، يحملن قدمًا تربية أبنائهنَّ ويواجهن العديد من المشاكل والصعوبات... إنهنَّ يتحلَّين بالشجاعة: يقمن وينطلقن للخدمة. إنّ الخدمة هي علامة مسيحيّة. إنّ الذي لا يعيش ليخدم تفقد حياته الكثير من معناها. وبالتالي أريد أن أسلّط الضوء على الخدمة بفرح، لأنّ هناك فرح وإنّما هناك الخدمة أيضًا وينبغي علينا أن نكون مستعدّين للخدمة على الدوام.

 

أمَّا النقطة الثانية فهي اللقاء بين مريم ونسيبتها. هاتان المرأتان تلتقيان بفرح، وفي تلك اللحظة أصبح كلّ شيء عيدًا. فإن تعلّمنا الخدمة والذهاب للقاء الآخرين فكم سيتغيّر العالم. فاللقاء هو علامة مسيحيّة أخرى. فالشّخص الذي يعتبر نفسه مسيحيّ وهو غير قادر على الانطلاق للقاء الآخرين ليس مسيحيًّا بالكامل.

 

فالخدمة واللقاء يتطلّبان خروجًا من ذواتنا: خروج للخدمة، وخروج للقاء شخص آخر ومعانقته. ومن خلال لقاء مريم هذا وخدمتها تتجدّد وعود الرَّبّ وتتحقـَّق في الحاضر الذي نعيشه، يصبح الرَّبّ في وسطنا – تمامًا كما سمعنا في القراءة الأولى "في وَسَطِكِ الرَّبّ" – لأن الرَّبّ حاضر في الخدمة واللقاء.

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.