الحوار والإصغاء

متفرقات

الحوار والإصغاء

 

 

 

 

 

 

 

استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم السبت في القصر الرسولي بالفاتيكان المتطوعين في جمعية TELEFONO AMICO ITALIA في الذكرى الخمسين لنشاطها، ووجه كلمة للمناسبة استهلها معبّرًا عن سروره بلقائهم قائلاً إن هذه الجمعية تلتزم بمؤازرة جميع الذين يعيشون في وحدة ويحتاجون إلى الإصغاء والتفهم والدعم المعنوي. وأشار إلى أنها خدمة هامة ولاسيما في الإطار الاجتماعي الحالي المطبوع بمصاعب عديدة ناتجة غالبًا عن العزلة وغياب الحوار.

 

 المدن الكبرى وعلى الرغم من اكتظاظها هي علامة لنوع حياة قليل الإنسانية يعتاد عليه الأفراد، في إشارة إلى اللامبالاة المنتشرة والتواصل الافتراضي المتزايد ونقص القيم المتينة فضلاً عن ثقافة الامتلاك والظهور.

 

وبالتالي شدد البابا فرنسيس على أهمية تشجيع الحوار والإصغاء وقال إن الحوار يتيح التعرف على بعضنا البعض وفهم الاحتياجات المتبادلة، وأضاف أنه يُظهر في المقام الأول احترامًا كبيرًا لأنه يضع الأشخاص في موقف انفتاح متبادل لإدراك الجوانب الأفضل للمحاوِر.

 

 الحوار هو تعبير عن المحبة إذ بإمكانه أن يساعد في البحث عن مسارات ومقاسمتها في ضوء الخير المشترك. ومن خلال الحوار نستطيع أن نتعلّم النظر إلى الآخر لا كتهديد وإنما كعطية من الله.

 

 الحوار يساعد الأشخاص على أنسنة العلاقات وتخطي سوء الفهم، لو كان هناك مزيد من الحوار ـ حوار حقيقي ـ في العائلات وأماكن العمل، وفي السياسة لكانت حُلّت مشاكل كثيرة بسهولة أكبر.

 

 القدرة على الإصغاء هي شرط للحوار وأكد أن الإصغاء إلى الآخر يتطلب أناةً وانتباهًا. وحده من يصمت هو قادر على الإصغاء: الإصغاء إلى الله، الإصغاء إلى الإخوة المحتاجين لمساعدة، الإصغاء إلى صديق وقريب.

 

 الله هو مثال الإصغاء،  في كل مرة نصلي فيها، فإن الله يصغي إلينا.  إن الإصغاء يدفعنا إلى هدم جدران سوء الفهم، وبناء جسور تواصل متخطين العزلة والانغلاق في عالمنا الصغير.

 

وختم قداسة البابا فرنسيس كلمته إلى المتطوعين في جمعية TELEFONO AMICO ITALIA مشيرًا إلى أن من خلال الحوار والإصغاء نستطيع الإسهام في بناء عالم أفضل. وشجع الأب الأقدس الجميع على أن يواصلوا بحماس متجدّد خدمتهم الثمينة للمجتمع كي لا يبقى أحد منعزلاً وكي لا تنكسر روابط الحوار وكي لا يغيب الإصغاء الذي هو التعبير الأكثر بساطة للمحبة إزاء الإخوة. 

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.