البابا يلتقي بأعضاء الجمعيّة الإيطالية للوالدين

متفرقات

البابا يلتقي بأعضاء الجمعيّة الإيطالية للوالدين

 

 

إستقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر يوم الجمعة في قاعة بولس السادس بالفاتيكان الجمعيّة الإيطالية للوالدين بمناسبة الذكرى الخمسين على تأسيسها وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال:

 

 

 

إنّها مناسبة ثمينة للتأكيد على دوافع التزامكم لصالح العائلة والتربية: التزام تسيرون به قدمًا بحسب مبادئ الأخلاق المسيحيّة، لكي يتمَّ الاعتراف بالعائلة أكثر على الدوام وتكون رائدة في الحياة الإجتماعيّة.

 

 

 إن طاقاتكم العديدة مخصّصة لمرافقة وعضد الوالدين في مهمّتهم التربويّة، لاسيّما فيما يتعلّق بالمدرسة. إنّ ما تقومون به في هذا المجال هو جدير بالثناء. فاليوم في الواقع، عندما نتحدّث عن عهد تربوي بين المدرسة والعائلة نتحدّث بشكل خاص لندين النقص الذي يحصل: فالعائلة لا تقدّر عمل المعلِّمين كما فيما مضى، وهؤلاء الأخيرين يعتبرون حضور الوالدين في المدارس تدخُّلاً مزعجًا.

 

 

لتغيير هذا الوضع، ينبغي على أحد ما أن يقوم بالخطوة الأولى ويتغلّب على الخوف من الآخر ويمسكه بيده بسخاء. ولذلك أدعوكم لكي تعززوا وتغذّوا على الدوام الثقة تجاه المدرسة والمعلِّمين: لأنّكم بدونهم تواجهون خطر البقاء وحدكم في عملكم التربوي وخطر عدم القدرة على مواجهة التحديات التربويّة الجديدة المتأتّية من الثقافة المعاصرة.

 

 

 

إنَّ حضوركم المسؤول والمستعدّ، كعلامة محبّة لأبنائكم ولخير الجميع الذي هو المدرسة، سيساعد على تخطّي العديد من الانقسامات وعدم التفهُّم في هذا المجال وسيساهم لكي يتمَّ الاعتراف بدور العائلات الأولي في تربية وتعليم الأطفال والشباب. كما يذكّر الإرشاد الرسولي "فرح الحب": "إنَّ المدرسة لا تحل محل الوالدين ولكنها مكمّلة لهم. هذا هو المبدأ الأساسي: "على أي مساهم آخر في العمليّة التربوية أن يتصرف باسم الوالدين وبموافقتهما، وإلى حدٍّ ما، بتكليف منهما" (عدد ٨٤).

 

 

 

 

إنَّ خبرتكم كجمعيّة قد علّمتكم بالتأكيد أن تثقوا في المساعدة المتبادلة. نتذكّر في هذا السياق مثلاً أفريقيًّا يقول: "لتربية طفل هناك حاجة لقرية بأسرها". لذلك لا يجب أن يغيب في التربية المدرسيّة التعاون بين مختلف مكوّنات الجماعة التربوية. إنَّ المساهمة في إزالة الإنفراد التربوي للعائلات هي أيضًا مهمّة الكنيسة التي أدعوكم لكي تشعروا بها بقربكم في رسالتكم في تربية أبنائكم وفي جعل المجتمع مكانًا للعائلات، لكي يتمَّ قبول ومرافقة كلّ شخص وتوجيهه نحو القيم الحقيقيّة ويتمَّ إعداده ليعطي أفضل ما عنده من أجل النمو المشترك.

 

 

أيها الوالدون الأعزاء، الأبناء هم العطيّة الأثمن التي نلتموها. حافظوا عليها بالتزام وسخاء واتركوا لهم الحريّة الضروريّة لكي ينموا وينضجوا كأشخاص قادرين بدورهم أن ينفتحوا يومًا ما على عطيّة الحياة.  أشكركم على هذا اللقاء وأبارككم من كلِّ قلبي مع عائلاتكم. أؤكّد لكم صلاتي واسألكم ألا تنسوا أن تصلّوا من أجلي.    

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.