أنهى البابا فرنسيس بعد ظهر أمس الثلاثاء زيارته الرسولية السابعة عشرة خارج الأراضي الإيطالية والتي قادته إلى السويد وبالتحديد إلى مدينتي مالمو ولوند حيث شارك في إحياء الذكرى المئوية الخامسة لبداية الإصلاح البروتستنتي بالتعاون مع الاتحاد اللوثري العالمي.
غادر البابا الأراضي السويدية عند الساعة الواحدة من بعد الظهر متوجها إلى روما التي وصلها قبيل الساعة الثالثة والربع. وقد عقد البابا مؤتمرًا صحفيًّا على متن الطائرة، كما جرت العادة، أجاب خلاله على أسئلة الصحفيين الذين رافقوه في هذه الزيارة متطرقًا إلى مواضيع عدة من بينها أزمة المهاجرين والإتجار بالبشر ومنح السيامة الكهنوتية للنساء والعلمنة ومسائل أخرى.
توجّه البابا بالشكر إلى السلطات السويدية على استقبالها أعدادًا كبيرة من اللاجئين والمهاجرين ومن بينهم أشخاص نزحوا عن أمريكا الجنوبية في ظل الأنظمة الدكتاتورية السابقة. وشدد البابا في هذا السياق على ضرورة التمييز بين المهاجر واللاجئ لافتًا إلى أن هذا الأخير هو من يترك أرضه بسبب الحروب والجوع والقلق. وأشاد بالتقليد العريق الذي تتمتع به السويد فيما يتعلق باستقبال الغرباء ودمجهم في المجتمع معتبرًا أن هذا البلد يشكل قدوة بالنسبة للبلدان الأخرى لأنه يساعد المُجاهر واللاجئ على تعلم اللغة والثقافة والإنخراط في المجتمع المحلي.
وحذّر البابا من خطر إغلاق القلوب أمام اللاجئ مذكرًا أيضًا بواجبات السلطات المدعوة إلى العمل على دمج هؤلاء الأشخاص في المجتمع، كي لا يعيشوا كمهاجرين على هامش الحياة الاجتماعية. هذا وأشار فرنسيس إلى أنه تحدث إلى أحد المسؤولين الحكوميين في السويد الذي شرح له صعوبة الإستمرار في تسوية أوضاع المهاجرين في الوقت الراهن.
في رد على سؤال بشأن إمكانية منح المرأة السيامة الكهنونية قال البابا فرنسيس إن سلفه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني قال كلمته بهذا الشأن وقالها بوضوح تام، لافتا إلى أن المرأة قادرة على القيام بأمور كثيرة داخل الكنيسة، وبإمكانها أن تتفوق على الرجل في العديد من المجالات وأكد أن الكنيسة هي امرأة لذا لا يمكن أن توجد بمعزل عن حضور المرأة فيها.
وفي سياق حديثه عن ظاهرة العلمنة التي باتت تعني كل القارة الأوروبية اعتبر البابا فرنسيس أن انتشار العلمنة هو مؤشر على وجود ضعف ما في الكرازة بالإنجيل محذرًا في هذا السياق من مغبة أن ينصّب الإنسانُ نفسه مكان الله الخالق. ورأى أن هذه الظاهرة قوية في بعض الثقافات وهي تزداد خطورة عندما تتمكن من التغلغل داخل الكنيسة.
هذا ثم تطرق البابا إلى الموضوع الذي تمحورت حوله زيارته الرسولية إلى السويد ألا وهو المسكونية وأشار إلى أبرز المبادرات المسكونية التي قام بها ذاكرًا على سبيل المثال مبادرتين اثنتين: الأولى زيارته إلى الكنيسة الإنجيلية في كازيرتا؛ والثانية إلى الكنيسة الفالدية في تورينو. وأكد أن هذه المبادرات المسكونية تندرج في سياق طلب المغفرة وتضميد الجراح، لافتًا إلى أن جزءًا من الكنيسة الكاثوليكية لم يُحسن التصرف حيال باقي الكنائس.
وفي إجابة على سؤال بشأن زيارة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى الفاتيكان وبداية المفاوضات في هذا البلد أكد البابا فرنسيس أن الحوار يشكل الطريق الوحيدة الكفيلة بتخطي الأزمة السياسية التي يعاني منها هذا البلد الأمريكي اللاتيني. وشدد على أن الحوار وحده قادر على حل جميع الصراعات.
وختم البابا مؤتمره الصحفي على متن الطائرة في طريق عودته إلى روما متحدثا عن ظاهرة الاتجار بالكائنات البشرية وقال إن هذا الموضوع يؤثر به كثيرًا، مذكرا بالعمل الدؤوب الذي تقوم به منظمات مؤمنة وغير مؤمنة في الأرجنتين للتصدي لظاهرة العمل الذي يستعبد العديد من المهاجرين، لافتًا أيضًا إلى الجهد الذي تقوم به الراهبات اللواتي تساعدن النساء المرغمات على ممارسة الدعارة.
إذاعة الفاتيكان.