تصادف في الثاني والعشرين من تشرين الأوّل الذّكرى الليتورجيّة للقدّيس يوحنّا بولس الثاني الذي أعلن قداسته البابا فرنسيس في السّابع والعشرين من نيسان أبريل الماضي مع القدّيس يوحنّا الثالث والعشرين. كارول فويتيلا هو بشكلٍ خاصّ بابا العائلة كما ذكر أمس البابا فرنسيس في مقابلته العامّة مع المؤمنين، لكنّه أيضًا بابا الشباب الذين سيحتفلون به في اليوم العالميّ للشباب الذي سيُحتفل به العام القادم في كراكوفيا.
وقد تميّز القدّيس يوحنّا بولس الثاني بتعبّده للرّحمة الإلهيّة وهذا الجانب من حياته الروحيّة يربطه بشكل وثيق بالبابا فرنسيس. عن آنية شخصيّة القدّيس يوحنّا بولس الثاني وتعاليمه وعن رباطه بالبابا فرنسيس حدّثنا المطران سلافومير أودر طالب دعوى تقديس البابا يوحنّا بولس الثاني.
أن نحتفل اليوم بالذكرى الليتورجيّة لشخص نتذكّره حاضرًا بيننا وبقربنا لسنواتٍ عديدة هو تشجيع لنا لنسير في درب القداسة والأمانة لدعوتنا يعضدنا هذا الصّديق العظيم. تابع المطران أودر يقول: "لا تخافوا، شرّعوا الأبواب للمسيح" هذا هو ملخّص حياة كارول فويتيلا، وهذه الكلمات أيضًا هي الوصيّة التي تركها لنا.
فخلال مسيرة دعوى التّقديس وفي لقاءات عديدة حول يوحنّا بولس الثاني وفي لقاءاتي مع الأشخاص كانت تعود هذه الكلمات وكأنّها قد حفرت في قلوبهم. إنّها كلمات تسمح لنا بعيش الحاضر كلحظة نخرج فيها من ذواتنا لنعيش حياتنا بسخاء فلا نكتفي بما هو دون المستوى بل نتحلّى بالشجاعة للقيام بخيارات تلزمنا مدركين أنّ الرّبّ معنا ويعضدنا في مسيرتنا.
بعد أسابيع قليلة سيبدأ يوبيل الرّحمة وهذا أحد الأمور التي تربط البابا فرنسيس بالقدّيس يوحنّا بولس الثاني، نجد في هذا الأمر تتابع واستمراريّة. إنّ الخبرة التي عاشاها كليهما بدون شك قد حملتهما لتسليط الضّوء على واقع الرّحمة. فالرّحمة تشكّل جزءًا من خبرتهما الشخصيّة والفريدة، وجوهر الرّسالة التي يحملانها هو أنّ الإنسان بحاجة للرّبّ وبحاجة لرحمته.
كما وهناك جانب آخر يجمعهما وهو محبّة الشّعب لهما، وبالتّالي إنّني مقتنع أن هذا اليقين للحاجة لرحمة الله والذي ولد بطرق مختلفة في كلّ منهما يأتي من قربهما من شعب الله ومحبّتهما له. وكلاهما كراعيَين قد تميّزا بذلك القرب المُفعم بالحنان والحبّ والحضور الأبويّ إلى جانب شعب الله.
سنحتفل بالعام المقبل باليوم العالميّ للشباب في كراكوفيا وسيزور البابا فرنسيس موطن يوحنّا بولس الثاني وسيلتقي الشباب. صحيح أنّه في هذا الإنتقال من البابا يوحنّا بولس الثاني إلى البابا بندكتس السادس عشر وصولاً إلى البابا فرنسيس قد نشعر أنّ هناك ما يربطنا بشكل خاصّ بشخص كارول فويتيلا لكنّ الأمر الأهمّ والأجمل هو أنّه من خلال هؤلاء الباباوات الثلاثة نجد بطرس الذي يمثِّل المسيح الذي يكلّمنا ويقودنا. إنّها لخبرة رائعة أن نعيش هذه الاستمراريّة في الإيمان والحبّ والخبرة متيقّنين أنّنا كنيسة!
إذاعة الفاتيكان.