افتتاح دورة مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان

متفرقات

افتتاح دورة مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي

 

 

 

إخواني أصحاب الغبطة البطاركة الكلِّيّي الطوبى،

 

سيادة السفير البابوي، والسَّادة المطارنة الأجلّاء،

 

قدس الرؤساء العامّين والرئيسات العامّات والإقليميّين الجزيلي الاحترام،

 

 

 

1. يسعدنا أن نلتقي، بنعمة الله وتحت نظره وأنوار الرّوح القدس، في الدورة العاديّة الخمسين لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، التي نعقدها في هذا الكرسي البطريركي، بكركي. فيطيب لي أن أرحِّب باسمكم بالأعضاء الجدد وهم: سيادة المطران جوزف نفّاع، نائبنا البطريركيّ الجديد، وسيادة المطران سيزار أسيان، النائب الرّسولي الجديد للّاتين في لبنان، خلفـًا لسيادة المطران بولس دحدح المتقاعد، وقدس الأباتي نعمة الله الهاشم، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونيّة، خلفًا للأباتي طنّوس نعمه، والأخت كريستينا سلامه، المسؤولة عن جمعيّة راهبات مار يوسف، ليون في لبنان، خلفـًا للأخت سيلفستر العلم في مكتب رابطة الرهبانيّات النسائيّة في لبنان.

 

2. لا تنعقد هذه الدّورة حول موضوع عامّ واحد، بل تتناول مواضيع متعدّدة، هي، فضلًا عن تقرير الأمانة العامّة والهيئة التنفيذية، التالية:

 

أوّلًا، إعداد اليوبيل الذهبيّ لمجلسنا (1967-2017) والنظر في تقرير اللجنة المكلّفة وخطّة عملها.

 

ثانيًا، دراسة الورقة اللاهوتيّة حول "الشّركة والحياة المجمعية لتعزيز العمل الراعويّ المشترك" (إعداد لجنة اليوبيل).

 

ثالثًا، النظر في مسودّة الاقتراحات بشأن تطبيق التوجيهات الفاتيكانيّة حول التعدّيات الجنسيّة على القاصرين، وإقرارها (إعداد اللّجنة القانونيّة).

 

رابعًا، إقرار كلّ من النظام الأساسيّ والنظام الداخليّ والنظام المالي لرابطة كاريتاس - لبنان (إعداد اللّجنة الأسقفية المكلّفة ومكتب كاريتاس).

 

خامسًا، انتخاب رؤساء ونوّاب رؤساء، للجان وهيئات تابعة للمجلس، وانتخابات في مكتب رابطة كاريتاس.

 

سادسًا، الاطّلاع على توصيات اللِّجان والهيئات الواردة في تقاريرها وإقرارها.

 

 

3. وعملاً بنظام هذا المجلس، ثمّةَ رؤساء لجان وهيئات تنتهي مدّة ولايتهم، فإنّنا نُعربُ لهم عن شكر المجلس على خدمتهم المتفانية، وعلى الجهود والتّضحيات التي بذلوها فيها. وهم السّادة المطارنة: بولس صيّاح (الهيئة التّنفيذيّة)، ميخائيل أبرص (لجنة التّعليم المسيحي)، جورج حدّاد (لجنة خدمة المحبّة)، جورج بو جوده (لجنة رسالة العلمانيّين)، أنطوان نبيل العنداري (لجنة العائلة والحياة)، الياس نصّار (لجنة التعاون الرّسالي وراعويّة المهاجرين والمتنقّلين)، والمطران ميشال قصارجي، نائب رئيس لجنة العلاقات المسكونيّة، والأب سمير بشاره اليسوعي، المرشد العام لرابطة الاخويّات.

 

4. إنّنا نشكرُ الله الذي استجابَ صلاتنا وصلاة شعبنا، فصارَ الإتّفاق بين الكُتَل السياسيّة والنيابيّة، بعد سنتين وخمسة أشهر من الفراغ، وتمّ انتخاب رئيس للبلاد بشخص العماد ميشال عون، وتكليف الشّيخ سعد الحريري برئاسة الحكومة الجديدة وتشكيلها بالاتفاق مع فخامة الرئيس (المادة 53/4 من الدستور).

 

إنّنا نُهنّئ رئيس الجمهوريّة ورئيس الحكومة المكلّف والشعب اللبناني، ونتطلّع مع الجميع إلى تشكيل سريع لمجلس الوزراء بروح الميثاق والدستور، فيكون بوزرائه الكفوئين التكنوقراطيّين، الممثّلين لمختلف شرائح المجتمع اللبناني، جامعًا لا إلغائيًّا، وصورة عن نهج العهد الجديد، وعن الحكومات التي ستليه. فالمطلوب مجلس يحقّق المصالحة الوطنية الكاملة والشاملة، ويبدأ بوضع قانون جديد للانتخابات النيابية يؤمّن صحة وعدالة التمثيل، ويعطي قيمة لصوت الناخب بحيث يتمكّن من ممارسة حقّه في المساءلة والمحاسبة. مجلس ينكبّ، في الوقت عينه، على المضي بمواجهة التحديات الراهنة وأهمّها: النّهوض الإقتصادي بكلّ قطاعاته وتعزيز الإنماء والبيئة، تقليص الدَّين العام، إقرار الموازنة وسلسلة الرّتب والرّواتب العادلة والمنصفة للجميع، معالجة خطر النّازحين واللاجئين على المستوى الإقتصادي والأمني والسّياسي والثّقافي، ومستقبل الشباب اللبناني.

 

5. وفي كلّ حال، يبقى نظر شعبنا متّجهًا نحو الكنيسة، كعلامة رجاء وملاذ له في صعوباته. ومعلومٌ أنّ الكنيسة تعتبر الفقراء حصّتها بروح الإنجيل. فإنّ مؤسّسات الكنيسة، التربويّة والإستشفائيّة والإجتماعيّة والإنسانيّة، تواصل أداء خدمتها للجميع، وتقدّم المساعدة لمَن هم في حاجة، مع توفير فرص عمل متنوّعة. ولكن، بسبب ازدياد حالة الفقر عند شعبنا، مطلوب من مؤسّسات الكنيسة أن تزيد من قدراتها في خدمة المحبّة، بالإتّكال على عناية الله، الذي يعرفُ كيف يفيض عليها إمكانيّات الخير. وفي المناسبة، نعرب عن تقديرنا لنشاطات رابطة كاريتاس-لبنان، جهاز الكنيسة الاجتماعي، ومثيلاتها من المؤسّسات. ونشكر من خلالها كلّ المحسنين من مؤسسات وأفراد، أكانوا من لبنان أو من الخارج. ونجدّد دعمنا الكامل لها، ونشجّع على مساندتها ومدّ يد التبرّع لها.

 

6. غير انّنا لا ننفكّ نُطالب الدولة: بدعم مؤسّسات الكنيسة في تشريعاتها ومشاريع الإنماء، وبإيفاء ما عليها من مستحقّات للمدارس المجانيّة والمستشفيات ودور اليتامى والمسنّين والحالات الخاصّة. فلا يحقّ للدّولة إهمال واجبها تجاه مؤسّسات ترفع عن كاهلها عبئًا ثقيلًا، لا تستطيع الدّولة بأيّ شكلٍ من الأشكال أن تحمله.

 

7. وفيما نُعرب عن تقديرنا وشكرنا للأشخاص والمؤسّسات الخاصّة لِما يقومون به من مبادرات لإيجاد فرص عمل، وتقديم مِنَح مدرسيّة وجامعيّة، ودعم مالي للمؤسّسات الكنسيّة على أنواعها، فإنّنا ندعو المجتمع الأهلي إلى مزيد من التّضامن في تضافر الجهود والقِوى. فالمجتمع اللبناني بحاجة إلى موآزرة الجميع، وفقًا لإمكانيات الأفراد والجماعات، لكي ينمو ويتوحّد، وبذلك نبني معًا وطننا ونعيد إليه بهاء ماضيه، وندعّم مقوّمات حضوره ودوره الحضاري في البيئة المشرقيّة، ونفعّل أهميّة موقعه على الضفّة الشرقية من المتوسّط.

 

8. نسأل الله، بشفاعة أمّنا مريم العذراء سيّدة لبنان، أن يفيض أنوار روحه القدّوس علينا، في ما نحن نعالج من مواضيع، راجين أن يؤول كلّ شيء لمجد الله، وإعلاء شأن كنيسة المسيح، وخلاص النفوس.

مع الشكر لإصغائكم!

 

 

 

 

موقع بكركي.