تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكيّ مع وفود من المؤمنين في ساحة القدِّيس بطرس، ووجّه كلمة استهلّها بالقول:
إنّ إنجيل اليوم يحثّنا على التأمل في موضوع الخلاص، مشيرًا إلى أنَّ لوقا الإنجيليّ يروي أنَّ يسوع وهو سائر إلى أورشليم يقترب منه أحد ويطرح عليه السؤال التالي: "يا ربّ، هل الذين يخلُصونَ قليلون؟" (لوقا 13، 23).
يسوع لم يقدّم جوابًا مباشرًا بل قال "اجتَهدوا أنْ تدخلُوا من البابِ الضيِّق. أقولُ لكم إنَّ كثيرًا من الناسِ سيحاولونَ الدُّخولَ فلا يَستطيعون". فمن خلال صورة الباب، يريد يسوع أن يُفهم المستمعين إليه أن الأمر ليس مسألة عدد، إذ ليس من المهم أن نعرف عدد الذين سيخلصون، بل من الأهميّة أن يعرف الجميع الطريق الذي يقود إلى الخلاص.
هذه المسيرة تقتضي عبور باب. ويسوع نفسه هو الباب (يوحنا 10، 9). ولكن لم هذا الباب ضيّق؟ إنّه ضيّق لأنّه يطلب منّا تقليص واحتواء كبريائنا وخوفنا، كي نفتح له ذاتنا بقلبٍ متواضع وواثق، ونعترف بأنّنا خطأة، نحتاج إلى مغفرته. إنّ باب رحمة الله ضيّق ولكنّه مشرّع دائمًا للجميع! والخلاص الذي يهبنا إيّاه هو فيض متواصل من الرّحمة يهدم كلّ حاجز ويفتح آفاق نور وسلام.
يسوع يوجّه لنا اليوم مُجدّدًا نداء ملحـًّا كي نذهب إليه ونعبر باب الحياة الملأى. إنّه ينتظر كلّ واحد منّا مهما كانت الخطيئة التي اقترفناها كي يعانقنا ويغفر لنا. فهو وحده يستطيع أن يبدّل قلبنا ويعطي المعنى الكامل لحياتنا ويهبنا الفرح الحقيقيّ.
من خلال دخول باب يسوع، باب الإيمان والإنجيل، نستطيع الخروج من الأنانيّة والإنغلاق. فمن خلال لمس محبّة الله ورحمته، هناك التبدل الحقيقيّ. وتستنير حياتنا بنور الرّوح القدس: نور لا ينطفئ!
الرّب يقدِّم لنا فرصًا عديدة ليخلّصنا وندخل عبر باب الخلاص. وهذا الباب هو الفرصة التي لا ينبغي إضاعتها. ففي لحظة ما "يقوم ربُّ البيت ويقفل الباب" كما يذكّرنا الإنجيل.
الهدف الذي ينبغي بلوغه هام: الخلاص الأبديّ.
لنسأل مريم العذراء، باب السّماء، أن تساعدنا للاستفادة من الفرص التي يقدّمها لنا الرّبّ لنعبر باب الإيمان وندخل هكذا طريقًا واسعًا: طريق الخلاص.
وبعد صلاة التبشير الملائكيّ، قال البابا فرنسيس "بلغني النبأ المحزن حول الاعتداء الدامي الذي ضرب أمس تركيا العزيزة. لنصلّ من أجل الضحايا، القتلى والجرحى ولنسأل عطيّة السَّلام للجميع".
إذاعة الفاتيكان.