ترأس قداسة البابا فرنسيس عند الخامسة من عصر أمس السبت الثاني والعشرين من نيسان أبريل، ليتورجيّة الكلمة في بازيليك القدّيس برتلماوس بجزيرة تيبيرينا بروما، إحياء لذكرى "الشّهداء الجدد" في القرنين العشرين والحادي والعشرين.
وقد ألقى الأب الأقدس عظة قال فيها:
جئنا كحجّاج إلى بازيليك القدّيس برتلماوس بجزيرة تيبيرينا حيث التاريخ القديم للإستشهاد يتّحد مع ذكرى الشّهداء الجدد، ذكرى هؤلاء الشّهود القدامى والجدد تثبّتنا في الوعي بأنّ الكنيسة هي كنيسة شهداء.
الشّهداء هم الذين "أتَوا من الشدَّةِ الكبرى، وقد غسَلوا حُلَلَهم وبيَّضوها بدم الحمل" (سفر الرؤيا 22/ 14). لقد نالوا نعمة الاعتراف بيسوع حتى النهاية، حتى الموت. إنّهم يتألّمون، يقدّمون حياتهم، ونحن ننال بركة الله من خلال شهادتهم.
هناك أيضًا شهداء كثيرين غير مرئيِّين، أولئك الرِّجال والنساء الأمناء للقوَّة المتواضعة للمحبَّة، لصوت الرُّوح القدس، والذين يسعون في حياتهم اليوميّة إلى مساعدة الإخوة ومحبَّة الله بدون تحفّظ.
إذا أمعنّا النظر، فإن سبب كلّ اضطهاد هو الكراهية: كراهية أمير هذا العالم للذين خلّصهم يسوع وافتداهم بموته وقيامته.
لقد قال لنا يسوع: لا تخافوا! إنّ العالم سيبغضكم ولكن اعلموا أنّه أبغضني قبل أن يبغضكم. (يوحنا 15، 12 ـ 19) يسوع بموته وقيامته أنقذنا من سلطة العالم، من سلطة الشّيطان، من سلطة أمير هذا العالم. كم من الجماعات المسيحيّة هي اليوم مضطهَدة!
إلى ماذا تحتاج الكنيسة اليوم؟ شهداء، شهود، أي قدّيسيّ الحياة اليوميّة المُعاشة بصدق؛ وأيضًا أولئك الذين لديهم شجاعة قبول نعمة أن يكونوا شهودًا حتى النهاية، حتى الموت. هؤلاء جميعًا هم دمّ الكنيسة الحيّ. هم الذين يشهدون أنّ يسوع قام من الموت وأنّه حيّ، وذلك من خلال شهادة حياة صادقة وبقوّة الرّوح القدس الذي نالوه كعطيّة.
إن تذكّر شهود الإيمان هؤلاء والصّلاة في هذا المكان لعطيّة كبيرة، عطيّة لجماعة سانت إيجيديو، وللكنيسة في روما، ولكلِّ الجماعات المسيحيّة في هذه المدينة ولحجّاج كثيرين.
وفي الختام رفع البابا فرنسيس الصّلاة سائلاً الرَّبّ أن يجعلنا شهودًا للإنجيل ولمحبّته وأن يفيض رحمته على البشريّة ويحمي المسيحيِّين المُضطهدين ويهب السَّلام للعالم أجمع.
إذاعة الفاتيكان.