إبن الله يدعو كل مؤمن كي يختار درب النور والحياة

متفرقات

إبن الله يدعو كل مؤمن كي يختار درب النور والحياة

 

 

 

 

الإستشهاد المسيحي

 

 

 

بمناسبة عيد القدّيس اسطفانوس أوّل الشّهداء تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الإثنين صلاة التّبشير الملائكيّ مع وفود الحجّاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القدِّيس بطرس وألقى كلمة للمناسبة استهلّها بالقول: إنّ فرح الميلاد يملأ قلوبنا اليوم أيضًا فيما تدعونا الليتورجيّة للاحتفال بعيد القدِّيس اسطفانوس أوّل الشهداء وتحملنا على التأمّل بشهادته التي تركها لنا من خلال استشهاده. إنّها الشّهادة المجيدة للاستشهاد المسيحيّ محبّة بالمسيح، استشهاد لا يزال حاضرًا في تاريخ الكنيسة منذ اسطفانوس وإلى يومنا.

 

 يسوع يعلن لتلاميذه عن الرفض والاضطهاد اللذين سيواجهونهم: "ويُبغِضُكُم جَميعُ النّاسِ مِن أَجلِ اسمي" (متى 10/ 22). فالعالم يُبغض المسيحيِّين للسبب عينه الذي من أجله أبغض يسوع: لأنّه حمل نور الله والعالم يفضّل الظلمة ليخفي أعماله الشريرة. لذلك نجد تناقضًا بين ذهنيّة الإنجيل وذهنيّة العالم. فإتباع يسوع يعني إتباع نوره الذي أضاء في ليل بيت لحم والابتعاد عن ظلام العالم.

 

رُجم اسطفانوس أوّل الشهداء، الممتلئ من الرّوح القدس، لأنّه أعلن إيمانه بيسوع المسيح ابن الله. إن ابن الله الوحيد الذي أتى إلى العالم يدعو كلّ مؤمن كي يختار درب النّور والحياة. هذا هو المعنى العميق لمجيئه بيننا. من خلال محبّته للربّ والطاعة لصوته اختار الشمّاس اسطفانوس المسيح: الحياة والنّور لكلّ إنسان. وباختياره للحقيقة أصبح في الوقت عينه ضحيّة لسرّ الشرّ الحاضر في العالم، ولكنّه انتصر بالمسيح!

 

 واليوم أيضًا وفي تقديمها الشّهادة للنّور والحقيقة تتعرّض الكنيسة في أماكن متعدّدة لإضطهادات قاسية وصولاً إلى الاستشهاد. كم من إخوتنا وأخواتنا في الإيمان يتعرّضون للاستغلال والعنف ويُبغَضون من أجل يسوع! نريد اليوم أن نفكّر بهم ونكون قريبين منهم من خلال محبّتنا وصلاتنا ودموعنا. بالرّغم من التجارب والمخاطر هم يشهدون بشجاعة لانتمائهم للمسيح ويعيشون الإنجيل من خلال التزامهم في سبيل الأخيرين والمُهمَلين ويصنعون الخير للجميع بدون تمييز ويشهدون للمحبّة في الحقيقة.

 

 من خلال إفساح المجال في قلبنا لابن الله الذي يُعطينا ذاته في الميلاد، نجدِّد رغبتنا الفرِحة والشُجاعة في إتباعه بأمانة كمرشدنا الوحيد ونثابر في العيش بحسب ذهنيّة الإنجيل رافضين ذهنيّة مُتسلِّطي هذا العالم. إلى العذراء مريم أمّ الله وسلطانة الشّهداء نرفع صلاتنا كي تقودنا وتعضدنا دائمًا في مسيرتنا في إتباع يسوع المسيح الذي نتأمّله في المغارة والشاهد الأمين لله الآب.

 

 أعبّر عن تعازيَّ الحارة لسماعي خبر الطائرة الروسيّة التي سقطت في البحر الأسود. ليعزِّ الربّ الشّعب الروسيّ العزيز وعائلات الرّكاب الذين كانوا على متنها: صحافيّون وطاقم وجوقة وأوركسترا القوّات المسلّحة. لتعضد الطوباويّة مريم العذراء عمليّات البحث القائمة حاليًا. وأضاف البابا يقول لقد كانت هذه الجوقة قد قدّمت عرضًا في الفاتيكان في الذكرى السنويّة السّادسة والعشرين لحبريّة القدّيس يوحنّا بولس الثاني: لنصلِّ من أجلهم!  

 

 

 

      إذاعة الفاتيكان.