الأحد الخامس من الصوم الكبير
أحد شفاء المخلّع
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى طيموتاوس (5/ 24 -25. 6/ 1-5)
يا إخوَتِي، مِنَ النَّاسِ مَنْ تَكُونُ خَطَايَاهُم وَاضِحَةً قَبْلَ الحُكمِ فِيهَا، ومِنهُم مَنْ لا تَكُونُ واضِحَةً إِلاَّ بَعْدَهُ.
كذلِكَ فَإِنَّ الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ هِيَ أَيضًا وَاضِحَة، والَّتي هيَ غَيرُ واضِحَةٍ فَلا يُمْكِنُ أَنْ تَبْقَى خَفِيَّة.
على جَمِيعِ الَّذِينَ تَحْتَ نِيرِ العُبُودِيَّةِ أَنْ يَحْسَبُوا أَسْيَادَهُم أَهْلاً لِكُلِّ كَرَامَة، لِئَلاَّ يُجَدَّفَ عَلى ٱسْمِ اللهِ
وتَعْلِيمِهِ.
أَمَّا الَّذِينَ لَهُم أَسْيَادٌ مُؤْمِنُونَ فلا يَسْتَهِينُوا بِهِم، لأَنَّهُم إِخْوَة، بَلْ بِالأَحْرَى فَلْيَخْدُمُوهُم، لأَنَّ المُسْتَفِيدِينَ مِن
خَدْمَتِهِم الطَّيِّبَةِ هُم مُؤْمِنُونَ وأَحِبَّاء، ذلِكَ مَا يَجِبُ أَنْ تُعَلِّمَهُ وتَعِظَ بِهِ.
فَإِنْ كَانَ أَحدٌ يُعَلِّمُ تَعْلِيمًا مُخَالِفًا، ولا يَتَمَسَّكُ بالكَلامِ الصَّحِيح، كَلامِ ربِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، وبِالتَّعْلِيمِ المُوَافِقِ
للتَّقْوى، فهُوَ إِنسَانٌ أَعْمَتْهُ الكِبْرِيَاء، لا يَفْهَمُ شَيْئًا، بَلْ مُصَابٌ بَمَرَضِ المُجادلاتِ والمُمَاحَكَات، الَّتي يَنْشَأُ
عَنْهَا الحَسَدُ والخِصَامُ والتَّجْدِيفُ وسُوءُ الظَّنّ، والمُشَاجَرَاتُ بينَ أُنَاسٍ فَاسِدِي العَقْل، زَائِفِينَ عَنِ الحَقّ،
يَظُنُّونَ أَنَّ التَّقْوى وَسيلَةٌ لِلرِّبْح.
البُعد الروحي:
تبدأ الرسالة بموضوع وضع يد المسؤولين الكنسيّين، لتكريس مسؤولين جدد، وإعطائِهم سلطان غفران الخطايا. وقد يحاول بعضهم أن يُخفوا نقائصهم وعدم أهليَّتهم إلى ما بعد الحكم والتكريس.
لذلك يجب أن يُصار إلى بحث جدّي مدقَّق حول صفاتهم وشخصيّتهم، على ضوء نعمة الربّ يسوع الذي يعرف أسرار القلوب؛ ثمّ تتحدّث الرّسالة عن العبيد وخدمتهم الصّالحة لأسيادهم بحرِّيَّة ومساواة؛
ثمّ تعطي صورة المعلّم الحقيقيّ، والمعلّمين الكذّابين، الذين كانوا، وما زالوا، الخطر الأكبر على الكنيسة.
أمّا تطبيقها على موضوع الأحد فلا يبدو واضحًا ومباشرًا، ولكنّ التقليد يثبتها لهذا الأحد.