كان الشاب بطرس مسيحيًا من مدينة لمبساك في البنطوس، كريم الأخلاق، لطيفًا تقيًّا، يحبّه مواطنوه ويجلّونه. سأله الوالي عن ديانته فأجاب، بكلِّ جرأةٍ، أنّه مسيحيّ. فأمره بأن يخضع لأوامر الملك ويضحِّي للآلهة. فأجاب: ومن هي تلك الإلهة؟ - قال الوالي: "هي الزهرة". فأجاب القدّيس: "إنّني لأعجب كيف تطلب منّي أن أقدِّم الذبيحة والسُّجود لامرأة زانية، وكلّ سجود إنّما لا يليق إلّا لربّي وإلهي يسوع المسيح".
فغضب الوالي، وأمر الجنود فمزَّقوا جسده بالمجالد، وكسروا عظامه، وهو صابر، يسّبح الرّبّ ويقول: أشكرك، يا يسوع إلهي الحيّ، لأنك أهَّلتني لأن أسير وراءك في طريق الجلجلة لأنال نعمة الإستشهاد. وما انتهى من صلاته، حتّى فاضت روحه الطاهرة، سنة 250. صلاته معنا. آمين.
وفي هذا اليوم أيضًا.
تذكار القدّيس فرنسيس الأسيزي الكبير.
ولد فرنسيس عام 1181، في مدينة أسّيزي بإيطاليا. ولمّا شبَّ انقاد لأميال الجسد وشهواته، إلاَّ أنّه كان شفوقـًا على الفقراء، فنظر الله إليه بعين الشفقة، وأنار عقله وأولاه نعمة التوبة الصادقة.
سمع ذات يوم صوتًا يقول له: "يا فرنسيس أسنُد بيعتي". فلم يفهم معنى هذا الصوت. وأخذ يزيد في الإحسان إلى المساكين ويُفرط فيه، حتى ضاجَ أبوه منه فحرمه الميراث وسرَّحه.
فاتّشح ثيابًا رثَّة، ومشى حافي القدمين، ممارسًا أعمال التوبة الشّاقة والرّسالة، يعظ الناس بالمثل أكثر منه بالكلام، فتبعه كثيرون. فبنى لهم أديرة ووضع لهم القوانين، متساميًا بالفضائل ولا سيّما بفضيلة التواضع العميق. فمنحه الله صنع العجائب.
أثبت له البابا أنوريوس القانون ببراءة رسميّة. فتعزَّى القدّيس فرنسيس بأن رهبنته قد تعزّزت ونمت وانتشرت. وكان على صداقة متينة مع القدّيس عبد الأحد، يتعاونان على خلاص النفوس وخير الكنيسة.
وبعد أن أتمَّ هذا القدّيس جهاده، رقد بالرّبّ سنة 1224، وله من العمر 45 سنة. وقال فيه البابا غريغوريوس العاشر أن جراحات المسيح انطبعت في يديه ورجليه وجنبه. صلاته تكون معنا. آمين!