كان ساتورينس من مدينة روما، شيخًا جليلاً مزدانًا بالفضائل المسيحيّة. وكان الملك مكسيميانوس يوجب على المسيحيِّين القيام بالأشغال الشاقّة، فألزم ساتورينس أن يكون بينهم يحمل الأثقال على منكبيه أمام مراقبين لا رحمة في قلوبهم ولا شفقة.
واستمرّ صابرًا راسخًا في إيمانه، متعزِّياً بأن يحمل صليب التعب والآلام وراء المسيح الفادي الإلهيّ. فجاء شاب يُدعى سيسينيوس يحمل عنه أثقاله ويقدِّم له ما يحتاجه. فأمر مكسيميانوس بطرحهما في السِّجن مع كثيرين من المسيحيِّين.
فأخذ ساتورينس والشمّاس سيسينيوس يناديان باسم يسوع المسيح، فارتدَّ بسببهما عددٌ وافر من الوثنيِّين. حنق الوالي كنديدوس فاستحضرهما مكبَّلين بالسَّلاسل وأمرهما بتقديم البخور والسجود للصنم. فأجاباه: أنّه لا يجوز السجود الاَّ ليسوع المسيح ابن الله الحيّ. وصرخ ساتورينس في صنم قائلاً: ليسحق الرّبّ صنم الوثنيِّين. فسقط الصنم متكسرًا.
وعندها آمن جنديان بالمسيح، فتميَّز الوالي من الغيظ وأمر فوضعوا الشّهيدين على آلة العذاب وكَّسروا أعضاءهما بالعصي والمجالد، فصبرا على هذا العذاب الأليم. فوبّخ الجنديان اللذان آمنا الوالي على قساوته الوحشيّة وجاهرا بإيمانهما حالاً بعد أن كسر أسنانهما. أمّا ساتورينس وسيسينيوس الشمّاس، فأمر بحرق خواصرهما وبقطع رأسيهما خارج المدينة وبذلك تمّت شهادتهما سنة 305. صلاتهما معنا. آمين.