نشيد تجلّي ربّنا لمار يعقوب السَّروجيّ

القوت اليومي

نشيد تجلّي ربّنا لمار يعقوب السَّروجيّ

مَظالٌّ ثَلاث ومَظَلَّة الإبن الوَحيد

 

طابَ لِسِمْعانَ كَلامُ إيليَّا، وَمَلأهُ دَهْشَةً كَلامُ موسى !

إرْتاحَ لِلنُّور، وَطابَتْ نَفْسُهُ بالمَجْدِ العَظيم،

فأحَبَّ المَكان، وسألَ ألَّا  يَنْزِلَ مِنْ هُناك !

سَمِعَ النَّبِيَّينِ يَتَكَلَّمانِ عَنْ قِصَّةِ الصَّلْب،

فخافَ أنْ يَنْزِلَ لِيَلْقى البَلايا والدَّم !

ألنُّورُ وَرَبُّنا وإيليَّا وَموسى العَظيمُ

على الجَبَل، سِمْعانُ رَأى وَاشْتَهى :

رَبَّنا، إنْ شِئْتَ، فحَسَنٌ لنا أنْ نَمْكُثَ هُنا !

نَصْنَعُ ثَلاثَ مَظالّ، نُقيمُ فيها :

لَكَ وَاحِدةٌ وَلِموسى واحِدَةٌ  يُكَرَّمُ  فيها،

وَوَاحِدةٌ لإيليَّا، وَلِنَمْكُثْ هُنا !

 لَمْ تَطِبْ كَلِمَةُ سِمْعانَ لِلآبِ المُحْتَجِب،

لِأنَّهُ قالَ : نَصْنَعُ  لِلثَّلاثّةِ  ثَلاثاً !

غَيْرةُ الآبِ وَبَّخَتْ سِمْعانَ لِأنَّهُ ساوَى

الوَحيدَ بِموسى وإيليَّا !

سَمِعَ الآبُ فَغارَ لِكَرامَةِ وَحيدِهِ :

إنَّ الابْنَ وَحْدَهُ يَسْتَحِقُّ الكَرامَة !

بَسَطَ على الجَبَلِ غَمامَةً واحِدَة، مِظَلَّةَ مَجْد،

لِلكَريمِ وَحْدَهُ، وَتَرَكَ الإثْنينِ كما هُما !

عَلَّمَ الآبُ سِمْعانَ أنْ يَحُدَّ كلِمَتَهُ التي قال :

ألعَبْدُ عَبْدٌ، والرَّبُّ رَبّ !

أسْمَعَ صَوْتَهُ على حَبيبهِ أمامَ عُيونِ التَّلاميذ،

صاحَ : هذا هُوَ ابْني ، حَبيبي ، فَلَهُ اسْمَعوا !

رأى التَّلاميذُ أنَّ كُلَّ ما  لِلآبِ هُوَ لِلابْنِ ،

ألقُدْرَةُ وَالمَجْدُ وَالنُّورُ العَظيم، كما لِوالِدِهِ،

بِالمِظَلَّةِ الواحِدةِ التي صَنَعَها، عَلَّمَ الآبُ سِمْعانَ

أنَّ البيعَةَ واحِدَة، والصَّليبَ فيها واحِد !

صَوَّرَ الآبُ البيعَةَ بِغَمامَةٍ واحِدَةٍ مِنَ النُّورِ العَظيم،

وَأمَرَها بِأنْ تَسْمَعَ لآبْنِهِ، في كُلِّ ما يَقولُهُ !

مِنَ الرُّسُلِ والأنْبياءِ ظَهَرَتْ واحِدَةً :

لِأنَّ العَروسَ واحِد، تَبارَكَ مَنْ بِسِرِّهِ أتَمَّ كُلَّ شَيْء !