مَظالُّ الأبرار

القوت اليومي

مَظالُّ الأبرار

 

 

مَظالَّ الأبرارِ

 

 

مظال الأبرار

 

 

*      ولقدْ رأيتُ هُناك مَظالَّ الأبرارِ،

       مُضَمَّخَة ً بالأطيابِ فوَّاحَة ً بالرَياحين،

       مُشبَّكة ً بالأثمارِ مُكلَّلة ً بالأزاهير.

       كما هُوَ عناءُ الإنسانِ كذلك مِظلّتُهُ:

       فمِنْها الوضيعَة ُ بِحَلْيِها ومنها المُتألّقةُ بِحُسنِها.

       مِنها الباهِتَة ُ اللونِ ومِنها الوَضَّاءَةُ المَجد.

 

 

*      سَبَّحْتُ ما قدِرْتُ وَهَمَمْتُ أنْ أخرُج،

       وإذا بِصَوتٍ يُرعِدُ في داخِلِ الفِردَوس،

       أشبَهَ بأصواتِ بوقٍ في مُعَسكَر،

       تهتِفُ ثلاثاً  قُدُّوس :

       إنّهُ اللّاهوتُ يُسَبَّحُ في داخِله.

       خِلتُهُ زَلزالا ً فعرفتُ أنّهُ صَوت.

 

 

 

*      فرَّحَني الفِردَوسُ بأمانهِ وَجَمالِه،

       يَسكُنُهُ الجَمالُ لا عيبَ فيه،

       والأمانُ لا قلق.

       طوبى للذي استَحَقَّ أنْ يَقبَلـَهُ الفِردَوس،

       إنْ لمْ يَكُنْ بِفضلِ البِرِّ فبِفضلِ النِعمَة،

       أو بالعَناءِ، فبالرَّحمَة.

 

 

 

*      لتَتَلهَّفْ عليَّ نفسُك َ يا سَيِّدَ الفِردَوس.

       وإنْ لمْ يَكنْ لي حيلة ٌ في دخولِ فِردَوسِك،

       فأهِّلني، ولو مِنْ خارِج، أنْ أرعى في سياجِهِ.

       ليَكُن داخِلـُهُ مائِدَة ً للأفاضِل.

       أمَّا على الخطأةِ فلتَفِضْ ثِمارُ سياجِه،

       كالفـُـتاتِ، منْ خارِج، فيَحيَوا بنعمَتِك َ.

 

 

مار أفرامَ السُّرياني (+373).

 

(منظومة الفردوس، نشيد خامس، 6-11-12-15).