ملحُ الأرض ونور العالم رسالة سامية

القوت اليومي

ملحُ الأرض ونور العالم رسالة سامية





يا أبنائي الأحبّاء.

     

  "انتُم ملحُ الأرض" (متى 5/13). بِكُم تُحفظُ وديعَةُ الإيمان، كما يَحفظُ الملحُ الأغذيَة المادِّيـَّة. فإذا


فسُدَ الملحُ، واغترَّ بِهِ المُملـِّحُ فاستعملهُ فاسِدًا، أفسدَ الطعمَة جميعًا. كذلك أنتُم، إذا لم تحفظوا مِلحَكُم


صالحًا، سالِمًا من كُلِّ فساد، فإنّكم تغُشّون العالم، وتصبحون مصدَر المعاثِرِ والشّكوك.


حذارِ إفسادَ الملح! ثمَّ حذارِ! فإذا فسُدَ، فبماذا يُملّح؟ إنّه لا يصلـُحُ عندئذٍ إلّا لأنْ "يُطرَحَ خارِجًا،


فيَدوسَهُ النّاس" (متى 5/13)، أي أنّهُ يُنبذ ُ ويُمتَهن. فتأمّلوا أيَّة آخِرَةٍ لِمَنْ يكونُ مَعثرةً للمؤمنين! الويلُ


للرّاعي الذي يُغرِّرُ برعيَّتِهِ فيورِّطها في مَزالِقِ الشّكّ، ومعاثِرِ العطب، بدلَ أن يهديها إلى حظيرةِ


الإيمان،ومَرتَعِ الطـُّـمأنينة والسَّلام!



      

"أنتُم نورُ العالم!" (متى 5/14-15). فتَبَصّروا في رسالتِكُمُ السَّامية. مَنْ يوقِدُ سِراجًا، ويَضعُهُ تحتَ


مكيال؟ أو يُقصيهِ في زاويةٍ وراءَ حجاب؟ إنّما يضعُهُ على منارةٍ ليُنيرَ البيتَ بأسرِهِ. كذلك ينبغي


لِنورِكُم أنْ يَسطعَ في العالم. أنتُم في العالم لتُنيروا العالم. ولكنّكُم لستُم من العالم. ومَنْ مازَهُ اللهُ بنعمتِهِ،


وعهِدَ إليه برسالتِه، لا يُخفيها استحياءً، ويندفعُ في القطيعِ المُغْفل. أنتُم الرُّعاةُ تَهدون النّعاجَ والخِرافَ،


تندمِجون في العمَلْ.


قراءةٌ من كتابِ "كوكب البرِّيَّة" ، لفؤاد أفرام البستانيّ.