لِماذا أحِبُّ الكَنيسَة ؟

القوت اليومي

لِماذا أحِبُّ الكَنيسَة ؟

 

 

 

 

إنَّ الكنيسَة، على انْتِشارِها في العالَمِ كُلِّه، مِنْ أقاصِي الأرْضِ الى أقاصِيْها، قدْ نالتْ مِنَ الرُسُلِ وَخُلفائِهِم الايمانَ بِإلهٍ واحِدٍ، آبٍ ضَابِطِ الكُلّ، خالِقِ السَّماءِ والأرْضِ وَالبِحارِ وَما عَليْها، وَنالتْ أيْضاً الايمانَ بِيَسوعَ المَسيحِ الواحِدِ ابْنِ اللهِ المُتَجَسِّدِ لأجْلِ خَلاصِنا ؛ وَبِالرُّوحِ القُدُسِ الواحِد ...

 

أجَلْ هذِهِ هِيَ البِشارَةُ التي نَالتْهَا الكَنيسَة : وَهِيَ الإيمانُ، كما قُلنا، وَعلى انْتِشارِها في العالمِ كُلـِّه، فهِيَ تَحْفَظ ُ هذا الإيمانَ بِكُلِّ دِقّةٍ كأنَّها تَعيشُ في مَكانٍ واحِد، وَتُؤمِنُ إيماناً واحِدا، كأنَّ لها قلباً واحِداً وَرُوحاً واحِداً. وَبِاتِّفاقٍ تامّ تُبَشـِّرُ بِهذا الإيمانِ وَتُعَلـِّمُهُ وَتَمْنَحُه، كأنَّها تَمْلِكُ لِلنُطْقِ بِهِ فماً وَاحِداً.

      

اللـُغاتُ على الأرْضِ مُخْتَلِفَة ٌ، ولا شَكّ، لكِنَّ قُوَّةَ التَقليدِ واحِدَةٌ وَمُتَشابِهَة ؛ وَكما أنَّ الكَنائِسَ المُؤسَّسَة وَالمُنْتَشِرَةَ في العالَمِ كُلـِّهِ تُؤمِنُ إيماناً واحِدا، كالشَّمْسِ، خليقةِ الله، التي هِيَ نَفْسُها تُشِعُّ على العالمِ كُلـِّه، كذلِكَ البِشارَةُ بِالحَقيقةِ تُنيرُ كُلَّ الذينَ يُريدونَ مَعْرِفَة َ هذِهِ الحَقيقة.

      

إنَّ التَعْليمَ واحَدٌ، إنْ تَفَوَّهَ بِهِ رَسولٌ كبيرٌ أو تِلميذ ٌ صغيرٌ ؛ لأنَّهُ لا يَفوقُ عَلمٌ بَشَرِيٌّ تَعاليمَ المُعَلـِّم. وَبِما أنَّ الإيمانَ واحِد، فلا كَثرَةُ الكلامِ تُغْنيهِ ولا قِلـَّتُهُ تُفْقِرُهُ.

 

 

 

القِدِّيسِ إيريناوُس (+202)