آه! أحبُّك، يا مريم، عندما تسمّين ذاتَكِ أمةَ الربِّ الذي تسحرينه باتِّضاعك.
هذه الفضيلة المحجوبة تجعلكِ كليَّة القدرة، وتجذبُ الى قلبك الثالوث القدوس.
وعندها ظلّلك روحُ الحبّ، فتجسِّدَ فيك الابن المُساوي للآب. وسيكون عدد إخوته الخطأة كبيرًا جدًا إذ إنّه علينا أن نناديه: يسوع، ابنك البكر!...
أيتها الأم الحبيبة، بالرغم من حقارتي، مثلكِ أمتلكُ فيّ الكلّيَّ القدرة.
لكني لا أرتجفُ لرؤيتي ضعفي: فكنزُ الأم يؤول الى ابنتها. وأنا ابنتك، يا أمِّي الحبيبة، ففضائلكِ، وحُبّك، أليست لي جميعها؟
وعندما تنزلُ في قلبي القربانةُ البيضاء يعتقد يسوع، حَمَلُكِ الوديع، أنَّه يرتاح فيكِ!...
جَعلتني أشعرُ بأن ليس مستحيلاً السيرُ على خطواتك، يا ملكةَ المختارين.
طريقُ السماء الضيّق جعلتهِ منظورًا، إذ مارستِ باستمرار أوضعَ الفضائل.
بالقرب منكٍ، يا مريم، أحبّ البقاء صغيرة، وأرى تفاهةَ عظائم الأرض. عند القديسة اليصابات، المستقبلة زيارتّكِ، أتعلَّمُ ممارسة المحبّة الحارَّة.
هناك أصغي مفتونةً، يا ملكة الملائكة الوديعة، الى النشيد المقدس الذي انبثق مِن قلبك؛
فتُعلِّمينني أن أُرنِّمَ المدائحَ الإلهية، وأن أتمجّدَ في يسوع مخلِّصي. كلماتُ حبِّك هي ورودٌ سريَّة سوف تطيِّبُ الدهور الآتية. وفيكِ صنَع الكليُّ القدرة عظائمَ، أريد التأمل فيها لكي أباركه.
القدّيسة تيريزيا الطفل يسوع والوجه الأقدس
(1873 - 1897)