قام وكسر كل قيود الموت

القوت اليومي

قام وكسر كل قيود الموت

 

 

 

 

لنحتفل إذن بهذا العيد ـ عيد قيامة المسيح ـ لأنه قام وأقام كل البشرية معه. لقد قام وكسر كل قيود الموت ومحا كل خطايانا.

 

أخطأ آدم ومات، والمسيح لم يخطئ ولكنه مات. أمرٌ غريب وعجيب لماذا مات المسيح وهو لم يخطئ ؟ حدث هذا لكى يستطيع الذي اخطأ ومات أن يتحرر من قيود الموت بمعونة ذاك الذي مات، رغم أنه لم يخطئ.

 

فمثلاً يحدث مرات كثيرة أن يكون أحد مديونًا بمبلغ من المال لشخص آخر ثم يعجز عن السداد، فيأتى شخص ثالث لديه القدرة علي تسديد هذا الدين، وعندما يدفعه فإنه يحرّر هذا المدين . هذا ما حدث لآدم إذ كان محكومًا عليه بالموت، فآتى المسيح و حرره من قيود الموت مع أن المسيح لم يكن مدانًا بأي شيء. أرأيت مفاخر القيامة؟ أرأيت محبة الله للبشر؟ أرأيت مقدار العناية العظيمة؟

 

اليوم يجب أن ننشد مع داود النبي "من يتكلم بجبروت الرب. من يخبر بكل تسابيحه؟"(مز2:106)

لقد بَلغَنا الاحتفال الخلاص الذي كنا نشتهيه. إنّه يوم قيامة السيد المسيح، يوم السلام و المصالحة، اليوم الذي فيه بطل الموت و أنهزم الشيطان.

 

في هذا اليوم انضم البشر إلى الملائكة. اليوم يقدّم البشر تسابيحهم مع القوّات الروحية. اليوم أبطلت أسلحة الشيطان وانفكّت قيود الموت وأُبيد جبروت الجحيم.

 

اليوم سحق ربنا يسوع المسيح الأبواب النحاسية وأزال شوكة الموت. اليوم نستطيع أن نقول مع النبي"أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية"(1كو55:15)

 

لقد غيّر حتى اسم الموت، فلا يدعى بعد موتًا، بل نومًا ورقادًا. كان اسم الموت مُخيفًا قبل ميلاد المسيح وصلبه، لأن الإنسان الأول عندما خُلق سمع "يوم تأكل من هذه الشجرة موتًا تموت" (تك17:2). وداود النبي يقول " الشر يميت الإنسان" (مز21:34). كما كان انفصال النفس عن الجسد يُدعى موتًا وهاوية، ويقول يعقوب أبو الآباء "تنزلوا شيبتي بحزن إلى الهاوية" (تك38:42).

 

وإشعياء يقول "وسعت الهاوية نفسها و فغرت فاها بلا حدود" (إش14:5). وأيضًا "لأن رحمتك عظيمة نحوي وقد نجيت نفسي من الهاوية السفلي" (مز13:85).

 

هذا المفهوم عن الموت نجده في مواضع أخرى كثيرة من العهد القديم، غير انه منذ أن قدم المسيح ذاته ذبيحة من أجل كل البشرية، وقام من الموت ألغي كل هذه الأسماء وقدم للبشرية حياة جديدة لم تعرفها من قبل، فلا يُسمى بعد، الخروج من هذا العالم، موتًا بل نومًا أو انتقالاً....

 

أرأيتَ بهاء مجد القيامة ؟

 

القديس يوحنا الذهبي الفم (+407)