في مرارة وغربة هذه الحياة وفرح الملكوت

القوت اليومي

في مرارة وغربة هذه الحياة وفرح الملكوت

 

 

 

 

 

إلهي، كم هو مرَّ شقاء غربتي

 

وكم تحزنني هذه الحياة

 

المشحونة بالآلام والخداع،

 

التي يملكها الكبرياء ويسودها النّفاق،

 

التي نموت فيها مختلف الميتات

 

بسبب نقصنا و تقلبنا،

 

الحياة التي تضعفها الأوجاع وينيها الحزن

 

ويقهرها الفقر ويلاشيها الغمّ،

 

ويقصَّرها الاهتمام الزّائد،

 

ويفسدها المرض و تثقلها الشّيخوخة

 

ولا يلبث الموت ان يفاجئها ،

 

فينسى الانسان سريعًا

 

ولا يوجد من يعرفه من بعد.

 

لعمري، هذه الحياة هي الموت بعينه .

 

فهي، مع مصائبها ومشقاتها.

 

تخفي حقيقيتها عن نظر عشّاقها.

 

ورغم أنها واضحة المرارة و كاذية بذاتها  ،

 

فهي تخدع البشر بمواعيدها الخياليّة و لذاّتها الكاذبة،

 

ولا تزال تدير كأسها البرّاقة

 

وتكسر العديدين بخمر إغوائها

 

وتغذيهم  بسراب هذيانها .

 

فطوبي للقلائل الذين يرغبون عن حياتها

 

ويحتقرون متعتها ويعفّون عن حيلتها

 

وهنيئاً لمن تلذوذوا بك ووجدوا عندك راحتكم

 

ونالوا من لذلك سلامًا دائماً وفرحًا لا يفنى

 

و حياةً بقربك لا يضعف

 

أيّها الحقّ الأزلي والفرح السّرمدي

 

والمجد الذي لا يزول. 

 

 

 

 

القديس أوغسطينوس.