في طريقِ الصَّليبِ المُقدَّسِ المَلَكِيَّة

القوت اليومي

في طريقِ الصَّليبِ المُقدَّسِ المَلَكِيَّة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إنَّهُ لَصَعْبٌ على الكثيرينَ هذا الكَلام : "أنكِرْ نَفْسَكَ واحْمِلْ صَليبَكَ واتْبَعْ يَسوع".

       

ولكِنَّهُ سَيَكونُ أصْعَبَ جِدّاً سماعُ هذهِ الكلماتِ الأخيرة : "إليكُمْ عَنِّي يا مَلاعينُ إلى النَّارِ الأبَدِيَّة". فالذينَ يَرْتاحونَ الآنَ إلى سَماعِ وَصِيَّةِ الصَّليبِ واتِّباعِها، لنْ يَخافوا حينئذٍ أنْ يَسْمَعوا حُكْمَ الهَلاكِ الأبَديّ. "وإنَّ علامَةَ الصَّليبِ هذهِ، ستكونُ حينما يأتي الرَّبُّ لِلدَّينونة". حينئذٍ جَميعُ عبيدِ الصَّليب، الذينَ تَشَبَّهوا في حَياتِهِمْ بالمَصلوب، يَدنونَ إلى المَسيحِ الدَّيَّان، بِثِقةٍ عَظيمَة.

       

فلِمَ تَخافُ إذنْ مِنْ حَمْلِ الصَّليب، الذي بهِ يُذهَبُ إلى المَلَكوت ؟ في الصَّليبِ الخَلاص، في الصَّليبِ الحَياة، في الصَّليبِ الحِمايَةُ مِنَ الأعْداء، في الصَّليبِ فَيَضانُ العُذوبةِ العُلوِيَّة، في الصَّليبِ  قُوَّةُ النَّفْسِ، في الصَّليبِ فَرَحُ الرُّوح، في الصَّليبِ تَمامُ الفَضيلَة، في الصَّليبِ كَمالُ القَداسَة. لا خَلاصَ لِلنَّفْس، ولا أمَلَ في الحَياةِ الأبَدِيَّةِ إلّا في الصَّليب. فاحْمِلْ إذنْ صليبَكَ واتْبَعْ يَسوع، تَبْلُغْ إلى الحَياةِ الأبَدِيَّة.

      

  لقدْ سَبَقكَ هُوَ "حامِلاً صليبَهُ"، وَماتَ لأجْلِكَ على الصَّليب، لِكَيْ تَحْمِلَ أنْتَ أيْضاً صليبَكَ، وَتَتوقُ إلى المَوتِ على الصَّليب. فإنَّكَ "إنْ مَتَّ مَعَهُ، فَسَتَحْيا أيْضاً مَعَهُ"، وإنْ شارَكْتَهُ في العَذاب، فسَتُشارِكُهُ في المَجْدِ أيْضا.

 

(السفر الثاني، الفصل الثاني عشر، 1 - 2)

 

مِنْ كِتابِ "الإقتِداءِ بالمَسيح"