فحص الضمير

القوت اليومي

فحص الضمير






لمنع الشرّ من الدخول إلى قلوبنا هناك ممارسة قديمة في الكنيسة ولكنّها جيّدة جدًا وهي فحص الضمير.


الشيطان يعود دائمًا إلينا فهو لا ينفك يجرّب الإنسان، وهو أيضًا صبور ويقوم بكل ما بوسعه للحصول على ما يريده، أي روحنا.


بعد أن جرّب الشيطان يسوع في الصحراء يخبرنا إنجيل القديس لوقا: "فلَمَّا أَنهى إِبليسُ جمَيعَ مَا عِندَه مِن تَجرِبَة، اِنصَرَفَ عَنه إِلى أَن يَحينَ الوَقت" وذلك ليعود مرارًا وتكرارًا: عندما كان شيوخ الشعب يجربونه، أو يحاولون الإيقاع به، وفي آلامه وصولاً إلى الصليب، وكأنهم يقولون له: "إن كنت ابن الله حقًا أظهر نفسك لنؤمن بك".


وجميعنا نعلم أن هذا الأسلوب في الكلام يمس القلب ويستفزنا: "هل أنت قادر على فعل هذا الأمر؟ أرني قدرتك! لا! أنت لا تقدر!"، وكما تصرّف الشيطان مع يسوع يتصرّف معنا نحن أيضًا.


ينبغي علينا أن نحرس قلبنا حيث يقيم الروح القدس لكي لا تدخل الأرواح الأخرى. ينبغي علينا أن نحرس قلوبنا كما نحرس بيتنا ونسهر عليه كالرقباء.


كم من مرّة تدخل قلوبنا الأفكار السيئة والنوايا السيئة، الغيرة والحسد؟ ولكن من الذي يفتح لها الباب؟ ومن أين تدخل؟ إن كنت أغفل عن الأمور التي تدخل إلى قلبي فسيصبح عندها ساحة عامّة يتنقّل فيها الجميع كما يحلو لهم، فيفقد عندها جوهره ويصبح قلبًا لا يمكن للرّبّ أن يكلمه ولا أن يصغي إليه.


يقول لنا يسوع شيئًا آخر أيضًا قد يبدو لنا غريبًا بعض الشيء: "مَن لم يَجمَعْ مَعي كانَ مُبَدِّدًا"، يستعمل كلمة يجمع، لأنه ينبغي علينا أن نستجمع قلوبنا، ونعرف ماذا يجري في داخلها، وبالتالي يمكننا العودة إلى ممارسة قديمة في الكنيسة ولكنّها جيّدة جدًا وهي فحص الضمير.


من منا، عند المساء وقبل أن يختتم نهاره ينفرد بنفسه ويسأل نفسه: ماذا حصل في قلبي اليوم؟ ما هي الأشياء التي عبرت من خلال قلبي؟ إن لم نقم بفحص الضمير هذا فنحن لا نعرف حقًّا كيف نسهر ونحرس قلوبنا!


إن فحص الضمير نعمة لأن حراسة القلب هي أيضًا حراسة الروح القدس الذي يقيم فينا. نعلم جيّدًا ويسوع قد قال بوضوح إن الشياطين تعود دائمًا، حتى عند ساعة الممات، ويسوع يعطينا المثل بنفسه.


ولكي نحرس قلوبنا ونسهر عليها من الشيطان ينبغي علينا أن نعرف كيف نستجمع أنفسنا، ونصمت أمام الله ونسأل أنفسنا عند انتهاء النهار: ماذا جرى اليوم في قلبي؟ هل دخل إليه أحد لا أعرفه؟


وهذا الأمر سيساعدنا لندافع عن أنفسنا من الشرّ وممّا يمكننا القيام به إذا دخلت إلى قلوبنا هذه الأرواح المحنّكة لتخدعنا.


البابا فرنسيس