غائب في الحوّاس وحاضر في الخلاص

القوت اليومي

غائب في الحوّاس وحاضر في الخلاص

 

كان الرّوح حاضراً منذ بداية الخليقة: "يرفّ على وجه المياه". وكان حاضراً في النفس الذي جعل آدم إنساناً حيّاً، وفي الرّوح التي شقّت مياه بحر القلزم، وفي النار التي التهمَت ذبيحة إيليّا. وكثيراً ما ذكره الأنبياء والمزامير.

وفي حياة يسوع، حلّ على مريم العذراء لتلد مخلّص العالم، وظهر في هيئة حمامة عندما تعمّدَ يسوع على يد يوحنّا المعمدان، وقاد يسوع إلى البرّيّة، وجعله يرتعش في أثناء حياته التبشيريّة، لأنّ الآب أظهر للصّغار ما أخفاه عن الحكماء والفهماء. وقبل الآلام، وعدَ يسوع تلاميذه بأن يُرسل إليهم الرّوح القدس، وشرح لهم ما سيفعلهُ هذا الرّوح فيهم، وأتمَّ وعده بعد القيامة.

فالرّوح القدس حاضرٌ في التاريخ منذ بداية الكون، على الرّغم من غيابه الملموس. وسيظلّ حاضراً حتّى نهاية الأزمنة. إنّه الرّوح الذي يُجدّد الخليقة، ويجعل حياة الإنسان سالمة وسليمة ومستسلمة لله.

فكان "الله معنا". إنّه لا يزال يعمل في كلّ مؤمن، ليقود الخليقة إلى خالقها.

 

من كتاب: سبع هبات من الرّوح القدس، الأب سامي حلاق