عِندَما يَكونُ أُناسٌ في النُّور، فما هُمْ يُنيرونَ النُّورَ وَيُعْطونَهُ إشعاعًا، بَلْ يَسَتنيرونَ بِهِ وَيُشِعُّون.
ذلكَ ما يَحْدُثُ في خِدْمَةِ الله. لا أحَدَ يَجْلـُبُ للهِ شَيْئًا، فإنَّهُ لا حاجَة َ بهِ إلى خِدْمَةِ البَشَر، إنَّما الذينَ يَتبَعونَ اللهَ وَيَخدُمونَهُ، فإنَّهُ يُعِدُّ لهُمُ الحَياةَ والمِنعَةَ على الفساد، والمَجْدَ الأبَدِيِّ.
يَمْنَحُ نِعَمَهُ لِلذينَ يَخْدُمونَهُ، وللذينَ يَتبَعونَهُ لِكونِهمْ يَتبَعونَهُ. أمَّا هُوَ فلا يأخُذ ُ مِنهُم أيَّة َ مِنحَةٍ لأنَّهُ كامِل، لا يَحْتاج.
إذا كانَ اللهُ يَطلبُ خِدْمَة ً مِنَ البَشَر، فلكي يَستطيعَ، وَهُوَ الصَّالِحُ الرَّحوم، أنْ يَمْنَحَ نِعَمَهُ أُولئِكَ الذين يُثابرونَ على خِدْمَ��ِهِ.
فاللهُ لا يَحْتاجُ إلى شيْء، أمَّا الإنسانُ فَيَحْتاجُ إلى مُشارَكةِ الله.
مَجْدُ الإنسان ِ يَنهَضُ على دَأبهِ في خِدْمَةِ الله.
لِذا كانَ الرَّبُّ يَقولُ لِتَلاميذِه: "ما أنتُمُ اخترْتموني، بَلْ أنا اخترْتكم"، مُشيرًا إلى أنَّهُمْ لا يُمَجِّدونَهُ باتِّباعِهم لهُ، بَلْ لأنَّهُمْ تبعوهُ قدْ مَجَّدَهُم.
وَقال: أُريدُ أنْ يَكونَ هَؤلاءِ حَيْثُ أكونُ أنا، لِيُشاهِدوا مَجْدي!
قراءَةٌ مِنَ القِدِّيس إيرِيناوُس (+202)